استضاف النائب إيهاب مطر سفير أستراليا في لبنان أندرو بارنز في جولة متعددة المحطات في إطار “اليوم الطرابلسي” الذي أراده النائب مطر تعريفا بما تمتلكه هذه المدينة من جماليات تاريخية وثقافية، وبما لحقها من غبن.
البداية في مكتب النائب مطر في البحصاص، ثم الانطلاق مع السفير في محطات رئيسية في المدينة.
وكانت زيارة مؤسسة عبد الرحمن الحلاب للحلويات العربية والأجنبية المحطة الأولى لكلّ منهما، حيث تناولا الإفطار بعد تقديم كلّ من أمنية مصّول وإيمان عمّار هذه المؤسسة تاريخيًا بصفتهنّ مرشدتين سياحيتين لهذه الجولة.
المحطة الثانية كانت في معرض رشيد كرامي الدّولي، حيث عرّف مطر السفير على بعض أجزاء المعرض، وزارا كلّ من الجناح اللبناني، المسرح التجريبي ثمّ المهبط وتمّ التحدّث عن وضع هذه التصميمات الهندسية التي أبدى السفير إعجابه الشديد بها، كما قال مطر: مميّز جدًا هذا الصرح بكلّ تأكيد”.
وانتقل الطرفان إلى قلعة طرابلس، حيث أكّد مطر أنّه من خلال ما يُمكننا رؤيته في هذا المعلم التراثي الرائع، يُمكننا التعرّف على أبرز الحقوب التاريخية المختلفة التي مرّت على مدينتنا”.
وفي القلعة وبعد الانتقال بين معلم وآخر فيها، تحدّث السفير عن الأسواق الطرابلسية القديمة وتطرّق الحديث إلى جبل النفايات الذي يبدو واضحًا من النقطة الأعلى في القلعة، كما تحدّثت مواطنات مع النائب مطر والسفير، حيث توجهت إحداهنّ للنائب بالقول: نعوّل على شخص مثلك في هذه البلاد، ونحن نستحقّ سلطة أفضل من الحالية بكثير”، فردّ مطر: “نحن موجودون حاليًا وإن شاء الله سنصل إلى التغيير وهو لا يحدث إلّا من خلال تصويتكم له وأنا متفاؤل جدًا”.
المحطة التالية كانت في برج السباع في زيارة تحدّثا فيها عن أهمّية هذا المعلم تاريخيًا، والتقطت صورًا تذكارية في هذه المناسبة.
وعلى شرف السفير، أقيمت مأدبة غداء حضرها كلّ من: النواب أشرف ريفي، طه ناجي، رامي فنج، فراس سلوم، جميل عبود، الياس خوري، كريم كبارة، سامي فتفت، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس بلدية طرابلس المنتخب أحمد قمر الدين، بعض أعضاء البلدية أبرزهم: خالد تدمري، نور الدّين الأيوبي، ومحمّد تامر، إضافة إلى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان اللواء محمّد خير ومجموعة من الوجوه السياسية، الإدارية، الاجتماعية، الثقافية، النقابية والإعلامية في طرابلس والشمال.
وبعد النشيدين اللبناني والاسترالي، ألقى المدير العام لمجموعة إيهاب مطر للتنمية IMD GROUP الدكتور موسى العش كلمة قال فيها: يواجه عالمنا العديد من التحديات والأزمات وعوامل الانقسام، مثل الفقر والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعمل على تقويض السلام والأمن والتنمية والوئام الاجتماعي ولمواجهة تلك الأزمات والتحديات، لا بد من معالجة أسبابها من خلال تعزيز روح التضامن الإنساني، وتتخذ هذه الروح صورا عدة، أبسطها: الصداقة”.
بدوره، وبعد ترحيبه بالسفير والحضور، ألقى مطر كلمته باللغتين العربية والإنكليزية، حيث قال: “لا شكّ أنّ المسافة شاسعة بين استراليا ولبنان، لكن المسافة صغيرة حين تكون الهوية والجنسية في مسار واحد، وفي طرابلس والكثير من الأماكن من الشمال بل وبكلّ لبنان، هناك بيوت وعائلات لديها أناس وأهل في أستراليا، فهذا البلد -القارة تُعدّ سمعتها السياسية والدبلوماسية بيضاء نظرًا لقيام تاريخها على المبادئ والأخلاق، كما مجتمعها معروف بالتقبل والتسامح والمساواة على الرّغم من التعددية العرقية والثقافية مثلنا”.
