ظلت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بعيدة عن التجاذبات السياسية الموجودة حاليا في البلد والتي تؤخر اليوم عملية النهوض الاقتصادي والمالي الى ان جاء اليوم من يضعفها ويعيد شرذمتها وانقسامها غير مهتم بأهمية الاغتراب اللبناني في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد واهمية الاغتراب بالنسبة للبنانيين الباقين في لبنان حيث يقول رئيس مجلس ادارة شركة OMTان ١١٠ملايين دولار شهريا يستفيد منها حوالي ٣٠٠الف عائلة لبنانية .
ظلت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الى جانب لبنان المقيم وكانت الرافد من الاموال الطازجة للبنان المقيم من خلال ابنائها المنتشرين في العالم بحيث كانت هذه الاموال السند للعائلات المحتاجة من اجل البقاء في هذا البلد بعد فقد كل مقومات العيش كما ان المغتربين شكلوا الرافعة الاساسية لهذا الصيف في عملية النهوض الاقتصادي كما ان الجامعة الثقافية في العالم عملت وشاركت في عودة هؤلاء المغتربين من خلال حثهم او من خلال البرامج التي اقامتها في لبنان.
وقد افتتحت الجامعة اللبنانية الثقافية صيف المغتربين في 21 حزيران 2022 بأمسية اوبرالية لمناسبة «افتتاح صيف المغتربين»وعيدي «الموسيقى والأب «أحياها «الكوتنرتينو» ماتيو الخضر واوركسترا «بايروك» بقيادة ماريو الراعي، على خشبة مسرح بيار أبي خاطر في الجامعة اليسوعية . وتختمها في احتفال تأسيس الجامعة الـ 62 في بيت المغترب اللبناني – البترون في النصف الثاني من الشهر الحالي .
كما ان الجامعة الثقافية تجدد نفسها كل فترة من خلال المؤتمرات السنوية التي تعقدها حيث ستعقد مؤتمرها هذا العام في تشرين الثاني المقبل متوقعة حضورا اغترابيا مميزا.
اذن كان كل شيء يجري ضمن الاطر القانونية والطبيعية حتى ظهرت مجموعة من المغتربين ذنبها انها تحدثت بإسم الجامعة اللبنانية الثقافية من خلال عقد مؤتمر اقتصادي حيث استمع الحاضرون الى سلسلة من المحاضرات بحضور ممثل عن رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزراء ونواب دون الاخذ بعين الاعتبار انه يوجد جامعة لبنانية ثقافية واحدة تأسست بمرسوم جمهوري في العام 1960، في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب، مركزها وزارة الخارجية والمغتربين، والجامعة تقوم بدورها الذي أنيط بها لجهة احتضان المغتربين في شتى أصقاع الأرض، وتعزيز أواصر العلاقة بين المغتربين ووطنهم الأم، وتطوير علاقات التعاون بين لبنان والبلدان المضيفة، وعلى مدى كل هذا التاريخ، بقيت الجامعة أمينة وحريصة على أهدافها ومبادئها وهويتها الوطنية.
كان يمكن لاي مجموعة اغترابية ان تدعو الى مؤتمرمماثل لدعم لبنان المقيم ولكن ليس من باب الجامعة اللبنانية الثقافية التي لها رئيسها هو عباس فواز ومؤسساتها وتقوم بكل ما يلزم تجاه لبنان المقيم وان تنشىء صندوقا بأسمها دون معرفتها ودون ارادتها مما شكل خطرا على كيان هذه الجامعة التي توحدت ونالت ثقة لبنان والحكومة اللبنانية وخصوصا وزارة الخارجية والمغتربين .
وفي هذا الصدد يقول رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز :البعض يهوى التشرذم والتعدي على المؤسسات الشرعية وانتحال صفة للقيام بنشاطات «صورية» باسمها دون أي مسوّغ قانوني أو صفة شرعية، مما ينعكس سلباً على سمعة الجامعة والمغتربين.
هناك مجموعة تنتحل صفة الجامعة وتستعمل اسم وشعار الجامعة لإصدار مواقف وبيانات سياسية تتناقض مع مبادئ الجامعة وأهدافها المنصوص عنها في نظامها الأساسي وتؤدي إلى انقسامات.
وإنّنا في الجامعة وبعد أن استنفذنا كلّ الوسائل المانعة لاستعمال اسم الجامعة وشعارها وتحذيراتنا المتكرّرة لعدم انتحال الصفة وادّعاء الشرعية نعلن بأنّنا سنبادر لاتّخاذ الإجراءات القانونية والقضائية لإيقاف أيّ تطاول على الجامعة من استعمال اسمها وشعارها والحفاظ على أدبياتها وفقاً لنظامها الأساسي الذي ينصّ بأن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هي «مؤسّسة مدنية مستقلّة غير سياسية وغير عنصرية وغير دينية معترف بها من قِبَل الدولة اللبنانية كممثّل شرعي وحيد للانتشار اللبناني في العالم».
اذا كان هذا المؤتمر انشأ صندوقا لدعم اللبنانيين فيجب اولا وضع الية تحدد كيفية هذا الدعم وبأي وسيلة لا ان يكون صندوقا للاعلام فقط .
وفي هذه المناسبة اناشد المسؤولين اللبنانيين والزعماء السياسيين بعدم تشجيع من يرغب في انتحال صفة باسم الحامعة الثقافية في العالم من خلال استقبالهم لهم وتشجيعهم على احداث هذا الشرخ مع عدم اعتراضي باستقبال من يريدون بصفاتهم الشخصية او المعنوية من المغتربين دون زج اسم الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم .
ويبقى السؤال هل عدنا الى اكثر من جامعة ثقافية ام انها زوبعة في فنجان وان المطلوب اليوم رص صفوف المغتربين تحت جناح جامعة ثقافية واحدة لا جامعتان.