. بعد مرور أربعة أشهر من تفجير مرفأ بيروت، لا يزال العديد من السكان بعيدين عن منازلهم ويعيشون في مساكن مؤقتة وملاجئ مشتركة أو في منازل أصدقائهم وعائلاتهم والبعض الآخر لا يزالون في منازلهم المتضررة – رغم تعرّض بعضها لخطر الانهيار، خشية فقدانهم حقهم بالعودة. استجابة لهذه الحاجة، وتماشيًا مع الاستجابة الإنسانية الأوسع نطاقًا وأولويات قطاع السكن والمأوى، أعلن برنامج موئل الأمم المتحدة (UN-Habitat) في مؤتمر صحافي عن توفير مساعدات نقدية مخصصة لإيواء 800 أسرة، يستفيد منها 4000 شخص، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وذلك من خلال تمويل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة (UNCERF) وبالتعاون مع الجمعية البولندية للمساعدات الدولية (PCPM).
وحول الموضوع، قال محافظ بيروت القاضي مروان عبود: “منذ انطلاقة المشروع كان همنا الأساسي توفير المال للناس المحتاجين والا يكون هناك هدر للمقدرات التي منحتها الجهات الدولية، وعقدنا عدة اجتماعات مع موئل الأمم المتحدة لوضع آلية دقيقة لإجراء الإحصاء والتثبت من المتضررين ووصول المساعدات إليهم، ونحن نسعى لأن يحصل جميع الناس على حقوقهم للعيش في كرامة في الفترة المقبلة.”
يُشار إلى ان إجراء الإصلاحات الهيكلية مكلف، مما يجعل من الصعب على الأسر الضعيفة تغطية هذه التكلفة. ويتم إختيار الأسر المستحقة للمساعدات للنقدية بناءً لمعايير اجتماعية واقتصادية، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً بما فيها الأسر التي تعيلها النساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. من خلال تغطية نفقات الإيجار، ستكون العائلات قادرة على تحمل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستمرة والصدمات في لبنان بشكل أفضل من خلال الاطمئنان إلى أن لديها مكانًا آمنًا للإقامة في العام الجديد.
بدورها، قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية الدكتورة نجاة رشدي: “يواصل برنامج موئل الأمم المتحدة، في إطار استجابة المجتمع الإنساني والإنمائي الأوسع، الدعوة بقوة إلى أهمية استمرار الدعم لاستجابة المأوى. ويتجلى ذلك من خلال إطلاق إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار (3RF) والذي يضع المسكن في صلب المراحل القادمة لإعادة بناء بيروت.”
السكن الآمن والملائم هو الحجر الأساس للتعافي وإعادة الإعمار. وتُعتبر المقاربة، التي تعتمد على الناس مع التركيز على مد الجسور بين الاستجابة الإنسانية الفورية وجهود التعافي وإعادة الإعمار على المدى المتوسط، أساسية. ولفت الممثل الإقليمي للدول العربية في برنامج موئل الأمم المتحدة الدكتور عرفان علي إلى انه “يجب أن يظل السكن اللائق محوريًا خلال الاستجابة الحالية والتعافي الأوسع لبيروت في أعقاب الانفجار. يُعد الوصول إلى منزل آمن، أمرًا ضروريًا خلال الأزمة، لأنه يوفر للعائلات إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية والمزيد
من الخدمات التي تشكل مساعدة إنسانية أكبر. فمن دون منزل، تصبح عملية إعادة التأهيل أكثر صعوبة بالنسبة للمعنيين لتلبية احتياجات جميع المتضررين من الكارثة بشكل صحيح.”
من جهتها، قالت مديرة برنامج موئل الأمم المتحدة في لبنان تاينا كريستيانسن: “اليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على انفجار بيروت، لا تزال آلاف المنازل قيد الإصلاح. سيتيح مشروع النقد مقابل الإيجار المموّل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ إلى مضاعفة العدد الحالي وأكثر للعائلات التي تلقت مساعدة نقدية مقابل الإيجار ما سيمنحها منزلًا آمنًا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.”
بالإضافة إلى تغطية الإيجار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، سيحصل المستفيدون على معلومات ويشاركون في جلسات توعية، تتمحور حول التدابير الوقائية لجائحة فيروس كورونا، فضلاً عن المعلومات الهامة المتعلقة بالحماية، وتعزيز معرفة الأفراد وقدرتهم على حماية أنفسهم من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
يُذكر ان المؤتمر الصحافي عُقد في مرآب مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك في مار مخايل، بيروت، بحضور سفير جمهورية بولندا في لبنان برزيميسلاف نيسيووفسكي وأعضاء من المجلس البلدي في بيروت وممثلي وكالات الأمم المتحدة وبرنامج موئل الأمم المتحدة والجمعية البولندية للمساعدات الدولية وأهل الصحافة.