“بايدن ومستقبل السياسات الامريكية في المنطقة”

"بايدن ومستقبل السياسات الامريكية في المنطقة"

 

نظمت جبهة العمل الاسلامي في لبنان ندوة افتراضية على منصة الزووم تحت عنوان: "بايدن ومستقبل السياسات الامريكية في المنطقة" حاضر فيها  معالي وزير الخارجية اللبناني السابق الدكتور عدنان منصور، وأدارها الإعلامي ربيع غصن فبدأ بالترحيب بمعاليه وشكره على تلبية الدعوة وبالمشاركين.

 

وبدأ الدكتور عدنان منصور بالقول أن أي نظام يتطلع للخروج من العباءة الامريكية نجد أن الولايات المتحدة تتدخل لإطاحته حتى لو كان منتخب بانتخابات شرعية حقيقية، وهناك أمثلة كثيرة مثل الأنظمة في أميركا الوسطى وفي الدومينيك، وفي الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن أمم محمد مصدق النفط بعيداً عن السياسة الأمريكية قامت أميركا بتصفيته، فللولايات المتحدة لها استراتيجية لا تحيد عنها مهما اختلف الرئيس، وهي تعادي اي دولة تعارض سياستها.

 

نحن اليوم امام مرحلة جديدة مع بايدن، هو لن يخرج عن الإطار الاستراتيجي المتعلق بالمنطقة المشرقية وبالذات للكيان الصهيوني لأن هناك ترابط عضوي بين الولايات المتحدة والعدو الصهيوني. بايدن اليوم قد يغير في الداخل الأميركي لكن بالنسبة للسياسة الخارجية ستبقى كما هي.

 

وقال منصور: إن العدو الصهيوني حقق انجازاً كبيراً من خلال ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لهم ونقل السفارة إلى القدس، فترامب مهد الأرضية لخلفه. في الكونغرس الأميركي اليوم غالبية تميل للسياسة الصهيونية ولا يتجرؤون على أخذ أي قرار ضد الصهاينة حتى لا يطاح بهم، وهذا الأمر يعرفه بايدن. ولا ننسى أن بايدن كان يعبر عن نفسه بأنه صهيوني وقوة الصهاينة في المنطقة هي قوة أميركا، لذلك على العرب أن لا يعولوا الآمال على الرئيس الجديد بالنسبة للقضية الفلسطينية بل يجب أن نعول على أنفسنا وننشأ جبهة مقاومة في المنطقة. لا بد من عمل جماعي على صعيد شعبي من أجل الوقوف في وجه تيار الهيمنة والتسلط الذي يمارس على الأمة.

 

بالنسبة للوضع الداخلي الأميركي ذكر منصور أن أميركا لأول مرة في تاريخها تتلقى صدمة قوية، ترامب اتبع سياسة حمقاء في عمليته الانتخابية لأنه اعتبر نفسه رئيساً مرة أخرى، فقبل انتهاء الانتخابات أعلن فوزه، وهذا شكل حساسية في الداخل الأميركي من الناحية الديمقراطية، وهو قد حرض الشارع الأميركي واتهم المؤسسات بالفساد والتزوير وهذا ما لم يتعود عليه الشعب الأميركي.

 

وأضاف منصور: أنه إذا نقلت القيادة العسكرية من أوروبا للشرق الأوسط لن يتغير شيء لأنه هناك تواجد عسكري أميركي قوي في الخليج العربي والمنطقة الآسيوية وأن المسألة ليست بعملية توزيع القيادات، وهذا الأمر لن يغير لا من السياسة الأميركية ولا من الموقف الإيراني.

 

أميركا اليوم تريد أن تنهي الصراع العربي الصهيوني، الاعتراف العربي الذي حصل مؤخراً بالعدو هو قول علني أنه ليس هناك صراعات عربية صهيونية أمام العالم الغربي وأن قلة قليلة لا تريد الاعتراف بالعدو الصهيوني، كما إنها تريد أن تزيل اي عائق في وجه هذا الهدف أو أي محامي عن القضية الفلسطينية.

 

وقال منصور: الرئيس بايدن سيكون له حرية كبيرة في التعاطي مع الشأن الداخلي ولكن بالنسبة للشرق الأوسط لن يتراجع بايدن عن الخطوات التي اتخذت. الولايات المتحدة تريد أن تنهي القضية الفلسطينية بالأمن، لان العدو الصهيوني يبحث عن الأمن. السياسة الأمريكية تريد تغيير الواقع في المنطقة المشرقية. أميركا تستعيض عن الحرب المباشرة بالعقوبات لأنها تعتبر هذه العقوبات الاقتصادية والسياسية والمالية والتجارية ستشل الدول، لكن مع ذلك لم تحقق هذه العقوبات اي نتيجة.

