باحث وكاتب سياسي
في ظلّ القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله لم يعد هناك مكان آمن في لبنان، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام مقاطع فيديو وصورًا مختلفة توثّق التصعيد بين الطرفين.
من بين هذه الادعاءات فيديوهات يُظهر استخدام إسرائيل أسلحة نووية في قصف لبنان كما هو ظاهر أو بما يُسمّى بسلاح دمار شامل ..
فسارعت العائلات في شتى أرجاء جنوب لبنان، إلى جمع أمتعتها والتوجه شمالاً في سيارات وشاحنات ومنهم على درّاجاتهم النارية.
بينما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف في كل بقعة من لبنان ليقول إنها مرتبطة بحزب الله والجماعات الاسلامية حماس .
27000 ألف نازحٍ لغاية اليوم والحبل على الجرّار ..
نزوح سكاني من الجنوب في ظل تزايد التوترات والتهديدات بهجوم بري إسرائيلي هو تطور طبيعي في سياق الوضع الأمني الذي يعانيه الجنوب منذ فترة طويلة.
لذلك مع تزايد الحديث عن احتمالية اندلاع حرب شاملة ، يشعر الكثير من سكان المناطق الحدودية بالقلق من التبعات على حياتهم وممتلكاتهم، خصوصاً في ظل الذكريات المؤلمة للحروب السابقة مثل حرب 2006.
يُعدّ الجنوب اللبناني خط المواجهة الأمامي بين حزب الله وإسرائيل، وفي حال وقوع أي تصعيد عسكري بري كبير، ستكون هذه المناطق الأكثر تأثراً. لهذا، حركة النزوح ليست مفاجئة بالنظر إلى الوضع الأمني المعقد.
والحروب السابقة أظهرت أنّ المدنيين غالباً ما يكونون في مرمى النيران، مما يدفع الناس للهروب إلى مناطق أكثر أمانًا.
مع التوترات المتزايدة، هناك توقعات بتصعيد عنيف قد يشمل قصفاً جوياً ومدفعياً وهجوماً برياً وبحرياً ، مما يجعل البقاء في المناطق الحدودية أو بالأحرى في كل الجنوب خطراً كبيراً.
سكان الجنوب مروا بتجارب نزوح متعددة، وخاصة خلال الحروب مع إسرائيل، هذه التجارب تجعلهم أكثر استعداداً للتحرك بسرعة في حال تصاعد الوضع.
ومن المتوقع أن يزداد النزوح إذا استمرّت التصعيدات أو بدأت العمليات العسكرية الفعلية.
ألسؤال هو أين هم جماعة السيد الحوثي ولماذا لم نعد نشاهد طائراتهم ولا صواريخهم تقصف إسرائيل أو تستهدف البواخر في البحر الأحمر؟
أين هي إيران من حزب الله؟ أين هي مسيراتهم وصواريخهم؟ لماذا تخلوا عن شعاراتهم الرنانة خاصةً في هذا الوقت؟
هل دخلنا مرحلة التغيير الديموغرافي الذي رُسم لمنطقتنا؟
هل دخل لبنان مرحلة الزوال والتقسيم؟
هل انتهى دورهم ومهمتهم بينما شعب لبنان وحده يدفع الثمن؟
“خلّيني ساكت أفضل”