ندوة للرامغافار في اليوم العالمي لحقوق الانسان عن معاناة أرتساخ

 

نظم مجلس الحقوق الأرمنية لحزب الرامغافار في لبنان ندوة بعنوان “معاناة أرتساخ: الكرامة الإنسانية تحت مقصلة الهمجية”، في “اليوم العالمي لحقوق الانسان” في مركز “لقاء” – الربوة، حضرها عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، الوزير السابق ريشار قيومجيان، رئيس الاتحاد السرياني العالمي ابرهيم مراد، رئيس الرمغافار سيفاك أكوبيان، وشخصيات سياسية وقانونية وحشد من المهتمين.

 

وشارك في الندوة التي أدارها الصحافي الزميل جورج العاقوري، رئيس “جمعية حقوق الإنسان والحق الانساني” الدكتور وائل خير، رئيس مركز دراسات الشتات الأرمني لجامعة هايكازيان الدكتور انترانيك داكيسيان، مستشار رئيس جمهورية أرتساخ ورئيس حزب المحافظين الدكتور دافيد بابايان، مدير وكالة الإعلام “أرمنبريس” الرسمية الدكتور آرام انانيان، والصحافي والكاتب بيار عطا الله.

 

العاقوري

بداية، تحدث العاقوري فقال: “أقل الإيمان أن تضمن الاتفاقية بين أرمينيا واذربيجان برعاية روسيا سلامة السكان، إلا أن الواقع في الميدان مختلف حيث انتهاك الحرمات والكرامات والخطف والتعذيب الى حد القتل“.

 

وإذ رأى أن “الهمجية قد يغلفها بعضهم بحجج غير مبررة في خضم المعارك كحالات غضب أو عناصر غير منضبطة”، سأل: “كيف لهم ذلك متى كانت في ظل اتفاق وبرعاية وحضور روسي مباشر؟“.

 

أضاف: “إنه صراع أولويات بما يحمله من رواسب تاريخية متجذرة في أعماق الزمن ونزاعات جغرافية مستدامة تلاحق الشعوب والافراد، صراع بين ألاولوية المطلقة للانسان وحريته وهويته وحقه في تقرير مصيره وأولوية وحدة الارض أو الإطار الجغرافي تحت ذرائع ومبررات تاريخية أو قومية أو وطنية وعبر استخدام العنف والهمجية والدموية“.

 

عطاالله

ورأى عطاالله أن “الأرمن شعب لا يرحمه التاريخ ولا يمهله، ولو مساحة لالتقاط أنفاسه”، عارضا “تجربته مع القضية الأرمنية”، وقال: “كان لي شرف الذهاب الى كاراباخ في عامي 1992 و1993 لتغطية الأحداث، فصحيح أن ما جرى في أرتساخ جريمة تتحمل مسؤوليتها أذربيجان وراعيتها تركيا وحليفتها إسرائيل، وصحيح أن ثمة مؤامرة جرت، لكن يجب ألا نسقط من اعتبارنا مسؤولية الأرمن المقيمين في الوطن الأم عما جرى، والدياسبورا الأرمنية التي تحمل هم القضية الأرمنية عن فشل هذه التجربة التي امتدت على مدى ثلاثين عاما“.

 

واعتبر أن “القضية هي قضية شعب مشرقي ومسيحي، رغم أن البعض ينكر هذه الوقائع”، لافتا إلى أن “أرمينيا فشلت في الحفاظ على كاراباخ، في ظل عوامل الانهيار الموجودة والفاضحة. كما فشلت مع كاراباخ في بناء الريف وبناء مجتمع حرب، تحضيرا للاخطار المحتملة، علما أن الأذربيجانيين كانوا يستعدون للحرب، وهم لم يخفوا نيتهم في استعادة ما خسروه“.

 

داكيسيان

وعرض مدير مركز دراسات الشتات الأرمني في جامعة هايكازيان الدكتور المحاضر انترانيك داكيسيان “حالات مشابهة في العالم في ما يتعلق بحق الشعوب في تقرير المصير“.

 

وتوقف عند “التجارب في كوسوفو، البوسنة والهرسك، شمال قبرص، ابخازي، كرواتيا، اوسيتيا الجنوبية، سلوفينيا وكتالونيا“.

 

وأكد أن “مقومات قيام جمهورية أرتساخ متوافرة، رغم كل ما جرى، والأمل موجود، إلا أن المطلوب وضع استراتيجية والعمل مع المجتمع الدولي والمنظمات الأممية على تعزيز هذه المقومات“.

 

أنانيان

من جهته، قدم انانيان عرضا مفصلا عبر “سكايب” عن “الانتهاكات القائمة خلال الحرب وما بعدها والتي لم توفر لا البشر و لا الحجر“.

 

خير

وتحدث خير فقدم قراءة على “ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان، لما شهدته أرتساخ”، وقال: “إن كلامنا هو عن القانون الدولي الذي هو أحدث قانون في سلسلة القوانين التي عرفتها البشرية. والقانون الأعرق الأقدم هو القانون المدني الذي ينظم علاقة أفراد المجتمع مع بعضه البعض، يتبعه رأسا قانون الجزاء وهو يحاسب على مخالفة القانون المدني“.

 

وأشار الى أن “عمر القانون الدولي أقل من 300 سنة ويختلف عن القوانين الأخرى بكونه غير ملزم”، عارضا ل”المحطات التي سلكها هذا القانون”، متوقفا عند “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفل اليوم تحديدا بمرور 72 سنة على الموافقة عليه، وأهم ما فيه أنه لا يتناول حقوق المحارب أو الحرب، بل حقوق الإنسان في الأحوال العادية عبر الأزمنة والأمكنة وأهم مواده الثلاثين ما ورد فيه لناحية الإعتراف بالحقوق المتساوية الثابتة لجميع أعضاء الأسرة البشرية، والذي هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم“.

 

واعتبر أن “الدولة لا تعطي الحقوق لأنها موجودة أصلا، بل تعترف بها وبالكرامة، إذ أنها لا تتبدل بتبدل مستويات الإنسان بين غني أو فقير أو كبير أو صغير”، وقال: “إن الدولة تعترف بالكرامة التي هي أصيلة، فبما أننا موجودون، فإن كرامتنا موجودة وتعترف بها الدولة“.

 

ولفت الى أن “الجمعية العمومية في الأمم المتحدة أقرت إتفاقية عن الإبادة الجماعية، قبل يوم من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أي في 9 كانون الأول 1948″، مستغربا “عدم وجود تعميم كاف لها”، وقال: “إن الاتفاقية دولية ملزمة، وليست رأيا شخصيا، وتنص على أن الإبادات غير مسموحة في أوقات الحرب أو السلام“.

 

وشدد خير على “أهمية استعمال هذا السلاح الملزم الذي يبني جسورا بيننا وبين أولياء الأمر، من الديبلوماسيين وغيرهم، وضرورة مطالبتهم بتطبيق هذه الاتفاقية الدولية التي وافقت حكوماتهم عليها”، معتبرا أن “ذلك لا ينفي ضرورة العودة الى إتفاقية دولية تساعدنا كثيرا كأقليات مضطهدة عبر هذه المنطقة للخروج من هذه المحنة المأسوية والمصيرية”، وقال: “إن لم نقم بأعمال حاسمة وبسرعة خلال جيل وربما جيلين، لن تبقى في هذه المنطقة أقليات“.

 

بابايان

وفي الختام، عرض بابايان عبر “سكايب” “الوضع الحالي في كاراباخ إنسانيا وسياسيا والمساعي التي تبذل من أجل عودة المهجرين وإعادة اعمار ما تبقى من أرتساخ“.


You May Also Like

More From Author