 

هناك ثوابت لا يمكن ان نتخلى عنها، هناك قضية فلسطين العربية، هناك عدو صهيوني محتل، هناك عدو إرهابي في المنطقة، هناك صراع مذهبي طائفي فتّاك، لذلك علينا أن نتحلى بالوعي ونتصدى لأي عمل يريد التفرقة الطائفية.

 

وبالنسبة للموضوع الاميركي الايراني أجاب معالي الوزير منصور: لا يتصور أن يكون هناك ضربة عسكرية لأن المنطقة كلها ستنفجر ولن تقتصر الحرب على دولة او دولتين. أما بالنسبة لموضوع المفاوضات، منذ الأساس إيران لا تعطي الثقة للموقف الأميركي حيال الملف النووي الايراني. وفي موضوع العقوبات، أميركا لا تريد أن يكون هناك دولة كبرى مثل إيران بإمكانيات هائلة وقوة عسكرية وتنمية اقتصادية وعلمية. شرط إيران في الوقت الحاضر أنه لا يمكن العودة للاتفاق قبل أن تعود اميركا إليه.

 

أما في موضوع ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني أكد منصور أن الوسيط الأميركي سيتخذ بطبيعة الحال الجانب الصهيوني. العدو لا يتعاطى مع القانون الدولي في هذا المجال ويرفض الاعتراف اساساً بقانون البحار، لا زالت المسألة عالقة، من الصعب أن تأتي شركة أمريكية أو أجنبية للتنقيب عن النفط إذا رفضت الولايات المتحدة الأمريكية، ولن تستطيع أي شركة لبنانية التنقيب عن النفط دون الإذن الأميركي وهنا نترك الخيار للدولة اللبنانية لترى ماذا ستفعل.

 

وقال منصور: ان سوريا ما تزال تشكل قلقاً للولايات المتحدة، ورغم الاندحار الإرهابي ما تزال قسد والتدخل التركي يشكلان تهديد للوحدة السورية، فالولايات المتحدة تريد أن تمارس الابتزاز لتحصل على امتيازات معينة لإنهاء المشكلة في سوريا.

أما في لبنان فقد كانت أمريكا تريد جره إلى غير موقعه خاصة بعد فرض العقوبات على البنوك والأفراد.

 

وختم المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي في لبنان الدكتور الشيخ زهير الجعيد الندوة قائلاً: أنه من الوهم أن تغير أمريكا سياستها تجاهنا وتجاه منطقتنا، العدو الصهيوني سيبقى الأساس للسياسة الأمريكية وسيزداد الدعم له

لذلك المرتجى الأساس هو في قوتنا في قوة محور المقاومة، وفي تعزيز الأسلوب للمواجهة والتعاطي والتدريب والتسليح في غزة المحاصرة التي أثبتت قوتها على الصمود والمواجهة. وتراكم هذه القوة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق تحقق الانتصار، ورغم جنون ترامب استطاع هذا المحور أن يقف ويصمد ويحقق انتصارات.

 

نحن مقبلون على عهد هزيمة للسياسة الأمريكية في المنطقة، ولكن نحتاج الى الكثير من الوعي والوحدة الإسلامية خاصةً أن السياسة الأمريكية تسعى من خلال مؤامراتها وفتنها إلى تمزيقها.

 

نحن أمام مرحلة جديدة مع بايدن قد تكون فيها السياسة الأمريكية شيطانية فيها من الألاعيب السياسية والكذب والنفاق أكثر من عهد ترامب الذي كان أكثر وضوحاً بمشاريعه العدائية، ولكننا نعتز بمحورنا الذي سيسقط الكيان الصهيوني رأس الشر في العالم، وكل السياسة التآمرية في المنطقة.

 

 

أتمنى أن يعي كل من سار للتطبيع مع هذا الكيان الصهيوني من الدول العربية خطأهم والجريمة التي ارتكبوها وأن يتراجعوا عن ذلك، وأن يدركوا العدو من الصديق الصدوق، وأن يعودوا لطريق الصواب والحق لنصرة أهلنا في فلسطين ولتحرير مقدساتنا التي هي ليست حصراً للمسلمين فقط بل هي لكل الأحرار في هذا العالم.  

 

You May Also Like

More From Author