انطفأت شجرة الحياة للأميرال ادمون شاغوري بعدما زرعها وروداً وعطاءات حوّلته الى مرجع وصاحب اطلالة دائمة وبشوشة محتلاً المواقع القنصلية والرياضية المحلية والعالمية ولم يرجف له جفن الكبرياء بل ظلّ على بساطته ووداعته واحترامه للغير.
جمعتنا غزير البلدة الحبيبة وتنشقتُ وإياه ملامح تاريخها ورجالاتها فكانت الصداقة عنوان علاقة والمحبة رأسمالي الكبير نسجناه سوياً خلال عقود طويلة . كان الراحل قيمة مضافة للرياضة اللبنانية برئاسته اتحاد اليخوت لردح من الزمن ناهز الربع قرن ورئاسته حالياً رئاسة اتحاد المحركات المائية ولم تغب اطلالته عن الوسط الديبلوماسي والقنصلي فكان قنصلاً فخرياً وفاعلاً في السلك القنصلي واستحق عن جدارة لقب الاميرال.
كيف يمكنني ان اختصر ابن بلدتي بأصالته العائلية أو بصداقاته المفتوحة على الجميع او بعطاءاته الانسانية الصامتة او بمشاريعه الانمائية والسياحية او بعلاقاته الدولية.
كان والداً طيباً وربيب عائلة مرموقة وصديقاً صادقاً وحبيباً محباً غادرنا على غفلة وهو يطوي السبعين من عمره وفي ذروة وقمة عطائه، حيث تمكّن هذا الوباء اللعين من النيل منه فاستسلم لمشيئة الخالق بكل طواعية وايمان وما تركه لنا من ارث غني سيشكّل لنا وللعائلة امانة ووديعة في يد جميع محبيه وعارفيه.
ارقد بسلام ادمون شاغوري في تراب غزير الى جانب الأباء والأجداد مع الأبرار والصدّيقين سائلين الله الرحمة لنفسكم والعزاء لذويكم.