أشارت المرشحة لرئاسة الجمهورية مي الريحاني إلى أنها ترترعت بين منطقتي راس بيروت في الحمرا، والفريكة، ودخلت الجو السياسي مع دخولها الجامعة الأميركية في بيروت، قائلةً: “بدأت عملي في لبنان ووظيفتي الأولى كانت في معهد الدراسات النسائية العربية في جامعة BUC آنذاك وانتقلت الى باريس ومن ثم الى الولايات المتحدة، ومجال عملي يكمن في الإنماء العالمي والتركيز على تعليم المرأة وتمكينها وربط التعليم بسوق العمل”.
وتابعت الريحاني، “تركّز عملي على تقليص الثغرة بين تعليم الشاب والفتاة، ففي مالي – أفريقيا تبلغ نسبة تعليم الفتيات 16% أما الشبان فتفوق 35%، وأيضاً في اليمن لاحظت التفاوت بين الجنسين وقال لي أحد الوزراء ألا تفرقة بين الشبان والفتيات، وبعد زيارتي للأرياف كانت المفاجأة أن الأهالي يرفضون تعليم بناتهم على يد مدرّسين رجال، فاقترحت على الوزير مساعدة المعلمات لينخرطن في مدارس الأرياف”.
وحول التحديات التي واجهتها خلال عملها، أوضحت الريحاني، في حديث الى “صوت الشعب” ضمن برنامج “فاصلة منقوطة” مع د. كولشان صغلام، أنها كانت عديدة ولكن تخطيها كان بفهم الآخر من مؤسسات مانحة وأخرى تنفيذية، مشيرةً الى أنه وفي العام 1993، طُلب منها الذهاب الى أفغانستان للتفاهم مع طالبان على إنشاء مؤسسات تربوية للفتيات، ونجحت في إنشائها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي.
وحول دور المرأة، اعتبرت الريحاني أن المرأة اللبنانية ناجحة وتبوأت مناصب عدة في العديد من المجالات، مشيرةً الى أن المرأة تقدم نموذجاً مختلفاً عن الرجل في القيادة وهناك 18 من القادة السياسيين في العالم من النساء، فالاتحاد الأوروبي ترأسه امرأة وفي أفريقيا مرّت 3 رئيسات جمهورية، وسألت: ” لم لا تتولى المرأة في لبنان المنصب الدستوري الأول في السياسة؟”.
وعن رئاسة الجمهورية، لفتت الريحاني الى أن ترشحها أتى من إيمانها بالشعب اللبناني وبحقه بعيش كريم ولكن الوضع السياسي اليوم يحول دول ذلك، مؤكدةً أن المحنة ستنتهي على يد رئيسة شجاعة تتمتع ببعض نظر واستعداد للعمل، قائلةً: “العمل السياسي ينجح بالتنسيق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمجلس النيابي لأنهم يشكلون فريقَ عملٍ مستعدّ للعمل وليس للفراغ والتعطيل، ووضعت برنامج عمل كبير ويمكن العمل على الكثير من الأولويات في خطة العمل، فلبنان يحتاج طريقة عمل جديدة مبينة على مصلحة الشعب اللبناني وليس على مصلحة العائلة والصهر والمصلحة الشخصية والزبائنية السياسية”.
ولفتت الريحاني الى علاقاتها البناءة مع العديد من الدول التي أبرمت معها اتفاقيات كبيرة، ومع المؤسسات المانحة التي موّلت بعدها المشاريع، مؤكدةً العمل على توظيف تلك العلاقات لخدمة لبنان خصوصاً مع البلدان العربية كالسعودية والكويت وقطر والمغرب وتونس.
وأشارت الى ضرورة تغيير المفهوم القائم في الدولة إذا ما وصلت الى سدة الرئاسة، ليصبح الزعيم بخدمة الشعب وليس العكس، معتبرةً ان خدمة الشعب تبدأ بتأمين أولوياته وحاجاته اليومية، الأمر الذي سيطبق عندما تكون طريقة العمل تعاونية بين رئيس الجمهورية ومجلسي الوزراء والنواب.
وأكدت أنه وفي صلب أولوياتها، النظر في ملف التوظيف غير الشرعي في مراكز الدولة والعودة الى توظيف أصحاب خبرة وكفاءة وليس تبعاً للزبائنية السياسية، وإعادة علاقات لبنان مع الدول العربية والغربية، وثقة المغتربين ببلدهم، لافتةً الى ضرورة تطبيق كل بنود الدستور خصوصاً تلك التي لم تطبّق حتى اليوم كالمادة 95 التي تنص على أن لبنان دولة مدنية، وتعديل بعض القوانين التي هي بحاجة الى تعديل.
وختمت الريحاني بأن المرأة أفضل من الرجل إذا تمتعت بالمؤهلات المطلوبة، مشيرةً الى أن لبنان يطالب اليوم برئيسة تتمتع بالخبرة والكفاءة وبعيدة من الفساد.
واللافت أن تصويتاً طرح على وسائل التواصل الإجتماعي خلال الحلقة حول تولّي امرأة سدة الرئاسة، وكانت النتيجة 88% من الشعب اللبناني مع وصولها الى هذا المنصب.