استنكر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى الفوعاني “ما حصل للأشقاء السوريين في مخيم المنية في شمال لبنان من احراق للخيم، وقال أنَّ “ما حصل عمل مدان، وهو اعتداء على أهل الشمال كما هو اعتداء على كل الوطن داعيًا السلطات الأمنية إلى الأسراع بمعاقبة الفاعلين. مؤكداً على ضرورة فتح حوار مباشر مع الدولة السورية، وعلى علاقات أخوية تصب في خدمة الشعبين.
وخلال لقاء لمناسبة استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(ع) في بيروت، نبّه الفوعاني “من خطورة الفلتان الأمني المتنقل بين المدن والقرى، وكأنَّ أرزاق الناس مستباحة أمام يد الإجرام المتنقل، ونرى في هذه الأعمال تهديدا كبيرا للأمن الاجتماعي، الذي يمكن أن يوصلنا إلى ما لا تحمد عقباه، وعلى الأجهزة الأمنية مشكورة مضاعفة جهودها”.
وتوجه الفوعاني إلى المسؤولين عن انساننا في هذا الوطن، متسائلاً “أين الكرامة والحرية والحياة الكريمة لانساننا؟؟ فالناس بات اسمى اهدافها اليومَ تامين قوت يومها، والوطن ينزف ويتجه لانهيار شامل، والمعطلون تشكيل الحكومة تحت ذرائع صحة التمثيل يقفون عند عتبة المكاسب الشخصية وتحقيق انتصارات وهمية، من دون ادراكهم ان الانهيار يقع على الجميع، والوقت يمضي، والازمات تأتينا من كل حدب وصوب: انهيار مالي، ازمة معيشية، وجائحة تصيب نظامنا الصحي فيغدو على شفير الانهيار، وقبل كل ذلك انهيار قيم الأخلاق عند بعض المراهقين الجدد الذين يرون أن الوطن مزرعة، وحصة يتقاسمونها”.
كما دعا “كل المعنيين الى وقفة ضمير، فالانقاذ ممكن، اذا ترافق بالنوايا الطيبة، لتجاوز ما نعيشه اليومَ، ولعلّ اولَّ ما ندعو اليه: تكثيف الجهود لتبصر الحكومة النور، بالامس قبل اليوم، واليومَ قبل الغد، ولا يراهنن أحدٌ على دور للخارج، طالما أنّ كل مشكلتنا داخلية”. مضيفًا “ليت أنّ البعض يتذكر شهداء قدموا أرواحهم ليبقى لنا وطن، ليتذكروا قادة كأمثال الشهيد “ابو جمال” الذي ارتقى شهيدا في مثل هذه الأيام حفاظا على لبنان الذي اقسمنا أن لن نهدأ، مادام في لبنان محروم واحد أو منطقة محرومة”.
وأكد الفوعاني أنّ “على الجميع يبدأ العمل الوطني لإيجاد المخارج لكل ازماتنا الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية”. وأمل أن “يأتي العام الجديد وتذهب الغيوم السوداء التي تعصف بنا منذ اكثر من عام، مع سلسلة الاستهدافات الخارجية والداخلية، ولاسيما للدور الكبير الذي تضطلع به حركة أمل ودولة الرئيس نبيه بري، الذي ما فتئ ينادي بضرورة تجاوز كل الخلافات والاختلافات”.
ودعا الفوعاني البعض في هذا الوطن إلى “التخفيف من حدة أحلام اليقظة، حيث مازال البعض يمارس ساديّته، ويقبع في غرفة مظلمة، ويتراءى له أن الزمن وقف لأجله، ومتوهّمًا أنّه سيعيد عقارب التاريخ إلى معاركَ إلغاء دنكوشوتية وكيدية، يحصد معها الوطن مزيدا من الانهيار وعلى مختلف المستويات.
وعن السيدة فاطمة (ع)، قال الفوعاني “أن السيدة الزهراء مثّلت نموذج المرأة-الانسان وهي أمام المحن والمصائب التي مرّت عليها وعايشتها، لم تضعف ولم تهن، بل كانت رمز الصبر والاعتدال، وشكّلت مدرسةً من القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والعلاقات الاسرية، وكانت نموذج الإيمان الحقيقي الذي يتجلى من خلال الايمان بالانسان: حريته وكرامته وأصالته”.