اعتبرت الوزيرة السابقة د. مي شدياق ان العرض العام الذي قام به الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي يقسم إلى عدّة فقرات، معتبرة انه كان من الواضح الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي وإلى شدّ العصب المسيحي، ولفتت الى ان رسالته إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر بدت وكأنه يقول له "ما بقى تجرّب" وينصحه بأخذ طرف بحجة حقوق المسيحيين. ولفتت ضمن برنامج "هنا بيروت" عبر "الجديد" الى اننا نشعر عند كل مؤتمر صحافي جديد أن بعض السياسيين لا يرون أكثر مما يريدون من دون الإنتباه لما يحصل اقليمياً، مضيفة: " ظننت للحظة انني أشاهد تنبؤات".
وأكدت ان ما قاله باسيل عن حكومة الـ24 وزيراً يندرج في اطار حصوله على الثلث المعطل له، وهو يريد العودة إلى امساك زمام الأمور في الحكومة والسيطرة عليها التي، في حال حصول انتخابات، ستكون المشرفة عليها ويمكنه عندها تأمين الاكثرية كما انها ستحكم البلد في حال الفراغ الرئاسي، مشيرة الى انه يريد أن يضمن مستقبله السياسي على حساب اللبنانيين وهو لا يهتم للمسيحيين ولا لحصصهم وهذا اخطر ما في الموضوع، فالمسألة بنظره مصلحته ومصلحة فريقه السياسي في التيار.
ورأت انه حاول التمايز بموقفه مع نصرالله الا انه ما زال يحاول تبييض الصفحة وتقديم التنحية لحزب الله كي يحافظ على دعمه، خصوصا ان الاكثرية الحالية في المجلس النيابي لفريق الممانعة، فنظريا الاكثرية ليست معهم ولكن في الحقيقة بري لن يأخذ قرارا معارضا لموقف الحزب في حال وصلنا الى مرحلة انتخاب رئيس جديد. واستغربت استفاقتهما المتأخرة للمطالبة بحقيقة انفجار 4 آب.
وتعليقا على بعض ما جاء في المؤتمر، قالت شدياق: "مشكلتنا كبيرة مع الأسد لن تحل بين يوم وآخر، ونعتذر من باسيل ولكن رغم ان قوى 14 اذار لم تعد متماسكة الا انها متحدة على ان نظام الاسد دمر لبنان وهي غير مستعدة لاعادة عقارب الساعة الى الوراء ومسامحته على كل ما ارتكبه في لبنان، وبالتالي محاولة تحالف الدول العربية المحيطة بنا وصولا الى المحور الايراني لن ينجح، من يريد التذكير برستم غزالة وغازي كنعان لا يمكنه تجاهل ارتكابات ذاك النظام، والتيار كان يعاني معنا في تلك المرحلة. ما قاله باسيل يعني اننا عدنا الى ما قبل 2005، ولكن نؤكد له الا العودة إلى ما قبل 2005، دماء من استشهد لن يذهب هدراً. تستطيع ان تغش البعض لبعض الوقت لكن لا تستطيع أن تغش الجميع في كل الأوقات، لذا التذكير بتلك المرحلة لدغدغة شعور المسيحيين تزعجهم كما تزعج كل اللبنانيين الذين كانوا مغبونين في تلك المرحلة."
وتابعت: "في تلك المرحلة شهدنا ممارسات خاطئة وفساد الا ان الفساد بدأ في التسعينات واستمر حتى اليوم اي حتى في المرحلة التي كان بها التيار في السلطة، فلماذا لم يبدأ بالاصلاحات؟ لا يمكن اتهام الغير بالفساد من دون اتهام انفسنا لذا انا مع محاسبة الجميع، لا يمكن القاء التهم على من كان في مرحلة التسعينيات ونتغاضى عما قام به من استلم بعد الـ2005. "
شدياق شددت على ان البطريرك الراعي يقوم بدور ليس له و"الله يساعده"، لأن الأمور يفترض أن تسير بطرق دستورية وديمقراطية، أسفة لان التطورات في الوضع الحالي تدل ألا أمل في الأفق، متمنية ان تكون مخطئة.
واعتبرت ان الرئيس المكلف سعد الحريري تنازل كثيراً وقوله إن وزارة المال ستبقى مع الشيعة خطأ، وكل معادلة "الاخصائيين والمستقلين" سقطت، كما اننا لا نزال في جدل بزنطي وعقيم لن يؤدي إلى نتيجة. كما اوضحت أن إثنين أضداد لا يمكنهما تشكيل لا دولة ولا حكومة، وطالما أن التناتش كبير إلى هذا الحدّ، فلا أرى حكومة في المدى القريب، والمشكلة هي ألا مؤشرات تطمئن للمستقبل.
