اكد الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان ان تضحيات الشهداء لم تذهب سدى لان ما زال هناك من يؤمن بها، مضيفاً: “نحن كـقوات لبنانية وكمجتمع وكلبنانيين على الوعد باقون ومستمرون في مسيرتهم وعلى خطاهم من اجل لبنان السيد والحر والمستقل، لبنان الدولة القوية والمزدهرة والعصرية”.
وشدد في مقابلة عبر “لبنان الحر” على ان دماء شهداء المقاومة اللبنانية انمزجت بدماء ضحايا كارثة انفجار بيروت في 4 آب، واردف: “التضحيات التي قدمت اليوم او سابقاً تشكل حافزاً لنا للتعلق اكثر بـلبنان رغم موجات اليأس التي تضرب الشعب ورغم الواقع المتأزم الذي نمر به مالياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى نفسياً. باقون في ارضنا لأن لدينا رسالة ودوراً نلعبهما في هذه البقعة من العالم”.
الاهمال جريمة
اعتبر قيومجيان ان الاهمال جريمة ومن يهمل مسؤولياته يدان وان انفجار بيروت في 4 آب 2020 جريمة موصوفة، مضيفاً: “لست بوارد ادانة احد ولكن كل الذين تلكؤوا من مسؤولين مباشرين الى وزراء وصولا الى رئيسي الحكومة والجمهورية جميعهم مسؤولون. كل من علم بوجود نيترات الامونيوم على المرفأ ولم يتصرف هو مشارك بالجريمة ولو بشكل غير مباشر”.
أسف قيومجيان لأن المتحكمين بمفاصل السلطة القائمة، خصوصا الثنائي حزب الله و التيار الوطني الحر، الذين كان بيدهم زمام امور حكومة دياب، كان بامكانهم بعيداً عن وطأة تهديد ووعيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتلويح بالعقوبات السير بالاصلاحات لا بل كان بالامكان السير بها منذ سنوات ولكن ما كان قائما هو التسويات والمحاصصة.
الاصلاحات السبيل الوحيد لخلاص لبنان
كما شدد على ان الاصلاحات هي السبيل الوحيد لخلاص لبنان، مضيفاً: “منذ ايار 2018 تاريخ انعقاد مؤتمر سيدر والفرنسيون يكررون دعوة البنانيين: “ساعدوا انفسكم كي نساعدكم. انطلقوا بالاصلاحات واوقفوا المحاصصة والتهريب واضبطوا الجمارك وعالجوا ملف الكهرباء وواقع القطاع العام”.
كذلك، ذكّر انه حين كانوا كـقوات لبنانية مشاركين في الحكومة قدموا اوراقا اصلاحية لقطاعات عدة وكانوا كصوت صارخ في البرية.
تابع: “اليوم بعد انهيار البلاد، يبدو انهم مجبرون على السير بهذه الاصلاحات. آمل ان يشكل الرئيس مصطفى اديب حكومة اختصاصيين مستقلين كما طالبنا عبر الدكتور سمير جعجع منذ 2 ايلول 2019 في لقاء بعبدا”.
ضد اي تفاهم يمس بسيادة لبنان
رأى قيومجيان اننا امام الفرصة الاخيرة وان استمروا بالمحاصصة والتسويات السابقة فلبنان الى زوال، مضيفاً: “مجيء الرئيس ماكرون له دلالات عملية هذه المرة وليس فقط عاطفية وهو وضع خارطة طريق تنطلق اول ثلاثة اشهر بالاصلاحات وبعدها يمكن التطرق الى الموضوع السياسي وواقع النظام ومسألة السلاح غير الشرعي”.
عن تحجج بعضهم كيف ستشكل حكومة اخصائيين مستقلين عن السياسيين وهي بحاجة لثقة مجلس النواب، قال: “بالامكان تخطي ذلك ان اصغوا لصوت الناس التي تتظاهر في الشارع منذ 17 تشرين واذا ادركوا المخاطر التي انتجتها سياستهم لذا يجب ان ينكفؤوا. يجب ان يتنازلوا ويطلبوا من نوابهم منح الثقة لهكذا حكومة”.
رداً على سؤال، اجاب: “لست مع نظرية المؤامرات ولا علم لي باتفاقات اقليمية متعلقة بلبنان. نحن ضد اي تفاهم يمس بسيادة لبنان او يعيق عملية الانقاذ وبناء الدولة”.
لا بناء دولة وتطوير النظام دون معالجة السلاح
عن الكتاب الذي قدمته القوات اللبنانية لماكرون، قال: “طرحنا لسبيل الخلاص من الازمة الحالية عبر حكومة اختصاصيين مستقلين واكفاء، برنامج عمل واضح وبدعم من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، خطوات اصلاحيات مطلوبة لاستعادة الثقة محليا ودوليا. صحيح الاولوية الانية للازمة الاقتصادية والمالية ولكن لا يمكن بناء دولة وتطوير النظام دون معالجة السلاح غير الشرعي في القريب العاجل”.
تابع: “كنا تأملنا ان يسترد لبنان سيادته وقراره الحر مع هذا العهد، ولكن للاسف اوصلونا الى وضع نبدو فيه كقاصرين ويأتي الرئيس الفرنسي ليضع لنا خطة انقاذ”.
رداً على سؤال، أجاب: “انا أؤمن ان العالم لم يخلو بعد من القيم وان فرنسا صديقة لبنان وان الرئيس ماكرون ليس بغازي كنعان ولا وصاية فرنسية او انتداب جديد. فلنشكر فرنسا لان هناك دولة اوروبية مهتمة بلبنان والا لكنا واصلنا الانهيار. فرنسا والمجتمع الدولي يطلبون منا الاصلاح وقيام ادارة رشيدة ومحاربة الفساد وللاسف هذه امور بديهية”.
ختم قيومجيان بالرد على من يحاولون ربط مواقف القوات بتبعية لمحاور محددة، بالقول: “القوات اللبنانية هي الصوت اللبناني السيادي الحر وسيبقى كذلك، لسيت صوت اميركا ولا السعودية. نحن لدينا صداقات دولية نفتخر بها وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة السعودية و فرنسا ودول الخليج. “القوات” تقول لا متى يجب عملاً بالكتاب المقدس “لا لا ونعم نعم”. وهي تضع في ممارساتها مصلحة لبنان اولاً “.