إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “هنا بيروت” مع الإعلامية جوزفين ديب، “أن هناك قطاعات في لبنان، كالمطار والمرفأ والإتصالات والطاقة، يجب تسليمها إلى الأوروبيين، على أن يتم تمويلها عبر مؤتمر “سيدر” من أجل تشغيلها دون سمسارات، خصوصاً أن البلاد أمام سلطة عاجزة وأي بديل عنها عاجز أيضاً على ما يبدو”، موضحاً أن “كل الطاقم الحاكم يتصرف وكأن شيئاً لم يكن”، لافتاً الى أن “المرفأ والمطار لا يطالان “حزب الله” وهو ليس بحاجة لهما لأن لديه طرقه الخاصة”.
وحول عقد تشكيل الحكومة، تساءل وهاب لماذا يريد التيار الوطني الحر التمسك بوزارة الطاقة؟ متمنياً “على التيار الوطني الحر عدم التمسك بوزارة الطاقة بسبب التساؤلات حولها”، معتبراً أنه إذا العراقي لم يعجل في الإتفاق الذي سيبرم مع الحكومة في دعم الطاقة نحن ذاهبون الى العتمة قريباً، لافتاً الى حماس رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمساعدة لبنان”.
وفي إطار آخر رأى وهاب أن “القرار اليوم بعد الطائف هو لمجلس الوزراء، موضحاً أنه حتى رئيس الجمهورية ليس لديه سلطة تنفيذية، ولا أحد يستطيع تجاوز الدستور، متمنياً على الرئيس الحريري الخروج من موضوع تسمية الوزراء المسيحيين، لافتاً الى أنه “في السنوات الماضية أصبح هناك إخراج للطائفة السنية والشيعية والدرزية على حساب الطائفة المسيحية”، مؤكداً أن “أي قرار لا يسير فيه فريق أساسي في السلطة لا يمكن أن يسير وينفّذ”، واصفاً القوى المحلية بأحجار داما في يد القوى الدولية والإقليمية”.
من ناحية أخرى، رأى وهاب أن “الإشتباك السياسي القائم حول الملف الحكومي أكبر من الساحة المحلية، لافتاً إلى أن الجميع ينتظر تسلم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعتبر أنه عندها يكون قد تخلص من ضغط الإدارة الحالية، وقد يتفلت من الضغط الأميركي وفرض العقوبات عليه التي كانت ستنفذ إذا شارك “حزب الله” في الحكومة”.
ورداً على سؤال حول الدعوات إلى تحقيق دولي في إنفجار مرفأ بيروت، لفت وهاب إلى أنه يشك في هذا التوجه، إنطلاقاً من تجربة المحكمة الدولية في عملية إغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، التي أثبتت أنها مهزلة تتحرك بالسياسية من دون أي معطيات، لافتاً إلى أنه لا يرى أي دعم عربي ودولي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على عكس ما هو الحال بالنسبة إلى شقيقه رجل الأعمال بهاء الحريري، مشيراً الى أن هناك سينتهي دورها”.
وأضاف وهاب: “لا نستطيع التكلم بلبنان بمعزل عن المنطقة وما يرسم لها بموضوع التطبيع وحجم التفاهم الإيراني – الأميركي وأين روسيا وأوروبا و”إسرائيل” فيه، موضحاً أننا “في مرحلة إنتظار الإدارة الأميركية الجديدة التي تتحدى سياسة العالم، مثنياً على اهتمام الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بالمناخ، معتبراً أن “مَن يعتقد أن هناك حرب أميركية – إيرانية واهم”، لافتاً الى أن “لولا وجود “حزب الله” في لبنان لما كان اهتمام دولي وعربي بلبنان”، ومضيفاً أن “حزب الله” هو دولة من أكبر دول المنطقة ولديه قدرة كبيرة على الصمود”، كاشفاً أن “إيران أخبرتني أن السيد حسن نصرالله معنا في الدفاع عن سوريا ولديه القدرة على ذلك، وهذا الوهم بأن الأميركي والإسرائيلي يريدون كسر “حزب الله” هو وهم الهدف منه تدمير الداخل اللبناني واللبنانيين على كافة الصعد”، لافتاً الى مفاوضات بدأت بين أميركا وإيران لذلك الإيراني يمنع أي رد على أميركا وإدارتها الجديدة، كاشفاً أن “الأميركي سيفاوض الإيراني على أمور خارج النووي الإيراني كالصواريخ الدقيقة لـ “حزب الله”.
