الجبهة المدنيّة الوطنيّة: العدالة تبقى بوصلتنا الأخلاقيّة
لا حصانات ولا استثناءات وإلى مقاومة مدنيّة شاملة للمنظومة
عقدت هيئة مكتب الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة اجتماعها الدَّوري، وناقشت القضايا الوطنيّة السّاخنة وسيناريوهات الانهيار المقبلة إلى لبنان، وإمعان السّلطة في إبادة الشعب اللبناني، مع موجبات إطلاق مقاومة مدنيّة شاملة، وصدر عن المجتمعين ما يلي:
1- إنّ العدالة هي بوصلة الشعب الّلبنانيّ الأخلاقيّة في مواجهة المنظومة السّياسيّة الفاسدة القاتلة، وأمام العدالة تسقط كلّ الحصانات، من هنا تحذّر الجبهة المدنيّة الوطنيّة المنظومة السّياسيّة كلّها من أنّ الإمعان في الضغط لتمييع التحقيق في جريمة مرفأ بيروت، وإجهاض المسؤوليّات، والتّطييف المُمذهَب بغطاءات دستوريّة، لتحييد أركانها عن الاستدعاء والادّعاء والمحاكمة والمحاسبة لن يطول، والقضاء معنيّ بالاستمرار في مساره، مع الإشارة إلى تأخّره في إنجاز التحقيق وشبهاتٍ تحوم حول إمكانيّة انكفائه عن الاستمرار في المعركة لاستلابٍ تاريخيّ مارسته المنظومة بالسّطو عليه، على عكس سطوة الحقّ الواجب أن يمارسها بشراسة. من هنا استدعاء ثورة قضائيّة تبدأ بالضغط للإفراج عن التشكيلات القضائيّة، وصولاً إلى منح بيروت وأهلها عدالة في الجريمة ضدّ الانسانيّة التي ارتُكبَت بحقّها وحقّهم، مع الحاجة للتنبّه للاعتداء المتمادي على الحريّات وعدم وجود آليّة رقابة على المحاكم الاستثنائيّة التي لم يعُد يجوز استمرارُها، وهذا أساسيّ في أيّ إصلاحٍ قضائيّ مرتجى.
2- إنّ التراشق الدّستوريّ الوهميّ الخبيث بالصلاحيّات على كل المستويات، في ما يُعنى بمسار تعطيل تشكيل الحكومة يؤكّد بالعمق لاأخلاقيّة المنظومة السياسيّة الفاسدة القاتلة في التوغّل في الدّوس على أوجاع اللّبنانيّين، وفرض الجوع عليهم مع انهيارٍ متمادٍ في كلّ الخدماتِ الأساسيّة، وهذا يستدعي من القوى المجتمعيّة الحيّة تسريع تشكيل الائتلاف المدنيّ الوطنيّ المعارض، وتقديم البدائل على أن تنطلق مع الائتلاف مقاومةٌ مدنيّة منظّمة تعيدُ للبنانيّين الأمل بلبنان أفضل.
3- إنّ حدّة المواجهة بين أعضاء المنظومة السّياسيّة الفاسدة القاتلة من خلال التراشق بملفّات هدرٍ ونهبٍ منظمّين؛ يؤشّر بما لا لُبسَ فيه إلى أنّ الانقضاض على التدقيق الجنائيّ يبقى هدفها الأساس، فيما مسرحيّات التأكيد على موجب إنجازه ليس سوى كذبة كبرى، والثّورة معنيّة بالعمل على خيار الدّفع بإنجاز تحقيقٍ موازٍ شفّاف بكلّ المعطيات المتوفّرة والضغط باتجاه إقرار قانون إنشاء محكمة خاصّة للفساد تكون من أولويّات حكومة المستقلّين المتخصّصين بصلاحيّات استثنائيّة تشريعيّة، والتي تمنع المنظومة، جميعها دون استثناء، قيامها.
4 – تُثني الجبهة على احتراف الهيئات الطالبيّة الجامعيّة المنتخبة في تكوين منصّتها التنسيقيّة، متطلّعة إلى أن تحمل هذه المنصّة في برنامجها العدالة والسّيادة بنيتين نضاليّتين مؤسّستيّن للبنان الذي يحلُم به اللّبنانيّون ويشبِهُ طموحاتهم.
5 – تأسف الجبهة المدنيّة الوطنيّة لتشييع المنظومة السّياسيَّة الفاسدة القاتلة المبادرة الفرنسيّة، وهي إذ ترحّب بزيارة الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل، وتشكر لفرنسا كما المجتمع الدّولي جهودهم لمساندة الشعب اللبناني، تدعو فرنسا تحديداً، والرئيس ماكرون خصوصاً، إلى قراءة نقديّة في النهج الذي اعتمده واستغلّته المنظومة، متطلّعة إلى محاكاته جذور الأزمة اللبنانيّة دون الاكتفاء بعوارضها، وفي مقدّمها سلبُ لبنان السّيادة لأجندة خارجيّة معروفة الأهداف.
6- ترصد الجبهة المدنية الوطنية حملات التخوين المفبركة التي تتولاها بعض الجهات المعروفة الارتباطات في مواجهة ثورة اللبنانيين النقيّة، المحقة في إنجاز تغيير راديكالي للمنظومة الفاسدة القاتلة، ولتصويب مسارات الحوكمة والعودة إلى الدستور، وهي تحذر من أن هذا الجو التخويني يفتعل تهويلاً وتهديدا للثوار لكنه لن ينجح، فلبنان الحقيقي الجديد سوف ينتصر.
وختمت هيئة مكتب الجبهة بيانها بالدعوة إلى استنهاض خارطة طريق عملانيّة للمبادرة الإنقاذيّة الوطنيّة مع ترسيخ السّيادة فيها بُعداً جوهريّا.