وأضافت: "في ما يتعلق في الحدود البحرية، حصل تضارب في المواقف بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري على طاولة المفاوضات، وهذا يؤشر إلى ادخال لبنان في مأزق جديد.
وجددت التأكيد ألا علاقة لـ"القوات اللبنانية" بتشكيل أي حكومة لا تتضمن مستقلين، فهي ضد أي حكومة سياسية لا تقوم بالإصلاحات اللازمة، مكررة رغبة "القوات" بحكومة اخصائيين مستقلين لان أوراقها واضحة، وتريد أن تسير لكل ما يصب في مصلحة لبنان.
شدياق اعادت التشديد على ان "القوات" لم تسم الحريري ولكن حكومته ستحصل حكما على ثقتها ان تشكلت من مستقلين أخصائيين. وذكرت ان "حزب القوات" لم تقتصر تسمياته بالتعيينات على المنتسبين إليه، بل اختار أشخاصا مقربين منه كالوزير كميل ابو سليمان ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني، لأنه حزب لا يعمل على قاعدة "أنا أو لا أحد"، على عكس الفريق الآخر أي التيار الوطني الحر الذي يتبع دائماً هذه القاعدة. واشارت الى ان "القوات" شاركت في بعض الحكومات، ولكنها لم تكن من المشاركين في اتخاذ القرار باي حكومة، وكانت تحاول قدر المستطاع منع الامور الخاطئة الا ان التسويات كانت سائدة.
وأوضحت انه لا يمكن دستورياً إقالة رئيس الجمهورية، بل عليه هو أن يستقيل، مضيفة: "رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع قال اننا لسنا متمسكين بعون كرئيس للجمهورية، أنما لا حلّ الا بالانتخابات النيابية المبكرة، فاستقالة الرئيس اليوم ستؤدي الى انتخاب رئيس آخر من المحور نفسه، لذا الانتخابات هي الحل الوحيد كي تنجح الثورة بايصال من تريد ايصاله.
وردا على سؤال، قالت: ""أقصى طموحي ان يصل جعجع إلى سدّة الرئاسة وان نطمح بذلك حقّ مشروع، ولكن أؤكد ان جعجع لن يعطّل البلد للوصول إلى الرئاسة".
واشارت الى ان الرئيس لا يستطيع إتهام غيره بالفساد وهو لا يزال ينادي بالاصلاح على الرغم من تسلمه الرئاسة منذ 4 سنوات، مضيفة: "فيا أيها الطبيب طبب نفسك لأن سياسية "ذر الرماد في العيون" لم تعد سارية".
وعن قرار العقوبات، أكدت انه ليس مرتبطا بترامب، بل بالسياسة الأميركية وبسلسلة معايير تعتمدها قبل لجوئها إلى فرض تلك العقوبات، فهذا قرار الخزانة الاميركية الذي لا يتغير بين يوم وآخر.
وتوقفت عند ما يحصل في المنطقة والتغييرات الحاصلة، وقالت: "اذا قررت ايران في مرحلة معينة عقد اتفاقات جديدة مع الولايات المتحدة، فهناك من يقول ان أهمية"حزب الله" بالنسبة لايران اصبحت بقدر العبء الذي يشكله وقد يكون مطروح على طاولة المفاوضات، فالأمور غير واضحة بعد في هذا الاتجاه خصوصاً مع اتفاقات السلام في المنطقة، وبعد نجاح كوشنير في الجمع بين قطر والدول الخارجية الأخرى وهذه مرحلة لا عودة بها إلى الوراء من قبل الدول العربية".
وفي ما خص التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، شددت على ضرورة ان يقوم القاضي فادي صوان بدوره حتى النهاية، مشيرة الى انها مع مطالبة الدولة اللبنانية بلجنة تقصي حقائق دولية.
وتعليقا على قبول الطعن الذي قدّمه حزب القوات اللبنانية في ما يتعلق بمرسوم التجنيس الأخير، ختمت شدياق: "لا نستطيع إلا أن ننوه بدور بعض القضاة، على أمل أن تؤدي هذه المسألة إلى ابطال بعض عمليات التجنيس المشتبه بها".
LEBANON NEWS ووكالة أخبار لبنان STARLEBANON مجموعة قنوات
للإعلامي حيدر محمد هادي الحسيني