وأضاف: “في سيدني أتحدث باستمرار عن فضل طرابلس عليّ بالتنشئة، الأخلاق والتقوى، وهنا في طرابلس أتكلّم دائمًا عن فضل أستراليا عليّ في تعليمي وتربيتي الاجتماعية، فقد تعلّمت في سيدني ومن الشعب الأسترالي الالتزام والشفافية والصدق في التعامل والأهم الانضباط بما ينفع المصلحة العامة بميزان دقيق لحقوق المواطن وواجباته”.
وأوضح مطر أنّ هذه الصفات هي الثروة الحقيقية التي جمعها في أستراليا، “وهي المقياس لتعاملي مع أهلي في طرابلس الطيبين والصادقين، الذين غدرتهم الظروف وحكومات سابقة وظلمهم سياسيي المدينة الذين راكموا ثروات بينما الطرابلسيين راكموا الفقر”، معتبرًا أنّ الفارق أنّ السياسيين في أستراليا هدفهم خدمة بلدهم وكسب رضى الشعب من دون مصلحة وفساد، “وهذا ما سأفعله في بلدي ومدينتي تحديدًا”.
وختم قائلًا: “نحن اليوم، بحضور سعادة السفير، نمثل الوجه الأحلى للعلاقات الأسترالية اللبنانية… والتي أتمنى تحويلها إلى توأمة حقيقية، تفتح أبوابًا لجذب الاستثمارات إلى لبنان، لأنّ بيئتنا خصبة ومتعطشة لأيّ مشروع ينتشل المدينة من الحرمان”.
السفير الاسترالي ألقى كلمة شكر فيها الحاضرين على اللقاء الذي وصفه بـ “الحارّ” جدًا، وقال: “أنا سعيد جدًا لوجودي معكم، فأنتم مجموعة أصدقاء لكنّني أشكر كثيرًا أيضًا صديقي إيهاب مطر على حسن الضيافة في طرابلس، فقد زرته 4 أو 5 مرات سابقًا لكنّها الزيارة الرسمية الأولى من نوعها وكانت مميّزة للغاية وفخور جدًا أنّني سفير استراليا في لبنان”.
وتحدّث عن الجاليات اللبنانية في أستراليا وأبدى حجم تقدير بلاده لها، وقال: “نجد جاليات عدّة في بلادنا، لكن الجالية اللبنانية لديها حضور كبير وهذا ما نشعر به بوضوح، فهناك أستراليون من أصل لبنانيّ حقّقوا نجاحات عدّة في مجالات سياسية، اجتماعية، رياضية، وأدبية”، مشيرًا إلى بعض الأسماء اللامعة في أستراليا، أبرزها المحافظة ماري بشير “التي عملت بشكلٍ لافت في نيو ساوث ويلز الأسترالية، فهي كانت طبيبة نفسية وحققت نجاحات لافتة في أوائل الـ 2000″، كما ذكر مايكل شيكا “وهو لاعب لبناني ومن أفضل اللاعبين في التاريخ وهو يُدرّب الفريق الأسترالي ليُشارك ببطولة العالم بالرغبي، مع العلم أنّ هذا الفريق مؤلّف بمعظمه من لاعبين لبنانيين من سيدني”.
وإذْ شكر الجميع على حضورهم، شدّد السفير الاسترالي على كلام النائب مطر، لافتًا إلى أنّ ما قاله كان محقًا، “فكما توجد أمور إيجابية في أستراليا توجد أيضًا في لبنان، لكن يُمكن للدولتين التعلم من بعضهما البعض، وهنا أشير إلى أنّ مطر وجد في المكان المناسب ويستفيد من الدولتين، فهو يُحاول كما قال نقل تجربته إلى لبنان للاستفادة منها في حياته السياسية في لبنان الذي يحتاج إلى قياديين سياسيين ممتازين وأنا متأكّد أنّ مطر بسب بعمله الدؤوب سيتمكّن من جذب الكثير من التفاصيل الجيّدة لاستنهاض البلاد من الأزمة الاقتصادية ليتمكّن من المساعدة في النهوض ببلاده”.
كما تمّت زيارة مقهى فهيم في ساحة التلّ، حيث كان في استقبال السفير أعضاء مؤسسة إيهاب مطر للتنمية، وبعد التعرّف عليهم جميعًا، أكّدوا له أنّهم يسعون في عملهم ” إلى إحياء روح التنمية والإنماء في طرابلس”.
واختتم السفير جولته بعودته إلى مكتب النائب مطر، حيث قدّم له درعًا تقديريًا وهو عبارة عن سفينة ضخمة وصفها مطر له، وقال: “نتمنّى أن تنال إعجابك، فهي من وحي الميناء في مدينتنا”، كما قدّم له كتابًا آخر وهو دليل خاصّ بطرابلس.
أمّا السفير فشكر جميع فريق العمل، وختم زيارته قائلًا: “لقد عشت أجمل يوم معكم”.