منذ حوالي أسبوع والبعض من اللبنانيين يعيش حالة من الجنون بحثاً عن دواء يعتقد انه يشفي المصابين من فيروس كورونا أو يحمي أي شخص يتناوله من الإصابة بالفيروس، وذلك من خلال تقوية جهازه المناعي. نعم حالة من الجنون لأن علبة دواء الـivermectin التي كانت تباع بأقل من عشرة آلاف ليرة، باتت تباع بالحبة، وقد وصل سعرها الى 150 ألف ليرة، ولأن عيار الجرعة التي يتناولها المريض بناء على وصفة طبيبه يجب أن يراعي وزنه، هناك من دفع في السوق السوداء ثمن الحبوب التي يريدها مبلغ وصل الى 800 ألف ليرة.
حالة الجنون دفعت بالبعض الى التهافت على شراء هذا الدواء وقد يكون تناوله ظناً منه أنه يحميه من كورونا، علماً أن الدواء المذكور يصفه الأطباء للمرضى الذين يعانون من عوارض الجرب والفطريات والدود، لا للحماية من كورونا ولا من يحزنون. صحيح أن ivermectin ليس مسجلاً على لائحة الأدوية التي تصدر عن وزارة الصحة، لكن الحاجة اليه دفعت الوزارة الى السماح بإستيراده من قبل بعض التجار، لذلك تؤكد مصادر متابعة للملف أن الكميات التي تصل الى لبنان من هذا الدواء، لا تستورد بطريقة رسمية أي عبر وكيل له كما هي الحال مع الأدوية المسجلة، وبحسب الآلية التي تعتمدها وزارة الصحة مع المستوردين، وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن شركة تنتمي الى نقابة مستوردي الأدوية أبرمت صفقة إشترت فيها شحنة كبيرة من دواء الـivermectin ستصل الى لبنان من الأرجنتين مع نهاية كانون الثاني الجاري، وفور وصولها سيتم توزيعها على الصيدليات وبسعر 8000 ليرة للعلبة الواحدة، الأمر الذي سيحدّ نوعاً ما من نشاط تجار السوق السوداء الذين يتعاملون مع علبة الدواء كسلعة عادية لا كحاجة طبية قد تنقذ أحياناً حياة مريض. الهدف الأساسي من هذه الصفقة تضيف المصادر المتابعة، هو ضرب هؤلاء التجار الذين يجب أن تلاحقهم نقابتا الأطباء والصيادلة ووزارة الصحة والقضاء والقوى الأمنية، لما يقومون به من جريمة بحق الإنسانية، أكثر مما هو تحقيق الربح المادي، لأن علبة الدواء التي ستباع في الصيدليات بـ8000 آلاف ليرة، لن تحقق للشركة التي إستوردتها أرباحاً كأي علبة دواء أخرى تباع بـ40 أو بـ50 ألف ليرة.
لكل ما تقدم، يجب أن يوقف هذا البعض حفلة الجنون هذه، المريض الذي يصف الطبيب له دواء الـivermectin سيصبح قادراً على شرائه من الصيدلية لا من السوق السوداء وبسعره الحقيقي أي بـ8000 ليرة، ومن لا يحمل وصفة طبية من طبيبه لشراء الدواء المذكور، عليه أن يتوقف عن شرائه، خصوصاً وأن ما من دراسة عالمية تؤكد أن الدواء المذكور يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا أو يشفي المصابين بالفيروس بسرعة فائقة، وهذا ما تؤكده منظمة الصحة العالمية، لا تجار السوق السوداء ولا بعض الصيادلة التجّار الذين يرتكبون جرم بيع الدواء في صيدلياتهم على طريقة السوق السوداء.