بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع، بالشراكة الوثيقة مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، بتوزيع الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية على المحتاجين من طلاب المدارس الأكثر احتياجاً من اللبنانيين واللاجئين السوريين وأسرهم في جميع أنحاء لبنان.
وتحل السلة الغذائية محل الوجبات المدرسية التقليدية التي كان الأطفال سيحصلون عليها كجزء من برنامج التغذية المدرسية الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي على مستوى البلاد.
ونتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، وسع برنامج الأغذية العالمي من نطاق برنامجه للتغذية المدرسية للعام الدراسي 2020-2021 ليشمل 50 ألف طالب في 81 مدرسة – بزيادة نحو 20 ألف طالب مقارنة بالعام الماضي. وستشمل عمليات التوزيع جميع الطلاب المستفيدين من برنامج التغذية المدرسية الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي، حتى لو كانت أسرهم تتلقى أشكالًا أخرى من المساعدات من البرنامج.
ومن جانبه، قال عبد الله الوردات، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في لبنان: “في ظل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، فإن أول من يعاني هم الفئات الأشد ضعفًا واحتياجًا. وعندما تتضاءل لدى الأسر الأموال المخصصة للأغذية والضروريات الأخرى، فإنها تميل إلى التفكير في بدائل أخرى يمكن أن تشمل إرسال الأطفال إلى العمل.” وأضاف: “من خلال تكييف برنامج التغذية المدرسية لدينا مع القيود المفروضة جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، فإننا نضمن استمرار حصول الأطفال على التعليم اللازم، حتى ولو كان ذلك عن بعد، وأنهم يحصلون على ما يكفيهم من الغذاء وفي نفس الوقت نخفف الضغط عن دخل الأسر المحدود حتى تتمكن من تحمل نفقات الإيجار والأدوية والضروريات الأخرى.”
وقد تمت دعوة العائلات لإرسال ممثل واحد لاستلام الطرود الغذائية لتجنب الازدحام وضمان احترام جميع تدابير السلامة. وتجدر الإشارة إلى أن الحصة الغذائية تغطي 40 في المائة من الاحتياجات الغذائية اليومية لأسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد. وتحتوي الحصة على الأرز والمكرونة والبرغل والعدس والفول وزيت دوار الشمس والسكر والملح. ويتولى تنفيذ عمليات توزيع الحصص الشركاء المتعاونون لبرنامج الأغذية العالمي، وهم: الجمعيات الخيرية المسيحية الأرثوذكسية الدولية وجمعية تنمية وثقافة وقيادة، مع مراعاة الاحترام الكامل للتدابير الاحترازية وإجراءات السلامة اللازمة لـلوقاية من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
ومن ناحية أخرى، قالت هيلدا خوري، مديرة جهاز التوجيه والإرشاد التابع لوزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية: “لقد أثرت الأزمات المتعددة التي مرت بها لبنان على قدرة آلاف الأسر على الحصول على الطعام المغذي. وتعمل هذه الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي على حماية الأطفال ومساعدة الأسر على التكيف مع تأثير الأزمات عن طريق إرسال المواد الغذائية إلى منازلهم في الوقت الذي يتواصل فيه تغيير وتكييف أساليب التعلم.”
وقد حصل البرنامج على تمويل عملية التوزيع الحالية من حكومات إيطاليا وكندا وأيرلندا وتهدف هذه العملية إلى مساعدة أطفال المدارس الأشد ضعفًا واحتياجًا وأسرهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية مع إلى الإبقاء على الرابط الحيوي الذي يربط بين الأسر والمدارس لتقليل حالات التسرب من التعليم حتى يتم إعادة فتح المدارس. كما قام برنامج الأغذية العالمي بإعادة تأهيل ستة مطابخ مدرسية لتقديم وجبات طازجة إلى 5000 طفل يرتادون المدارس العامة بمجرد استئناف الدراسة فيها.
وفي أعقاب بدء أزمة جائحة كورونا، كان برنامج الأغذية العالمي قد وزع خلال شهري حزيران وتموز حصصًا غذائية على 13،000 طفل من أطفال المدارس الأشد ضعفًا واحتياجًا وأسرهم المستفيدين من برنامج التغذية المدرسية.
ويُذكر أن برنامج الأغذية العالمي في لبنان يقوم، منذ عام 2016، بتوزيع الوجبات الخفيفة المكونة من منتجات محلية على الأطفال الملتحقين بالمدارس العامة، التي تعمل في أغلب الأحيان بنظام الفترتين.