الدكتور محمود الزهار في ندوة جبهةالعمل الإسلامي:لماذا نقف نحن في جانب وسوريا في جانب آخر وفي غزة ليس هناك شيعي أو مركز شيعي واحد.

 الدكتور محمود الزهار في ندوة جبهة العمل الإسلامي:

 

لماذا نقف نحن في جانب وسوريا في جانب آخر وفي غزة ليس هناك شيعي أو مركز شيعي واحد.

 

 

نظمت جبهة العمل الإسلامي في لبنان ندوةً سياسية افتراضية على منصة الزووم بعنوان "واقع الحركة الإسلامية ومستقبلها في ظل التجاذبات الدولية"

والتي حاضر فيها المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا الدكتور كمال الهلباوي، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمود الزهار، وأدارها الإعلامي ربيع غصن.

 

تحدث الدكتور محمود الزهار بداية عن الحركات الإسلامية اليوم والتي هي مستهدفة بطرق غير مشروعة من حصار واعتقال ومنع وغيره، وأنها تحت الخطر بعد ظهور "الصهيونية العربية" في بلاد الخليج التي تبيع الإسلام والمسلمين من أجل المبادئ الصهيونية، وهنا يأتي دور الحركة الإسلامية الفلسطينية لتحقيق وعد الآخرة.

 

وقال الزهار: أن الكل الآن ينظر إلى الحركة الإسلامية نظرة قرآنية واضحة؛ ونحن نقول إن الإنسان الإسلامي لا يختلف عن غيره فلكل أمة ثوابت أربعة.

الأولى: عرضه، روحه، ماله حرام على كل البشر إلا بما يُستوجب.

الثانية: أرضه.

الثالثة: المقدسات سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية.

الرابعة: العقيدة. والآن تمس بأيدي المسلمين للأسف الشديد.

 

وأضاف الزهار أنه يرى أنه من الخطأ أن نحمل الحركة الإسلامية مسؤولية ما جرى لها على أيدي الأنظمة واليهود، لأنهم كانوا على علم أن قوة هذه الأمة هي في دينها وأنها خطر على أنظمتهم، وبناء على هذا حاربوا الحركة الإسلامية وحتى في فلسطين، فقاموا بالتعذيب والسجن والمحاربة، ولذلك نرى أن الخطأ ليس في الإسلام والحركة الإسلامية في حد ذاته.

 

وقال الزهار: أن الحركة الإسلامية في فلسطين هي النموذج الذي يجب أن يتبع الآن، بما يعني أن لا نترك الحكم لغير الإسلام لأنهم لن يرحمونا، وأن الاحتلال الصهيوني يجب أن يخرج بالقوة وليس بالتفاوض والتعاون المدنّس واتفاقيات السلام.

 

وتحدث الزهار عن الدول التي هي هدف للصهاينة قائلاً: أنه ما المانع من التعاون مع هذه الدول، لماذا نقف نحن في جانب وسوريا في جانب آخر؟ صراعنا مشترك وعدونا مشترك، يجب أن نتفق سوياً على محاربة هذا العدو و نترك كل واحد فينا على منهجه ومذهبه الخاص.

 

وعن الإشاعات والفبركات عن حركة تشيع في غزة وفلسطين، قال الزهار: هناك من يروّج لفكرة أن الشيعة يريدون نشر التشيع في فلسطين وأننا نأخذ مساعدات من إيران، وإيران تريد تشييعكم، من قال هذا الكلام هو غير صادق؟ في غزة ليس هناك شيعي أو مركز شيعي واحد حتى. لكن لنا مع إيران وسوريا ولبنان عدو واحد مشترك. وبدلاً من النشر لهذه الأفكار لماذا لا نرى أننا جميعنا متضررون من هذا الكيان الغاصب ونعمل على تشكيل قوة واحدة لطرد هذا الكيان من أرضنا.

 

 

وتحدث الدكتور كمال الهلباوي عن أن هذه الندوة ليست عن داعش  وبوكو حرام، ولا عن الصوفيين والرفاعيين وغيرهم، بل نحن نتحدث عن الحركات الوسطية مهما تنوعت، التي تفهم معنى الوطن وترى في منظار الأمة وترى العالمية في الدعوى والشمولية في الفهم والوسطية في التوجه.

واكثر من يحب وطنه هو المسلم الإسلامي، الذي يسعى لتحرير أرضه من العدوان ولتحرير الإنسانية كلها والعالم كله من الهيمنة والظلم.

 

وأضاف الهلباوي أن الحركات الإسلامية وخصوصاً الإخوان المسلمين في مصر وجدوا صعوبات شديدة وتحديات كبيرة. اليوم يحاول المحور المعادي إظهار أن التطبيع لا يؤثر على القضية الفلسطينية وأنها هي الحل، ومن هنا علينا تحمل المسؤوليات ومحاولة المواجهة للتخلص من هذه الصعوبات.

ودعا الهلباوي إلى التعمق في الدراسات والبحوث حتى الوصول إلى نتيجة واضحة ومتوازنة.

 

وقال الهلباوي إننا نحن نتناول اليوم هذه الحركة وننظر فيها ولكننا نحتاج إلى مشروع جامع لكل الحركات الإسلامية قد نبدأ به من لبنان وعبر جبهة العمل الإسلامي يختص بتقويم العمل في الحركات الإسلامية، فتوضَّح الأفكار المبهمة وتصحَّح الأفكار الخاطئة.

