“ساري” و”ليلى” قصة حب نشأت على أنقاض الذاكرة والحرب الأهلية في فيلم “مفقود”

 

تخلف الحروب الكثير من الدمار والدماء خلفها، ولكن مثلما يحدث في أي موقف يختبر الإنسانية، حتماً ما يكون هناك مجالاً مفتوحاً للمشاعر، فالحرب لا تقف حائلاً أمام الحب والرومانسية، ولكنها تجعله حاجة إنسانية ماسة، قد يسعى إليها الجميع في إطار محاولة التمسك ببقايا الأشياء التي تذكرنا بإنسانيتنا في ظل الفظاعات التي تتحكم في المشهد.

 

ونظراً لأن التاريخ العربي لم يخلو من الحروب والنزاعات، فإن عين السينما قد التقطت العديد من قصص الحب التي خرجت إلى النور وفي خلفيتها تعلو أصوات الرصاص، ومن بينها الفيلم اللبناني مفقود (2019) أول فيلم يهتم بمصير المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، من إخراج بشير أبو زيد، فمنذ سبعينيات القرن الماضي عندما اشتعلت نيران الحرب الأهلية في لبنان، لم يختفي تأثيرها على السينما اللبنانية، حتى بعد انتهائها في عام 1990، وظلت تشغل بال صناع الأفلام المحليين، محاولين توثيقها، وإبراز آثارها على المجتمع وكيف ساهمت في تحول مساره، كما قال المخرج هادي زكاك "سينما الحرب اللبنانية هي كتاب تاريخ في بلد ليس له كتاب موحَّد للتاريخ".

 

خلال أحداث "مفقود" نغوص في علاقته بـ"ليلى"، وهي علاقة يمكن توصيفها بالحب العذري، الذي يبحث ساري من خلاله عن ذاته وهويته المفقودة.

 

ويحكي الفيلم قصة ساري الشاب الذي رغم مرور سنوات على اختطافه، ما استطاع أن ینسى تفاصیل المرة الأخیرة التي رأى فیھا أمه، لم ينس عيناها وكلماتها عندما طلبت منه ألا ينظر إلى الوراء أبداً. الآن، بعد سجنه بتھمة قتل صدیقه، یحاول ساري أن یثبت برائته كي یخرج ویكمل رحلة بحثه عن أمه، لكنه لا یملك الأدلة الكافیة لیثبت أنه لم یقترف الجریمة، وخلف جدران السجن يخوض رحلة طويلة الأمد إلى ماضيه، أعمق ذكرياته وهويته الحقيقية.

 

وحصل الفيلم على جائزة افضل عمل أول من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط نسخة عام 2020، ومن المقرر إطلاق الفيلم تجارياً في لبنان نهاية الشهر الحالي في سينما فوكس.

 

You May Also Like

More From Author