استقبل الشيخ الدكتورأحمدالقطان رئيس جمعية “قولناوالعمل” المستشار الثقافي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان سماحة السيد كميل باقر الذي صلى الجمعة في مسجد ومجمّع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثمَّ عقد لقاء في مقر الجمعية بحضور بعض أعضاء المجلس المركزي في الجمعية،
وقد أسف الشيخ الدكتور أحمد القطان خلال خطبة الجمعة للحال الذي وصل إليه حال كثير من اللبنانيين مما دفعهم إلى المجازفة بأنفسهم والسفر خارج لبنان بحثاً عن حياة كريمة قائلاً: “ما رأيناه البارحة على شاشات التلفزة يدمي الفؤاد،فجميعنا رأينا كيف أن عدداً ممن أرادوا البحث عن كرامتهم غرقوا في البحار، ولن يكون آخر ذلك ما سمعناه ورأيناه البارحة، فهناك الكثير من اللبنانيين اليوم يدفع ثمن فاتورة بحثه عن حياة كريمة في هذا البلد، وكل ذلك لأن الساسة في هذا البلد لا أخلاق عندهم، فهم يرون ما يرون مما يعانيه اللبنانيون ومع ذلك يختلفون على جنس الوزارات، وعلى الكراسي والمقاعد”
واستنكر الشيخ الدكتور القطان على بعض الساسة الذين يطالبونالموظفين بالعودة إلى وظائفهم رغم صعوبة الظروف قائلاً: “وقد هزلت والله عندما نرى أهلنا يتجرعون الأسى، ويتضورون جوعاً، ونرى الفقر والعوز والفساد، وفي المقابل نجد هناك من يختلف على وزارة هنا، أو حقيبة هناك، دون أن يقدم أحدهم أي تنازلات في سبيل هذا الوطن، وواجبنا أن نقف بوجههم على الأقل بقول كلمة الحق، وأن نقول لهم كفى قتلاً وإذلالاً لهذا الشعب، فهؤلاء يريدون من الموظف أن يعود إلى عمله براتب شهري لا يساوي قيمة خبزه، ويتحدثون عن تقاعسه، رغم أن الواحد منهم يملك مئات آلاف الدولارات التي لو أنفق بعضها لفرجت كثير من أزمات هذا البلد، بالله كيف لمن دخله لا يتجاوز الخمسة ملايين ليرة لبنانية أن يعلم أبنائه، ويأمن لهم المازوت والطعام والشراب ومتطلبات الحياة؟؟”
وبعد خطبة الجمعة عقد لقاء في مقر الجمعية، وتناقش المجتمعون بآخر المستجدات، وبعد اللقاء صرّح الشيخ الدكتور القطان قائلاً: ” تشرفنا اليوم بزيارة سماحة السيد كميل باقر المستشار الثقافي في الجمهورية الإسلامية إلى برالياس، وتشرفنا بأن يصلي معنا الجمعة في مسجد ومجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن نستضيفه في مقر جمعية قولنا والعمل، التي تفتخر بمثل هذه اللقاءات الوحدوية الجامعة، ونتمنى على جميع المسلمين في كل مكان أن يوحدوا جهودهم لتوحيد الصف الإسلامي، لأن قوتنا في وحدتنا، والوحدة الإسلامية فيما بين المسلمين (سنة وشيعة) هي الأساس في التغلب على مخططات أعداء هذه الأمة، وقد أكدنا مع سماحته على وجوب دعم حركات المقاومة في كل مكان، سيما في فلسطين لأنها البوصلة، ونحن يتوجب علينا كمسلمين (سنة وشيعة) أن نتوحَّد لدعم المجاهدين في فلسطين، وفي هذه المناسبة نحن نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كل ما تقدمه للبنان واللبنانيين، وللمقاومة في لبنان، لأننا في لبنان من خلال معادلة (الشعب والجيش والمقاومة) استطعنا أن نحقق توازن الرعب مع العدو الصهيوني الذي يريد أن يعثوا فساداً وخراباً في هذا البلد، كما نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانيةعلى الفيول الذي سيصل قريباً إلى لبنان والذي سيكسر العتمة، وسيكسر هذا الحصار الممنهج من العدو الصهيو-أميركي نحو لبنان واللبنانيين، ونقول لإخواننا من الدول العربية أن يحذو حذو إيران في دعم لبنان”
بدوره قال السيدكميل باقر المستشار الثقافي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان: “كان لي الشرف اليوم أن أحضر في صلاة الجمعة مع إخواننا السنة في برالياس، وشاركنا في هذه الشعيرة الإسلامية والسياسية والدينية، واستمعنا إلى خطبة سماحة الشيخ الدكتور أحمد القطان التي استفدنا منها كثيراً، كما عبر الشيخ عن ضرورة الوحدة الإسلامية، وإبراز هذه الوحدة في الساحة العملية، وأن لا نقتصر فقط على إطلاق شعارات الوحدة، خصوصاً ونحن الآن على مشارف أسبوع الوحدة الإسلامية أحببنا أن نجسّد نوع من أنواع الوحدة العملية والحقيقية بين (الشيعة والسنة) وجميع الأخوة من المسلمين، وأكدنا على ضرورة دعم حركات المقاومة في وجه العدو الصهيو-أمريكي، ونريد أن نؤكد على هذا المبدأ الأساس لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأن المعيار الأساسي لدينا في إيران لا يقوم على مبدأ عرقي أو طائفي، وإنما المعيار الأساس يقوم على مواجهة الاستكبار العالمي، ومن يقف مع الشعوب ضد الاستكبار، ومن لا يقف مع الشعوب ضد الاستكبار، وهذا هو الخط الفاصل، والمعيار الأساس بالنسبة لنا في إيران، ونحمد الله على هذه الأخوة الإيمانية والإسلامية بيننا وبين إخواننا، ونؤكد على دعم سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران والاستعداد للتعاون الثقافي والفكري والفني وعلى جميع المستويات والمجالات، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون في هذا الإطار مع جميع الطوائف والمذاهب لا سيّما إخواننا من أهل السنة”