أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان أن “حزب الله” يريد “رئيساً على نموذج إميل لحود قراره الاستراتيجي سوري وميشال عون قراره “حزب اللهي” ما يعني وصول رئيس مزيج بين الضاحية والشام فيما “القوات” متمسكة بوصول رئيس قراره سيادي لبناني وإلا سنكون أمام 6 سنوات من جهنم جديدة”.
وفي حديث عبر “لبنان الحر”، أشار الى ان “رئيس الجمهورية يأتي عبر الترشّح والانتخابات لا عبر حوار مع فريق يريد فرض مرشحه”، مضيفاً: “نرجو ألا تطول فترة الشغور و القوات اللبنانية لن تقبل برئيس على شاكلة لحود وعون لأنه يعني الاستمرار بالمعاناة”.
قيومجيان الذي أكد أن “القوات ترحّب بأي فريق معارض يريد التواصل معها رئاسياً تحت سقف إيصال رئيس سيادي إصلاحي”، أوضح رداً على سؤال أن “النائب ميشال معوض مرشح سيادي يخوض معركة ديمقراطية وصاحب خيار و”القوات” داعمة له”. أضاف: “هو يدرك ان فوزه غير محسوم لذا مشكور على جرأته وشرف خوضه هذا الاستحقاق. هناك فريق معارض لحزب الله يشكل أكثر من النصف زائداً واحداً و”الحزب” أقرّ أنه لم يعد قادراً على إيصال رئيس لأنه فقد الأكثرية. إن توافُق بعض الافرقاء على معوض يخلق دينامية في مجلس النواب تفرض امراً واقعاً وتضع فريق حزب الله وحلفاءه تحت ضغط الرأي العام الداخلي والدولي نتيجة تعطيله الجلسات
هذا ولفت قيومجيان الى ان “الفريق الاخر لم يتوحّد حول مرشح واحد و”حزب الله” لن يرشّح باسيل على الرغم من بقاء تحالفهما حتى الساعة”. أردف: “بعد ٦ سنوات من فشل العهد يصر جبران باسيل على الترشح لرئاسة الجمهورية. نصيحة لباسيل أقول: “رتاح وريح انت وعمك وكزدروا متل ما عملتوا الاحد وفكوا عن البلد والناس…”.
كما إعتبر أن “للنائب السابق سليمان فرنجية الحق الكامل بالترشّح، لكن مواقفه المعلنة تؤكد التزامه بالخط السوري – الإيراني، ومحور الممانعة فيما دعوته للمشاركة في ذكرى إتفاق “الطائف” لا تلغي هذه الحقيقة”.
كذلك، لفت الى ان “حزب الله بدأ معركته بالشكل عبر رئيس توافقي، لكن امين عامه السيد حسن نصرالله في مؤتمره الأخير أفصح عن حقيقة موقفه فهو يريد رئيس جمهورية ينتمي إلى ما يُسمى محور المقاومة ويحمي “ظهرها” على شاكلة الرئيسين اميل لحود وميشال عون. فهو بالرغم من أنه لم يُسمّ فرنجية لكنه قصده”.
دعوة البطريرك لمؤتمر دولي أتت نتيجة يأسه
أكد قيومجيان أن “لبنان ليس الشغل الشاغل للعالم في ظل التطورات الدولية والوضع الإيراني وفشل الاتفاق النووي والحرب الروسية -الأوكرانية وتداعياتها المتعددة”، لكنه أشار الى ان “لبنان يبقى على جدول أعمال المحادثات الدولية وهو سيكون إحدى اولويات اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع في بروكسيل وثمة حرص على أن يقوم بدءاً من الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة إلا أنه لن يتمّ فرض أي “أجندة” دولية رغم اهتمام المجتمع الدولي بالوضع اللبناني. لذا على اللبنانيين أن يعالجوا أمورهم وينتخبوا رئيسا لجمهوريتهم”.
رداً على سؤال عن دوافع دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان، أجاب: “دعوة البطريرك أتت نتيجة يأسه من الوضع القائم في ظل تعطيل المسار الانتخابي لرئاسة الجمهورية. مع العلم ان خيار حصولها بكل مقوماتها كان متاحاً من خلال المشاركة والترشيح لكن فريق الممانعة يعطّل الانتخابات بانتظار فرض مرشحه”.
أضاف: “أمام هذا المأزق والأزمات اللبنانية الاقتصادية والمالية والاجتماعية، أراد الراعي التوجّه للمؤتمر الدولي والدعوة لتطبيق القرارات الدولية وتحييد لبنان عن المشاكل الإقليمية والدولية. لكن لا أرى أجواء دولية للمباشرة بمؤتمر دولي للملف اللبناني على الرغم من إعتبار الراعي أن هذا المؤتمر يضغط على المعنيين من اطراف الداخل وداعميهم الاقليميين . إلا أن من يعارض هذا المؤتمر بحجّة أن الأمور تبحث في المجلس النيابي، فليتفضّل إلى انتخابات فعلية وليفسح المجال لانتخابات رئيس لا يفرضه هو.
حلف الاقليات “صرعة” والاستراتيجية الدفاعية “كذبة”
ذكّر قيومجيان أن “طرح حلف الاقليات انطلق زمن الحرب عبر الترويج يومها لحلف من الكيان الاقلوي الاساسي إسرائيل والعلويين والمسيحيين”، مشدّداً على أن “المحافظة على المسيحيين تكون عبر الدولة الحرة السيّدة والمتحضّرة مع عمقها العربي وليس عبر التحالف المطروح اليوم مع ايران والنظام السوري. فليتوقفوا عن الحديث عن “صرعة” حلف الاقليات، لقد خربوا البلاد طيلة ٦ سنوات من حكمهم وهم يرفعون هذا الشعار والنتيجة كانت هجرة إضافية للمسيحيين.
فيما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، رأى أنها كذبة كبيرة، مضيفاً: “الذكاء” العوني يعتبر أن احد نماذج الاستراتيجية هو استعمال صواريخ حزب الله للضغط في المفاوضات وإرساله المسيرات واستفادة لبنان منها لتحسين شروط تفاوضه. هذا المنطق لتبرير خنوع العونيين وذميتهم أمام الحزب لأن الترسيم جاء بضغط وظروف دولية مؤاتية وعلى العكس تهديدات الحزب ومسيّراته كادت أن توقف المفاوضات في مرحلة معينة وليست هي وراء نجاح الاتفاق رغم أنه نال بالنهاية موافقة الحزب.