مركز الزيتونة يناقش أربع قضايا مستقبلية مهمة في الشأن الفلسطيني

مركز الزيتونة يناقش أربع قضايا مستقبلية مهمة في الشأن الفلسطيني

 

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الجلسة الثالثة من حلقة نقاش بعنوان: "قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2020 – تقدير استراتيجي 2021"، وذلك يوم الثلاثاء 2/2/2021، بمشاركة نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، جرى خلالها النقاش حول الصراع في القدس، وواقع المقاومة الفلسطينية والمتغيرات التي أثَّرت في بنية الجيش الإسرائيلي وقدراته، وحق فلسطينيو الخارج في المشاركة في صنع القرار الفلسطيني، والأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتطورات والمسارات المحتملة لها.

تحدث خلال حلقة النقاش، التي أدارها رئيس قسم العلوم السياسية في كلية النجاح الوطنية د. رائد نعيرات، كلّ من الباحث والمتخصص في شؤون القدس أ. زياد ابحيص، والكاتب والباحث الفلسطيني أ. معين الطاهر، ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أ. هشام أبو محفوظ، والخبير والمحلل الاقتصادي أ. د. معين رجب.

افتتح أ. د. محسن محمد صالح ود. رائد نعيرات الجلسة بتقديم العزاء بوفاة المفكر والكاتب والأكاديمي الفلسطيني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس د. عبد الستار قاسم.

ثم قدَّم أ. زياد ابحيص ورقةً بعنوان "القدس: التطورات والمسارات المحتملة"، أشار فيها إلى ثلاثة سياقات متدرجة تاريخياً للصراع في القدس، وهي التحول التاريخي في طبيعة الصراع مع الصهيونية، والتحول في النخبة الحاكمة من القومية العلمانية إلى القومية الدينية اليمينية، وتبني الولايات المتحدة الموقف الصهيوني لـ"الحسم الهوياتي" في عهد ترامب. وقد تطرَّق ابحيص إلى أبرز الوقائع التي حصلت خلال سنة 2020؛ كمبادرة الفجر العظيم بالأقصى، وجائحة كورونا وانعكاسها السلبي على المد الشعبي، والاستفراد بالحراك الشعبي الأرثوذكسي خصوصاً مع تراجع أعداد المسيحيين في القدس. كما تطرق لمواضيع الهدم والديموجرافيا والاستيطان في الضفة الغربية، وخصوصاً في القدس.

وفي توقعاته لسنة 2021، ذكر ابحيص عدة توقعات منها محاولة الاحتلال الاستفادة من جائحة كورونا لضرب الإرادة الشعبية للحد الأقصى، وفقدان تهويد القدس زخمه الدولي، وحفاظه على الزخم الداخلي خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية وما بعدها، والتوجه التدريجي لاستعادة الإرادة الشعبية زخمها خلال سنة 2021.

أما أ. معين الطاهر، فقد تناول في ورقته "المقاومة الفلسطينية: التطورات والمسارات المحتملة" واقع المقاومة الفلسطينية والتطورات التي طرأت عليها، كما تناول المتغيرات التي أثرت في بنية الجيش الإسرائيلي وقدراته، الأمر الذي فرض واقعاً جديداً في أسلوب المواجهة، محاولاً تلمس مكامن القوة ونقاط الضعف لديه. وتوقع الطاهر أن يتم تطوير أسلوب وحدات النخبة لضرب أهداف بعيدة دون التورط في حرب طويلة، واستخدام طائرات مسيرة للقيام باغتيال شخصيات إيرانية. كما حاول أ. الطاهر تحديد ملامح مقاومة شاملة، وليست عسكرية فحسب، يشارك فيها الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كلها، بدعم وإسناد من أمته العربية وأصدقائه في العالم، وسعى إلى تحديد وتبيين وسائلها، وطرق تحقيق أهدافها.

ثم تحدث أ. هشام أبو محفوظ في ورقته "فلسطينيو الخارج في منظومة إصلاح البيت الفلسطيني: التطورات والمسارات المحتملة" عن أهمية دور فلسطينيي الخارج من ناحية عملهم المتحرر من تأثيرات الاحتلال، لحشد طاقاتهم التي تصب في خدمة القضية. وقال أبو محفوظ إن تهميش فلسطينيي الخارج، شكّل حالة من التردي والاختلال في منظومة البيت الفلسطيني، وأكد أن لهم الحق في العودة وفي الشراكة في صنع القرار الفلسطيني والتمثيل في المؤسسات الفلسطينية. وتطرق أبو محفوظ إلى دور المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وفلسطينيو أوروبا، ومؤتمر فلسطينيو أمريكا الجنوبية، في سعيهم لتفعيل دور فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني. وأضاف أبو محفوظ أن المرحلة الحالية تؤكد أن أمام الشعب الفلسطيني وقيادته فرصة تاريخية، لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وضمان التمثيل للكل الفلسطيني، عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني تفرز قيادة فلسطينية واسعة التمثيل، تركز على مواجهة المشروع الصهيوني والحفاظ على الثوابت الفلسطينية.

أما أ. د. معين رجب، فقد عرض في تقييمه الاستراتيجي لسنة 2020 عدداً من النقاط والمؤشرات التي زادت من معاناة الفلسطينيين خلال هذه السنة، ومنها الضائقة الاقتصادية وخصوصاً في ظلّ جائحة كورونا، وتراجع نمو الأنشطة الإنتاجية، والعجز المالي الحكومي، وارتفاع نسبة البطالة، واستمرار عجز الميزان التجاري مع تراجع حجم التبادل الخارجي، وانخفاض مؤشرات أسواق الاستثمار والاستهلاك العام والخاص، وتراجع أموال الدعم الخارجي، وكل ذلك وغيره في ظلّ عدم وجود استراتيجية حكومية معتمدة للرؤية المستقبلية، وفي ظلّ سيطرة الاحتلال على جميع مفاصل الحياة الفلسطينية، وقيامه بإجراءات ضاغطة اقتصادياً كالخصم من أموال المقاصة الفلسطينية. هذا بالإضافة إلى المعاناة الإضافية لسكان قطاع غزة جراء الانقسام الفلسطيني والحصار الاقتصادي.

وفي إطار رؤيته الاستراتيجية لسنة 2021، ذكر رجب أن هذه السنة تحمل معها إرثاً شديد الصعوبة والقسوة بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني. وقال إنه في السيناريو المتفائل فالوضع الاقتصادي يبقى في أحسن أحواله كما كان قبل الجائحة، وأن معدلات البطالة باقية في مستويات مرتفعة، وإذا كان هناك من نمو في التجارة الخارجية في الصادرات والواردات وانتعاش في الأسواق فهو أيضاً محدود الأثر، ويبقى في حدود العودة إلى الأوضاع السابقة لحالة الجائحة.

وقد اتسمت الحلقة بأجواء من الحوار العلمي الموضوعي الجاد والمنفتح، إذ تلا الأوراق المقدمة العديد من المداخلات الغنيّة والمهمة. واختتمت الحلقة بردود الأساتذة مقدمي الأوراق على أسئلة واستفسارات الحضور المشاركين.

You May Also Like

More From Author