صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الآتي:
فوق كل العقد والعراقيل والتجاذبات التي تمنع ولادة الحكومة، تبقى جائحة الكورونا مسألة وطنية وأخلاقية وإنسانية لا تحتمل المزايدة والإهمال والتبريرات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية مهما كانت حدتها.
لقد بات لبنان على شفير الوصول الى الموقع الأول في الإصابات، وهو أمر في منتهى الخطورة ويعني اللبنانيين والمقيمين والنازحين دون استثناء، ويستدعي وعياً عميقاً للتداعيات الصحية في حال استمرت الأحوال على ما هو جارٍ من مخالفات وإجراءات لا ترقى إلى مستوى الخطر.
ندائي اليوم إلى كل اللبنانيين، خصوصاً إلى اهلنا وأحبتنا في المناطق والأحياء الشعبية، بضرورة التزام المنازل والتوقف عن كل أشكال الاختلاط والأنشطة. فنحن أمام وباء لا يرأف بأحد، كبيراً أو صغيراً، غنياً أو فقيراً، متعلماً أو أمياً، مواطناً أو مقيماً ومسلماً أو مسيحياً.
هناك بالتأكيد مسؤولية على الدولة وواجبها في توفير متطلبات العيش، خصوصاً للفقراء وذوي الدخل المحدود والمياومين الذين يطاردون لقمة العيش ويعجزون عن تأمين قوتهم كفاف يومهم. وهناك بالتالي مسؤولية أخلاقية تقع على المقتدرين في كل الطوائف والمناطق والأحزاب والقطاعات الاقتصادية، للتضامن والتعاون على مساعدة المحتاجين ورفع جائحة العوز والجوع عن المواطنين. لكن المسؤولية الكبرى تقع على اللبنانيين والمقيمين مجتمعين، بدءاً من بيوتنا وبيئاتنا وأحزابنا ومساجدنا وكنائسنا، مسؤولية الالتزام الصارم بموجبات الوقاية والسلامة والانضباط.
إن الطاقم الطبي والصحي اللبناني، في المستشفيات الحكومية والخاصة والصليب الأحمر والدفاع المدني والمختبرات والصيدليات والعيادات والمستوصفات، يشكل خط الدفاع الأول عن سلامة الناس ومكافحة الوباء، لكن الواجب الوطني والأخلاقي يستدعي منا، مواطنين ومسؤولين، توفير الحماية ومقتضيات السلامة لهذا الطاقم الفدائي ليتمكن من القيام بدوره وعدم تحميله ما لا طاقة له على تحمله.
ونحن في هذا المجال سنبدأ بأنفسنا، لنناشد كل الحزبيين والمناصرين في تيار المستقبل ومحبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المناطق، أخذ هذا النداء على محمل الجد والالتزام، والامتناع عن تنظيم أية أنشطة مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه، بما في ذلك التجمع أمام الضريح وعقد الندوات والمهرجانات.
لقد خطف وباء الكورونا من بيننا أصدقاء وأحبة وأقرباء، ودخل بيوتنا دون استئذان ليزرع الرعب والقلق على المصير. إنه يحصد المواطنين فرداً فرداً لكن الإهمال سيفتح له أبواب المأساة.
يقول تعالى في كتابه الكريم:
"وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". صدق الله العظيم