أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة سياسات بعنوان: “فرص “إعلان الجزائر” في إنجاز المصالحة الفلسطينية”، وبحثت الورقة في فرص الاتفاق الجديد الذي وقَّعت عليه الفصائل الفلسطينية بتاريخ 2022/10/13 لإنجاز مصالحة فلسطينية جديّة تفتح المجال أمام تحقيق التوافق الوطني، وإعادة بناء مؤسسات القرار على أسس ديموقراطية، وإجراء الانتخابات التي تمّ تأجيلها قبل عامين إلى أجل غير محدد.
وناقشت الورقة السيناريوهات المحتملة لمستقبل المصالحة الفلسطينية، وخلصت إلى ضعف فرص إنجاز المصالحة وفق السقوف الزمنية التي حددها “إعلان الجزائر” ضمن المعطيات الراهنة وفي ظلّ المعوقات الكثيرة التي تواجهها، مع عدم التقليل من أهمية وتأثير الدور الجزائري في حال توفّرت الجديّة والرغبة القوية بمتابعة الجهود لتنفيذ “إعلان الجزائر”. كما أشارت إلى أن أجواء المصالحات العربية والإقليمية يمكن أن تساعد في تذليل بعض العقبات.
ورجحت الورقة أن يتم الدخول في مسار طويل غير منتِج من جولات الحوار، حيث أن المعوقات التي تعترض طريق نجاح المصالحة ما تزال قوية ويصعب تذليلها في المدى المنظور، وفي الوقت ذاته فإن قلق السلطة وتخوفاتها من تداعيات فوز اليمين المتطرّف بالانتخابات الإسرائيلية، قد يدفعها خلال الفترة القادمة لإعادة النظر في إدارة موقفها من جهود المصالحة. إلا أن الورقة لم تستبعد أن تسعى الجزائر، لاستثمار مشاعر القلق لدى السلطة والعديد من الأطراف العربية من نتائج الانتخابات الإسرائيلية، من أجل توفير مزيد من الزخم للجهود الجزائرية.
وعلى الرغم من تضاؤل فرص نجاح المصالحة، وصعوبة الرهان على إنجاز تقدّم مهم خلال الفترة القادمة، أوصت الورقة بمواصلة العمل فلسطينياً لتذليل العقبات الذاتية التي تعترض طريق تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. وفي حال لم تتوفّر القناعة بإمكانية إنجاز ذلك ضمن الظروف والمعطيات الراهنة، فلا ينبغي التقليل من أهمية تنسيق الجهود فلسطينياً خلال المرحلة القادمة لمواجهة التداعيات المتوقّعة لهيمنة اليمين المتطرف على المشهد السياسي في الكيان الصهيوني.
كما أكدت الورقة على أهمية مواصلة الجزائر لدورها وجهودها خلال الفترة القادمة للعمل على تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في “إعلان الجزائر” على الرغم من الصعوبات والتحديات. ودعت إلى مواصلة الجهود لتشكيل الجبهة الفلسطينية الموحدة خلال الفترة القادمة التي تضغط باتجاه إصلاح البيت الفلسطيني، وإيجاد البيئة المناسبة لذلك. فليس ثمة تعارض بين التجاوب مع أي جهود عربية أو إقليمية أو دولية لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية، وبين بناء اصطفاف وطني يدعم المقاومة ويتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية.