وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى آية الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد الميلاد المجيد سائلا المولى ان تحمل هذه المناسبة تباشير الخير والعافية على لبنان واللبنانيين فينعم وطننا بالامن والسلام ، ونبارك للبشرية جمعاء ذكرى مولد الأمل الاتي باسم الرب حاملا بشائر الخلاص الإلهي من الفساد العالمي الذي أسهمت منظومة الشر في صياغته حتى بتنا نرى الإجرام الدولي فعل ممارسة على مستوى دول وكيانات أدمنت قهر الإنسان وتجويعه واخضاع ارادته لجبروت الطغيان. ونحن ننتظر مجيئه الثاني ليطرد اللصوص والمرابين من دور العبادة وينتصر للمظلومين والمقهورين، ويحارب المستكبرين والطغاة و المجرمين ويدحر الشرك الجديد الذي يدنس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين ، و في ذكرى ميلاده المجيد يحدونا الأمل بقرب انبلاج فجر العدالة والسلام الذي تشرق فيه شمس المهدي والمسيح عليهما السلام مبشرة بقيام دولة الإيمان العالمية التي ترفع راية الحق و تحقق السلام والعدل لكل إنسان مظلوم ينشد الاطمئنان والأمن والأمان.
واكد سماحته إن ولادة السيد المسيح (ع) بشارة ايمانية بقدوم رسول المحبة والسلام الذي كان (ع) عنواناً للحق الالهي في مواجهة الباطل الشيطاني، مما يحتم علينا ان نكون مع المسيح في حبه للفقراء وعطفه على الأيتام ونصرته للمظلومين ومحاربته لتجار الدين من المنافقين والمستغلين الذين شوهوا تعاليم الدين بممارساتهم الشاذة عن سيرة الزاهدين و المنافية لنهج الأنبياء والصالحين.
ونحن إذ نبارك ونهنئ اهلنا واخوتنا اللبنانيين بحلول عيد الميلاد ، فاننا نؤكد ان ما أصاب وطننا من نكبات وازمات منشؤه البعد عن الدين وعبادة الأهواء واتباع النزوات و استباحة المال العام مصحوبا بانتهاك حقوق الناس والسطو على ارزاقهم على مدى سنوات عجاف حكمت دولتنا ثقافة النهب والرشى والاختلاسات والصفقات المشبوهة التي أغرقت لبنان في الديون وخدمة فوائدها حتى وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة جدا، ونحن نتطلع الى الخلاص من هذا الواقع المزري فاننا نعتبر ان تشكيل حكومة اصلاحية انقاذية من اصحاب الكفاءة والنزاهة مطلب وطني للخروج من هذا النفق المظلم، لتواكب هذه الحكومة التشريعات المهمة التي اقرها المجلس النيابي لتسهيل التدقيق الجنائي وتنفيذ الإصلاحات المنشودة التي تلجم التدهور الاقتصادي والانهيار المعيشي وتعيد المال العام المنهوب وتفرج عن اموال المودعين في المصارف، ونحن نعتبر ان القضاء النزيه هو المدخل الصحيح والوحيد لانجاز الاصلاحات التي تمهد لقيام الدولة العادلة التي لا تعرف الفساد والظلم والإهمال، حتى يستعيد لبنان رسالته كوطن الشراكة والمساواة في الحقوق والواجبات ، ويستعيد اللبنانيون الثقة المفقودة بالدولة التي نطالبها بالحزم والشفافية في محاسبة المتسببين في كارثة المرفأ والمسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والتدهور النقدي. ان اللبنانيين يفخرون بالإنجازات الكبيرة التي حققها لبنان في دحر الارهابين التكفيري والصهيوني بفعل المعادلة التي حفظت لبنان وشعبه ويتطلعون الى ارتقاء العمل السياسي الى مستوى تضحيات جيشهم ومقاومتهم لتكون لهم دولة عادلة وحكومة منصفة تحسن رعاية أبنائها.
وخلص سماحته إلى القول إن ذكرى السيد المسيح تحملنا مسؤولية نشر ثقافة المحبة والتعاون في سبيل احقاق الحق فنقف مع المظلوم بوجه الظالم مما يستدعي من زعماء العرب والمسلمين التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بوصفه احتلالاً لأرض عربية إسلامية ينبغي العمل لتحريرها ، وعليهم ان يتصدوا لصفقة العصر التي تفضي الى تصفية القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية مقدسة والتخلي عنها خيانة للامة وعملا محرماً و باطلا.ونحن نستنكر بشدة كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، من منطلق انه شر مطلق يحرم التطبيع معه شرعاً . وندعو اهلنا واخوتنا الفلسطينيين الى تحصين وحدتهم الوطنية و الثبات والدفاع عن ارض الانبياء ومهبط الرسالات، فيتمسكوا بانتفاضتهم ومقاومتهم المتوجة بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين، ونحن لنا ملء الثقة ان النصر سيكون حليفاً لشعب فلسطين ولكل احرار امتنا