وداعا خليل شري
فقدنا في جمعية الصناعيين اللبنانيين قيادياً فذاً وأخاً عزيزاً ووطنياً رائداً. صاحب القلب الكبير والمحب، والصلب في مواقفه دفاعاً عن الصناعة اللبنانية والاقتصاد الوطني وعن لبنان.
فبأسى شديد تلقينا خبر وفاة الأمين العام لجمعية الصناعيين الدكتور خليل شري وهو لا يزال في عز عطائه، الذي سيترك فراغاً كبيراً في جمعية الصناعيين وفي قلوبنا لبصماته التي تركها في كل مكان وزمان.
لقد عايش الصناعة اللبنانية في كل مراحلها، في صعوباتها وتحدياتها، وكان شاهداً على نجاحاتها وازدهارها وانتشارها الواسع في اصقاع العالم.
آمن بالصناعة اللبنانية، وكان في الصفوف الأمامية للدفاع عنها وللمطالبة بحقوقها بكل شراسة وحزم وإخلاص لتحقيق كل ما يساهم في تطورها وتقدمها وأخذ موقعها الريادي في الاقتصاد الوطني.
أولى القضايا الاجتماعية وقضايا العمال أهمية كبيرة فحملها الى مؤتمرات العمل العربية والدولية، فكان له حضوراً فاعلاً في المنابر الدولية وأعطى صورة مميزة عن لبنان المتنوع والحضاري.
كان أميناً للجمعية، وعمل بأمانة عالية وتفانٍ لسنوات، وكان مقداماً في حبه للصناعة والصناعيين حتى أصبحت تحدياتهم قضيته والدفاع عنهم همه الأول والأخير.
وقد تميزّت مواقفه بالصلابة والاصرار على التواصل والانفتاح في إطار وطني يجمع اللبنانيين كافة.
برحيله خسرت جمعية الصناعيين ركناً أساسياً من أركانها، وفقدت الصناعة اللبنانية رجل الاعتدال واللبناني الاصيل المتجذر في وطنيته.
ترك وراءه سيرة طيبة يستذكرها بالخير زملاؤه في مجلس إدارة الجمعية وأعضاؤها والصناعيون وكل من تعامل معه.
لقد رحل.. ولا يزال في جعبته الكثير ليقدمه للصناعة اللبنانية.
يصعب علينا تقبل خبر خسارتك.
وداعاً أيها الصديق الصدوق.
وداعاً خليل شري رحمك الله واسكنك فسيح جناته،
والهم عائلتك ومحبيك الصبر والسلوان.