أصدر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية بياناً جاء فيه:
بعد مائة وخمس سنوات على “وعد بلفور” الاستعماري المشؤوم (2 تشرين الثاني 1917) الذي رمى إلى جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، لا يزال أبناء شعبنا في فلسطين وكلّ أمتنا يقاومون مفاعيل ذلك الوعد، ويؤكدون يوماً بعد يوم وعلى امتداد أعوام الصراع الوجودي، أنّ فلسطين كلّ فلسطين، عصية على التهويد والاحتلال، وما من قوة في العالم تستطيع تصفية فلسطين، أرضاً وشعباً، انتماء وهوية، طالما هناك مقاومة تمتشق السلاح وتشتعل كتلة لهب لتحوّل عنجهية العدو الصهيوني وصلفه إلى رماد تحت أقدام المقاومين الذين بصمودهم وتضحياتهم وبأسهم حوّلوا الوعد المشؤوم إلى وهم وسراب.
إنّ الردّ على “وعد بلفور” الملعون، تمثل باجتراح أساليب المقاومة بكافة أشكالها، وبالتضحيات الجسام دون كلل أو ملل، فأثمرت مقاومة شعبنا طيلة سنوات الصراع، تثبيتاً وترسيخاً لحقنا القومي في فلسطين كلّ فلسطين، وإسقاطاً لكلّ الصكوك المشؤومة والمشبوهة، ومن أبرز إنجازات المقاومة جعل الاحتلال الصهيوني يترنح خائفاً خائباً متقهقراً على طريق زواله كلياً عن أرضنا القومية.
إنّ إشارات انهيار العدو الصهيوني العنصري تظهر في هشاشة قوته وضعفه المستشري وعجزه عن الوقوف في وجه مقاومة متصاعدة تعمّ كلّ فلسطين. ففي الوقت الذي يتخبّط فيه العدو في أزماته وضعفه وخوفه، ويهرب باتجاه ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم الإرهابية بحق أهلنا، فإنّ أبناء شعبنا المقاومين يتجذرون في فلسطين أكثر وأكثر، ويتسابقون إلى الشهادة فيفتدون الأرض بدمائهم ولهذه الأرض اسم واحد هو فلسطين.
في العام الخامس بعد المائة، على “وعد بلفور” المشؤوم، نرى عدواً يهودياً عنصرياً متآكل القوة إلى درجة أنه لا يستطيع الصمود برغم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي غير المحدود من قبل رعاته الإستعماريين، وبرغم صكوك الإذعان والذلّ التي قدّمتها له بعض الأنظمة العربية المهرولة والمتخاذلة والتي تآمرت على فلسطين والفلسطينيين.
في العام الخامس بعد المائة على الوعد ـ الجريمة، نرى أنّ العدّ العكسي قد بدأ، فها هي مقاومة شعبنا تتسيّد الميدان صراعاً وجهاداً ووعد المقاومين الحقّ يتصدّر المشهد معلناً اقتراب موعد التحرير وإنجاز أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ.