هل طفلك مُتنمر؟ أخصائي نفسي في مؤسسة قطر يُقدّم نصائح لأولياء الأمور

هل سبق وتم استدعاؤكم من المدرسة بسبب تعرّض أحد أبنائكم لمشكلة أو خلاف مع أحد أقرانه؟ هل فكّرتم يومًا في السلوك الذي يُمارسه طفلكم وما إذا كان يندرج تحت ظاهرة “التنمّر”؟ كيف يُمكنكم كأولياء أمور التصرّف في مثل هذه الحالة؟

عند التطرّق إلى ظاهرة “التنمّر” بين الأطفال أو المراهقين، غالبًا ما يتم النظر إليها من جانب الضحيّة، حيث يعمد الخبراء والأخصائيون إلى مناقشة الآثار النفسية المترتبة على التنمّر، وتقديم نصائح لدعم الأطفال وذويهم للتعامل مع هذه الحالات، في حين أن من يمارسون التنمّر قد يكونون أيضًا ضحايا لأشكال أخرى من العنف.

ما هو التنمّر؟

بدايةً، يُعرّف د. أحسن نظير، رئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، التنمّر على أنه “أحد أنماط الاعتداء على الأقران وإيذائهم من الناحية الجسدية أو النفسية، ويحدث عندما يشعر أحد الطرفين بأنه أكثر قوّة من أقرانه الآخرين، وقد يتخذ التنمّر أشكالاً متعددة منها: النفسي مثل التنمّر اللفظي، والشتائم، والاستهزاء، والتهديد؛ والتنمّر الاجتماعي مثل الإساءة إلى الشخص من حيث نشر الشائعات أو نبذ الفرد عن عمد؛ والتنمّر الجسدي والذي يكون بممارسة العدوان الجسدي. كما قد انتشر “التنمر الإلكتروني” بشكل كبير في الآونة الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

كيف نُحدّد المشكلة؟

وفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي عند الأطفال والمراهقين، يُعتبر التعرض للتنمر كأحد “تجارب الطفولة المعاكسة”، حيث إن التعرّض لهذا النوع من التجربة يزيد فرصة تعرض الطفل لمشاكل عاطفية طويلة الأمد التي يمكن أن تؤثر على أدائه الاجتماعي ووظائفه المدرسية، كما أن الأطفال الذي يقعون ضحيّة للتنمّر قد يعانون من الخوف والحزن والقلق، وتدني تقدير الذات، إلى جانب ميلهم إلى العزلة الاجتماعية وتجنب الذهاب إلى المدرسة، مما يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات القلق وإيذاء النفس، وممارسة السلوك نفسه.

يُشير د. نظير إلى أنّ الأطفال المتنمرين هم أيضًا بحاجة إلى المساعدة، ومن المهم ألا يتم إطلاق لقب “المتنمرين” عليهم لأن هذا قد ينطوي على معنى أن هذا السلوك لن يتغير، ويقول: “معظم الأطفال الذين يمارسون التنمر على الآخرين، هم من وقعوا سابقًا ضحايا للتنمّر من أقرانهم، أو من تعرَضوا لأشكال أخرى من العنف مثل العنف المنزلي أو للصدمات، ومن هنا فإنه من الضروري تحديد الأسباب التي تدفع الأطفال لممارسة السلوك العدواني ومن ثمّ معالجة السبب الأساسي للمشكلة.

كيف نستجيب؟

يؤكّد د. نظير على أن للوالدين دور فاعل وهام في تغيير سلوك أبنائهم، مشيرًا إلى ضرورة تجنب ردود الفعل الغاضبة أو العدوانية في حالة اكتشاف أن طفلهم يُمارس التنمّر على الآخرين، ويقول: “يجب على أولياء الأمور مناقشة هذا السلوك مع طفلهم بهدوء وتروٍ لتحديد الأسباب والدوافع، والسعي لإيضاح الآثار السلبية التي يُخلّفها هذا السلوك على أنفسهم وعلى الآخرين”.

يضيف: “يجب أيضًا مساعدة الأطفال على الاستجابة للتوتر بشكّل مختلف، ودفعهم إلى اللجوء لطلب المساعدة من الوالدين أو المعلّمين. في حالة عدم تحسّن هذا السلوك، على أولياء الأمور طلب مساعدة الاخصائيين النفسيين، لأن عدم معالجة هذه الحالة قد يؤدي إلى تطوّرها مؤديًا لأنواع أخرى من المشاكل السلوكية”.

ويقدّم مجموعة من النصائح لأولياء الأمور للتعامل مع أبنائهم:

  • احرص على توفير المساحة الآمنة لطفلك أو ابنك المراهق، وابحث عن طرق للحد من تعرّضه لتجارب التنمر في المستقبل.
  • ناقِش المشكلة وأسبابها، واحرص على ألا يشعر الطفل أنه السبب في تعرّضه للتنمّر، وساعده في التعبير عن مشاعره حول هذه التجربة أو الصدمة التي تعرّض إليها.
  • احرص على إشراك رأي الطفل في الحل.
  • ساعد طفلك لتعلّم بعض الطرق حول كيفية التعامل مع الضغط الذي يشعر به جرّاء تعرضه للتنمر، مثل الطرق لصرف انتباهه عن المشكلة، وتقنيات الاسترخاء.
  • علّم طفلك كيفية الاستجابة في حالة تعرّضه للتنمّر من أقرانه، مثل تجاهل التعليقات المسيئة والابتعاد عن المكان.
  • لا تشجع طفلك أو ابنك المراهق على المقاومة، ولكن يُمكّن حثه على التصرّف بحزم عندّ تعرّضه للتنمّر، أو تجاهلهم والابتعاد عنهم، بيّن لطفلك أو ابنك المراهق أن من يمارسون التنمّر قد يبتعدون عنه إذا لم يتلقوا ردًا منهم.

You May Also Like

More From Author