أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ارتياحه للبيان الثلاثي الذي صدر امس عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية في ما خص الوضع في لبنان، مؤكداً على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وتشكيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب قبل انتهاء الولاية الرئاسية في 31 تشرين الاول المقبل، مكرراً ضرورة تطبيق الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، وازالة كل العراقيل التي تحول دون ذلك.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريو ورئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية-الفرنسية النائب سيمون ابي رميا، ورئيس منطقة جنوب فرنسا بروفانس والالب والكوت دازور، الوزير السابق رينو موسولييه Renaud Muselier على رأس وفد من المنطقة ضم السادة جان بيار كولان Jean-Pierre Colin، وفريديريك لوفارو Frédéric Lofaroوسبستيان فيانو Sébastien Vianoوبرنارد فاليرو Bernard Valero وعدد من المسؤولين الاداريين في المنطقة.
في مستهل الاجتماع، اعرب السيد موسولييه عن سعادته في وجوده في لبنان واصفاً زيارته والوفد المرافق بـ “زيارة اخوّة وتضامن” للتأكيد على ما يجمع بين بلدينا وشعبينا من علاقات متينة تجذرت أكثر عبر التاريخ. ونقل موسولييه الى الرئيس عون تحيات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتأكيده على دعمه للبنان وللبنانيين وعمله على تحقيق كل ما يعود بالخير “على هذا الوطن الغالي على قلوب الفرنسيين” . ثم عرض السيد موسولييه للدور الذي تقوم به منطقة جنوب فرنسا بروفانس والالب والكوت دازور في مساعدة لبنان والمساهمة في تطوير الحياة الاقتصادية فيه.
بعد ذلك دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد، عرض في مستهله رئيس الجمهورية للظروف الصعبة التي مر بها لبنان خلال السنوات الست الماضية من عهده، والتداعيات التي تركتها ومنها الحرب السورية واقفال الحدود وتدفق موجات كبيرة من النازحين السوريين وصولاً الى احداث 17 تشرين الاول العام 2019 وتفشي وباء ” كورونا” ثم انفجار مرفأ بيروت، والازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي تمر بها البلاد والتي جعلت نسبة الفقر ترتفع الى 75% من الشعب اللبناني. وقال:”لعلّ اقسى ما واجهه لبنان هو افراغ الصناديق المالية وخزينة الدولة من المال وبعض ذلك تم في ظروف ملتبسة عملنا على تكليف شركة عالمية للتدقيق فيها ونحن بانتظار نتائج هذا التدقيق.”
ثم تحدث رئيس الجمهورية عن الازمة الحكومية التي تمر بها البلاد لافتاً الى أنه يعمل على إزالة العراقيل السياسية الموضوعة امام تشكيل الحكومة.
وأكد الرئيس عون على اهمية وجود حكومة كاملة المواصفات حائزة على ثقة مجلس النواب لتتمكن من تحمل مسؤولية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب الرئيس، لافتاً الى ضرورة المحافظة على التوازن الوطني في كل الاستحقاقات الدستورية المرتقبة. ورداً على سؤال جدد رئيس الجمهورية التزام لبنان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي، مشيراً الى أن قانون الموازنة للعام 2022 ينتظر اقراره في مجلس النواب الذي اعيد اليه قانون تعديل قانون
السرية المصرفية ليصبح اكثر تطابقاً مع المعايير الدولية. وعن المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية اوضح الرئيس عون ان تقدماً تحقق في هذا المجال، معرباً عن امله في الوصول الى اتفاق يمكّن لبنان من استثمار ثروته النفطية والغازية وانعكاس ذلك ايجاباً على الاقتصاد اللبناني.
حادثة غرق الزورق قبالة ارواد
على صعيد آخر، تابع الرئيس عون التفاصيل التي وردت اليه حول حادثة غرق الزورق اللبناني قبالة جزيرة ارواد، والذي كان على متنه عدد من الاشخاص، من لبنانيين وغير لبنانيين، وأدى الى غرق عدد كبير منهم. واطلع الرئيس عون على آخر المعطيات حول عمليات الانقاذ وتأمين العلاج للناجين منهم في طرطوس، وانتشال عدد من جثث الضحايا. وطلب رئيس الجمهورية الى الاجهزة المختصة توفير كافة التسهيلات امام عائلات الضحايا والناجين نتيجة هذا الحادث الاليم.
تهنئة خادم الحرمين الشريفين
الى ذلك، ابرق الرئيس عون الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مهنئاً بالعيد الوطني السعودي، متمنياً باسمه وباسم الشعب اللبناني “أن تنعم المملكة العربية السعودية في ظل قيادتكم الحكيمة بالعز والتطور والبركات”. وأكد الرئيس عون في برقيته تطلعه الى تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة “بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين في اطار نسج افضل العلاقات الاخوية”.