اكد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان أن ما جرى في طرابلس من حرق للمؤسسات العامة والخاصة يجعلنا نسأل :من فعل هذا ولمصلحة من؟!.
كلام المفتي سوسان جاء في نداء وجهه خلال رعايته اطلاق حملة "لأجلك صيدا " التي نظمتها منصة " صيدا دعوة " عبر تطبيق " زووم" لإغاثة ومساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة في المدينة في ظل الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب وجائحة كورونا حيث توجه سوسان بالمناشدة الى كل المقتدرين والميسورين في صيدا والعاملين والمغتربين خارجها والجمعيات والمؤسسات والهيئات الانسانية والاجتماعية ان يمدوا يد المساعدة والعطاء لكل فقير ومحتاج ..
وجاء في نداء المفتي سوسان :
"بداية نحن نؤكد ما أعلناه سابقاً أننا نقف مع الفقراء والمحتاجين ، مع الحراك الشعبي ، مع الجائعين في مطالبهم المحقة ، من أجل قيام دولة العدل والحق والقانون والحرية ، في ظل هذه الضائقة الاقتصادية والمعيشية والفقر والعوز وظروف طول أمد التعبئة العامة وحالة الطوارىء الصحية التي لم تراع احتياجات الناس في تأمين قوت يومها او تقديم مساعدات اغاثية او مالية كافية لها , ومع الارتفاع بأسعار السلع وهبوط قيمة الليرة اللبنانية وغياب الضمانات للمواطن وجشع بعض التجار وتفلت الأسعار واختلافها من دكان الى دكان بدون رقيب او حسيب .. ومع تفشي وباء كورونا ومشاكل المستشفى الحكومي الوحيد في صيدا وعدم تجهيزه بالكامل ومع المماطلة في تأليف حكومة وطنية ترعى شؤون البلاد والعباد وغيرها .. نحن نعيش في ظروف أزمة سياسية واجتماعية وصحية ومعيشية واقتصادية حقيقية .. وربما نكون أمام انفجار اجتماعي مرعب ومخيف .. لم يعد المواطن يستطيع ان يتحمل الانتظار حتى تفسروا الدستور على مقاسكم وبما يخدم مصالحكم ..
ثم مع احداث طرابلس من حرق للمؤسسات العامة والخاصة ، ألا يجعلنا ما جرى نسأل من حرق البلدية والسرايا والمحكمة الشرعية وغيرها .. من فعل هذا ولمصلحة من؟!. أين الجيش والقوى الأمنية التي تحمي الوطن بمؤسساته والمواطن في حياته وكرامته .. اننا نشجب ونستنكر وندين كل اعتداء على أهلنا واخواننا في طرابلس وعلى عنفوانها ومؤسساتها . واقول : لا تضعوا القوى الأمنية والجيش في مواجهة مع الثوار الشرفاء .. بل ضعوهم في وجه المندسين والمجرمين والزعران . واعتقد ان من أولويات مسؤوليتكم معرفتهم ومحاكمتهم .
نحن نعيش في بلد لم يعد الطفل فيه يجد الحليب ، ولم يعد المريض فيه يجد الدواء ، ولم يعد التلميذ يستطيع الحصول على الدفتر والكتاب .. ورب الأسرة على لقمة العيش . ووصلت البطالة الى نسب عالية ومنعوا الأجور عن المياومين والمدخرات عن اصحابها وغيرها وغيرها ..
والغريب ان معظم السياسيين يتكلمون في وسائل الاعلام عن الفساد والافساد والهدر والسرقة والصفقات والضياع . وهنا نسأل من المسؤول؟ .. من أوصل المواطن والوطن الى الحالة التي نعيشها ؟ .. هل جاء المسؤولون من كوكب آخر ! ..
في هذه الظروف ومن أجلك يا صيدا ..يا مدينة الخير والنبل والوفاء .. نناشد ونتوجه الى كل المقتدرين والميسورين المقيمين فيها والعاملين خارجها والى كل الجمعيات والمؤسسات والهيئات الانسانية والاجتماعية ان يمدوا يد المساعدة والعطاء لكل فقير ومحتاج ..
لقد أعطتنا صيدا من تراثها وثقافتها وتربيتها وحضورها الكثير الكثير .. وما أحرانا في هذه الأيام الصعبة والقاسية على كثير من الناس ان نتكافل ونتآخى ونتراحم ونتعاضد ونتساعد وخاصة على صعيد الأسر والروابط العائلية من خلال صندوق التكافل العائلي ، أو بصندوق لكل حي ولو بأبسط الامكانيات .
فالعمل الخيري هو من ركائز المجتمع وهو في الأساس ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ، لذلك لا يجوز ان يكون بيننا جائع او محروم . وعلينا ان نحمل الخير للناس فخير الناس أنفعهم للناس وهذا رسول الله ( ص) يقول " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" . ويقول ( ص) :"ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به ".
واخيرا تحية وشكرا لكل الهيئات والجمعيات والمؤسسات التي تحمل الخير للناس وتحية وشكرا للأيادي الممدودة بالعطاء والمساعدة للأسر الفقيرة في صيدا ".