 

وذكر الهلباوي أن الرسالة التي تحملها الحركات الإسلامية هي رسالة عظيمةٌ جداً تحتاج إلى هذا الجهد، وإذا لا قدر الله خرجت هذه الحركات الإسلامية ستعم الفوضى، وعلى الحركة الإسلامية أن تطور نفسها وأن تركز على العدل الحقيقي الذي نحن بصدده وفي المقدمة دعم القضية الفلسطينية وتحرير المقدسات.

 

وكانت هناك مداخلة للشيخ حسن التريكي مدير مجلس الثقافة والإعلام الإسلامي تحدث فيها عن بعض الأخطاء التي وقعت فيها الحركات الإسلامية السنية والشيعية التي أوصلت الشعوب إلى النفور من هذه الحركة والارتداد عنها ودعا إلى مراجعة علمية منطقية صحيحة لتقويم هذه الأخطاء.

 

كما وتحدث عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ بلال سعيد شعبان عن الطريقة التي تتعاطى الحركة الإسلامية بها مع شعبيتها، وقال أنه يجب ان يكون هناك تكامل في ما بيننا، وحالة شراكة ضد عدو واحد وليس الاختلاف في ما بيننا.

 

وقال الباحث الإسلامي والسياسي الأستاذ عبد الله عيسى إن أهم ما في الأمر هو إدراك اللحظة السياسية لاستيعاب أي موقف. هناك تقدم لنماذج عديدة لتجارب الحركات الإسلامية مع تعدد مذاهبها، في نفس الوقت العدو يحشد كامل قواه ليكسر ذلك الزخم الذي وصلت إليه حركة المقاومة. المبادرة هي المطلوبة الآن وليس الاستغراق في البحث عن الأخطاء.

 

وختم الندوة المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الدكتور الشيخ زهير الجعيد، قائلاً: إننا اليوم نرى هذا التكالب التطبيعي لذا كان لا بد من سلسلة ندوات ومؤتمرات وحركات عملية من اجل إعادة تصويب البوصلة نحو القضية الأساس وهي القضية الفلسطينية. ونحن اليوم نتحدث عن نموذج طيب قدم القدوة الحسنة في المواجهة مع العدو الصهيوني من خلال تقديم الأنفس والأبناء في سبيل فلسطين وتحرير الأرض والمقدسات، هكذا هم قادة حركتنا الذين قدموا أنفسهم شهداء كالشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، وهكذا هم من قدموا فلذات أكبادهم كالدكتور محمود الزهار والسيد حسن نصر الله، ومن هنا نتخطى مفهوم السنية والشيعية بخطاب جديد ومفاهيم جديدة، اليوم من يتحدث بالطائفية والمذهبية هو خارج الواقع الذي يحصل.

اليوم هناك محورين، محور المقاومة والعزة والخير في مواجهة محور الخيانة والتطبيع والشر، وفي محور الخير هذا تجد السني والشيعي والشيوعي والمسيحي والعربي والفارسي والغربي، وفي محور الشر تجد من ينتسب لنفس الانتساب.

 

وأضاف الجعيد انه يجب التقاط كلام الدكتور الزهار الهام والمتقدم بما يتعلق بالموقف من سوريا، ولنعمل على إتمام التعاون والتنسيق ما بين حركة المقاومة حماس وسوريا الممانعة والداعمة التي وقفت إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين ولم تبخل بالدعم بالسلاح والاحتضان والحماية ودفعت وتدفع ثمن ذلك،  ويجب على كل الحركات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين في سوريا مراجعة الموقف َوتصويب البوصلة نحو مقاومة العدو الصهيوني ومواجهة أي استعمال لهم في تفتيت وتقسيم الدولة السورية، لنشكل معاً قوة ردع وممانعة وعزيمة لمواجهة العدو الصهيوني والأعراب المطبعين والمتآمرين الحلفاء له.

وانطلاقا من كلام الدكتور الزهار الواضح والصريح عن عدم وجود أي مخطط لتشييع أهل فلسطين أقول ومن خلال المعرفة الدقيقة والمتابعة أنه لا يوجد أي حركة لتشييع السنة في لبنان رغم قوة حزب الله وحضوره السياسي والمقاوم، بل على العكس هناك سياسة مد اليد والوحدة والتعاون وكذلك أؤكد انه لا يوجد مشروع كهذا في فلسطين رغم السلاح والعتاد والمال الذي يدفع من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة الفلسطينية، ولا في البلاد العربية أو الإسلامية، وإن كان يحصل تحول أفراد من مذهب لآخر هنا وهناك فهو نتيجة عمل فردي وليس ضمن مشروع مبرمج أو خطط. ومشروعنا الإسلامي الحقيقي هو مشروع الأمة الواحدة انطلاقاً من قول الله تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" و "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" لذا فإن كل من يتحدث بالطائفية والمذهبية هو يخدم المشروع الأمريكي والصهيوني الذي يعمل على إسقاط فلسطين وكل المقدسات فيها.

 

هناك لحظة يجب أن نستغلها بدأت منذ استشهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني، حين رأينا في لحظة مفصلية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ إسماعيل هنية في طهران في تشييع الشهيد ليعلن للدنيا كلها أن الشهيد سليماني هو شهيد فلسطين والقدس، هذه اللحظة التاريخية كانت مفصلية َوجوهرية في خيارات حركة حماس، وكذلك يجب أن تكون في خيارات كل الحركات الإسلامية، لنقول أن كل من يقف مع فلسطين هو أخ وشقيق وحليف، وكل من يقف مع الكيان الصهيوني هو العدو والخصم ولو كان يتحدث لغتنا وينتسب لمذهبنا أو ديننا

 

You May Also Like

More From Author