وفي إطار آخر رأى وهاب أن “ما يعني الأوروبيين والأميركيين هو ملف النازحين الذي يشكل خطراً على أوروبا و”حزب الله” يشكل خطراً على أمن “إسرائيل” وملف توطين الفلسطينيين في لبنان”، موضحاً أنه أصبح هناك شبه قناعة بالتوصل الى وصاية دولية إقليمية على لبنان”.
وأوضح وهاب أننا “قادمون الى أزمات أكثر تعقيداً في لبنان وخاصة إذا تمّ المس بالاحتياط البالغ 17 مليار، معتبراً أننا “بحاجة الى إتخاذ إجراءات موجعة لمعالجة الأزمة التي نحن فيها اليوم”، لافتاً الى أنه “لدينا مشكلتان هما الأمن والقضاء وكلنا جبناء لا نستطيع التقرب منهما، بالرغم من وجود قضاة جريئين في لبنان كنادي القضاة ولا يمكن الإستهانة بالقضاة النساء، مثنياً على مناقبية القاضي فادي صوان، ومعتبراُ أن “الأهم في موضوع القضاء هو هل نحن قادرون على تشكيل رأي عام ضاغط لدعم القضاء”.
وفي موضوع الأمن قال وهاب: “على الأجهزة الأمنية أن تقوم بعملها، لافتاً الى أنه “لا يوجد أي دولة يستطيع فيها أي ضابط أن يرفض قرار قضائي إلا في لبنان”.
وكشف وهاب أن هناك 173 قاض يملكون ملفات فساد موثقة تمّ إيداعها لدى وزير الداخلية اليوم، متسائلاً هل سيتم فتحها”، لافتاً الى أن “هناك أصول لمحاسبة الوزراء والنواب وتحدث عنها دولة رئيس الفرزلي والسؤال كان لماذا الرئيس حسان دياب دون غيره والتحقيق سيتابع ليشمل رؤساء حكومة سابقين ووزراء، كاشفاً أن “الأمور في ملف التحقيق في مرفأ بيروت كانت ذاهبة الى توقيف الرئيس سعد الحريري”.
وطالب وهاب بإقفال ملف المهجرين وتسهيل العودة النهائية، معلناً أنه ضد النبش في ملف أموال المهجرين”.
وحول دعوته الجميع في الطائفة الدرزية لرفض قرار إقصاء التمثيل الدرزي في السلطة أوضح وهاب أن السبب لإطلاق تلك التغريدة هو أنه “نحن نحس باحتقار ما لموقع الطائفة الدرزية وهذا لا نقبل به وأدعو الجميع لمواجهة ذلك، لافتاً الى وجود 500 مركز لا تمثيل للطائفة الدرزية فيها، معتبراً أنه “لا يمكن أن نكون شركاء دون الحفاظ على حقوقنا في المواطنة”، موضحاً أن “فكرة مجلس الشيوخ طرحها الشيخ الراحل أبوا شقرا على أن تكون رئاسة المجلس للطائفة الدرزية، معلناً أنه “مع المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وليس مع المثالثة”، ومضيفاً “لا أقبل أن أعيش في لبنان كمواطن درجة ثانية وكل الطوائف الكبرى تتعامل مع الطوائف الصغرى أو الأقليات على هذا الأساس وهذا مرفوض، متمنياً الذهاب الى دولة علمانية، كاشفاً أنه “لا شيء يسير في لبنان من قوانين أوغيرها دون موافقة رئاسة مجلس النواب وجعل وزارة المالية للشيعة والتوقيع الشيعي الثالث سيصبح عرفاً”.
وختم وهاب حديثه بالقول: “الجميع يتحمل مسؤولية ما يجري اليوم من أزمات، موضحاً أن “كل من في السلطة “قرطة” وزمرة جبناء ورعاديد لا قرار لهم يعملون على نهب الناس والمواطنين”.