طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. احمد أبو هولي الدول المانحة للاستجابة لمتطلبات استراتيجية الاونروا للأعوام 2023 – 2028، وتأمين التمويل الكافي والمستدام لميزانيتها بما في ذلك مراعاة الزيادة التراكمية على مدار السنوات الستة القادمة.
وأكد د. أبو هولي خلال كلمته امام أعضاء اللجنة الاستشارية صباح اليوم (الاثنين) على ضرورة اعداد موازنات الوكالة على أساس متطلبات البرامج الأساسية واحتياجات اللاجئين المتزايدة وبطريقة اكثر استدامة دون ان تتحمل الدول المضيفة أعباء جديدة.
وانطلقت، اجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا برئاسة لبنان ومشاركة 29 دولة مانحة و4 مراقبين هم: الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الاسلامي ودولة فلسطين، في قاعة مؤتمرات فندق لاند- مارك في العاصمة الأردنية، عمان، وتستمر ليومين، لمناقشة جدول أعمال يتضمن قضايا متعددة ذات صلة بأنشطة عمل الوكالة وبرامجها واستراتيجياتها والخدمات التي تقدمها للاجئين والتحديات التي تواجهها والأزمة المالية.
واعتبر د. أبو هولي ان ما تضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة للعام 2017 يشكل خارطة طريق نحو تأمين تمويل دائم ومستدام من خلال زيادة تبرعات الدول المانحة وتوسيع قاعدة المانحين، والاتجاه إلى القطاع الخاص.
وطالب بتأمين الأموال اللازمة لصرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة في حرب عام 2014 والتي تقدر قيمتها بـ 80 مليون دولار لإنهاء مأساتهم منذ ثمانية أعوام بالإضافة الى استكمال عملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد وانهاء مأساة 910 أسرة نازحة من المخيم تنتظر العودة الى بيوتها، وسرعة العمل على اعادة اعمار مخيم اليرموك المدمر.
وحذر من مخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف مركز تدريب قلنديا المقام منذ عام 1952، ومصادرة ارضيه تحت ادعاءات ملكيتها للأرض والذي يأتي في إطار المخطط الاشمل للاحتلال الإسرائيلي لإنهاء وجود الاونروا في مدينة القدس داعياً الاونروا الى التحرك العاجل على المستوي السياسي لمنع تمرير المخطط.
واوضح د. أبو هولي بان الاونروا واللاجئون الفلسطينيون يواجهان مجموعة من التحديات، التي تتطلب تدخلاً وحلولاً، في المدى القصير، ولا سيما أن بعضها ملح ولا يحتمل التأجيل، مع تغوّل الفقر المدقع في المخيمات وارتفاع معدلاته في أوساط اللاجئين الى 93%، وانعدام الأمن الغذائي، وفقدان العمل، واستمرار العجز المالي في ميزانية الاونروا الذي أثر على خدمات الاستشفاء، والتعليم.
وأشار الى ان التحدي الأكبر الذي بات يهدد المخيمات في لبنان وسوريا، ظهور وباء الكوليرا، الذي بات شبحاً يهدد المخيمات، وتخوفات من انتشاره في ظل ما تعانيه المخيمات من نقص في المياه وتلوثها، مع غياب خطط المواجهة والوقاية وقلة إمكانيات الأونروا وما تعانيه عياداتها من نقص في المعدات الطبية واللقاحات، مطالباً الاونروا التنسيق بشكل عاجل مع منظمة الصحة العالمية والبلد المضيف والمانحين لمواجهة هذا الوباء.
وطالب د. أبو هولي الدول المانحة الاستجابة العاجلة لنداءات الاونروا الطارئة في لبنان وسوريا وغزة، التي تواجه عجزا يقدر بـ 58 % من اجمالي موازناتها، لإنقاذ 1.9 مليون لاجئ فلسطيني يتهددهم خطر الجوع والفقر، مع استمرار انهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار في لبنان وسوريا والحصار في قطاع غزة.
وحذر بان النتائج ستكون كارثية على المستوى المعيشي والخدماتي اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه دون ان يكون هناك استجابة عاجلة من الدول المانحة لتقديم الأموال اللازمة للأونروا، لافتاً الى ان سياسة الانتظار، يعني القتل البطيء للاجئين الفلسطينيين الذين بات اليأس يسيطر عليهم، ويدفع بهم الى ركوب قوارب الموت للبحث عن حياة كريمة في مغامرة نهايتها الحتمية الموت في أعماق البحار .
وبالتزامن مع انعقاد جلسات اللجنة الاستشارية، اعتصم لاجئون فلسطينيون امام مقر وكالة الغوث الدولية “اونروا” ،بدعوة من دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية ولجانها الشعبية في مخيمات قطاع غزة ، رفع المشاركون خلال الاعتصام الأعلام الفلسطينية واللافتات المطالبة باستمرار دور وكالة “الأونروا” وعدم تقليص خدماتها ومساعداتها للاجئين.