سقطت الكتب وبقيت الطبول شامخة

بقلم .الفقير نادى عاطف

هذا هو الواقع المرير الذي نعيشه في هذه الأيام، حيث أصبح العلم والعلماء بلا قيمة، وأصبح المفكرون والمبدعون مجرد ظلال لا تلتفت إليهم الأنظار، في حين تعلو الطبول وتُسمع أصواتها في كل مكان.

 

لقد بات الشموخ للأصوات العالية التي تفتقر إلى المعنى والمضمون. أصبحت الأضواء تسلط على أصحاب الطبول، أولئك الذين يتسلقون سلم النجاح بالمظاهر والخداع، وينشرون ثقافة التملق والنفاق. في هذا العالم، باتت القيم الحقيقية تُهمل، وأصبح النجاح يقاس بما يملكه الفرد من تأثير ظاهري بدلاً من عمق معرفته أو قيمة إبداعه.

 

لماذا سقطت الكتب؟

 

سقطت الكتب لأننا أهملنا التعليم وأهملنا القراءة، لأننا اخترنا الطريق السهل والسطحي بدلاً من البحث والتفكير العميق. أصبحت المعرفة عبئًا بدلاً من أن تكون سلاحًا للتغيير، وصار الإبداع مغيبًا في زوايا النسيان.

 

ولكن، هل نحن بلا أمل؟

 

على الرغم من هذا المشهد المؤلم، يبقى الأمل قائمًا في أولئك الذين يؤمنون بقوة العلم والمعرفة. علينا أن نستعيد مكانة الكتب، أن نعيد للشباب حب القراءة والتعلم، أن نرفض الخضوع لسطوة الطبول الجوفاء، وأن نعمل على بناء مجتمع يقدّر المضمون على المظهر.

 

ختامًا، فإن الطبول مهما علت أصواتها ستظل فارغة، بينما تبقى الكلمة الصادقة والمعرفة العميقة هي الركيزة التي لا تهتز. علينا أن نعمل معًا لنرفع مكانة الكتب والعلماء، وأن نعيد للأصالة والمبدعين حقهم المسلوب.

You May Also Like

More From Author

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *