رأى أن مستقبل السينما يقوم على “تكامل الشاشات”
عرقتنجي: تجربة “نتفليكس”
ضخّت حياةً جديدةً في أفلامي
رأى المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي أن تجربة توفير أفلامه السينمائية على منصة الفيديو بحسب الطلب “نتفليكس”، “ضخّت حياة جديدة” في أعماله، ونقلتها إلى الحيّز العالمي، مشيراً إلى أن التفاعل الكبير لمشاهدين من جنسيات مختلفة ومن لبنانيي الانتشار معها أبرزَ كونها تعالج مسائل “تنطبق على قضايا الإنسان كل زمان ومكان”، على الرغم من أنها تنطلق من الواقع اللبناني.
وكانت “نتفليكس” أعلنت في تشرين الأول/أكتوبر الفائت أنها أطلقت مجموعة أفلام تحت عنوان “صنع في لبنان”. ومن بين الأفلام الـ19 المختارة في هذه المجموعة اربعة لعرقتنجي، ومثلها للمخرج الراحل مارون بغدادي، في حين اكتفت بإدراج فيلم أو اثنين لكلّ من المخرجين الآخرين.
وتشمل المجموعة الأفلام الروائية لعرقتنجي وهي “بوسطة” و“تحت القصف” و“ميراث” و”اسمعي”.
وقال عرقتنجي: “كل أفلامي السينمائية موجودة ضمن هذه المجموعة، وهي أفلام متنوعة المواضيع، ولكلّ منها لغته السينمائية المختلفة وأسلوبه الإخراجي الخاص”.
وأقرّ عرقتنجي بأنه، قبل تجربة توفير أفلامه على “نتفليكس”، لم يكن يؤمن بأن هذا النوع من المنصات مناسب لعرض أعمال الفن السابع.
وشرح في هذا الصدد: “أنا من عشاق الشاشة الكبيرة، لأنها تجعل الفيلم يسيطر على المشاهد الذي لا يملك القدرة، كما في منصات الفيديو بحسب الطلب، على التحكم به بواسطة جهاز التحكم”. ولاحظ أن “صالة السينما تولّد، سواء من خلال الصورة أو الصوت، انفعالا عاطفيا وأحاسيس لدى المشاهد”.
وأكّد عرقتنجي أن منصّات الفيديو بحسب الطلب “قد لا توفّر كل هذه الجوانب التي تصنع فرادة السينما وهويتها، لكنّها تضفي على الأفلام أبعاداً جديدة وجوانب أخرى “، وهو ما ثبت له من خلال تجربة “نتفليكس”.
وقال إن الأفلام تكتسب من خلال هذه المنصة “بعدأً عالمياً” لا مثيل له. وأضاف “لقد لمست ذلك من خلال الرسائل التي أتلقاها من خلال حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي، من مختلف الدول والجنسيات، من أشخاص شاهدوا أفلامي عبر نتفليكس في دول لم تعرض فيها سابقاً”، إذ أن عرض هذه الأفلام خارج لبنان اقتصر في الماضي على الولايات المتحدة وفرنسا. وتابع قائلاً: “هذا عنصر جديد بالنسبة لي، فقد تيقنت من أني تمكنت من أن أجعل مواضيع أفلامي تمسّ الإنسان ومشاعره وقضاياه في كل زمان ومكان”.
ورأى أن وجود أعماله على المنصّة “مكّن لبنانيي الانتشار حيثما وجدوا من أن يشاهدوها، أكثر من مرة لو أرادوا، وهو ما لم يكن متاحأً لهم سابقاً”. وأضاف: “كان المطبخ اللبناني ربما الوسيلة الوحيدة لكي يبقى اللبنانيون الذين يعيشون في دول الانتشار على صلة بالثقافة اللبنانية، أما اليوم فأصبحت أفلامي وسواها من الأعمال السينمائية اللبنانية عنصراً جديداً يبقيهم مرتبطين بثقافة بلدهم الأم”.
وروى أن كثراً من الذين تواصلوا معه وكتبوا له تعليقات ورسائل، أكدوا له أن أفلامه، ومنها مثلاً “ميراث”، حرّكت فيهم الرغبة في زيارة لبنان، واصطحاب أولادهم إليه، في حين رأى آخرون أن أفلامه الأخرى، ومنها “بوسطة” و”تحت القصف”، “لا تزال مواضيعها مطروحة وقائمة وتنطبق على الحاضر”.
وختم: “بهذا المعنى، أعادت نتفليكس ضخ حياة جديدة لأفلامي، وهذا يشجعني على أن أستمر رغم صعوبة مزاولة العمل السينمائي في ظل الظروف الراهنة، وأعتقد أن عنوان المستقبل هو التكامل بين الشاشات، والتوفيق بين تجربتي مشاهدة الأفلام في السينما وعلى التلفزيون أيضاً”