أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقدير موقف استعرض جملة سيناريوهات محتملة قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية القادمة، إذا ما قامت فعلاً بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، تجاه القطاع.
وأشار معد التقدير الدكتور عدنان أبو عامر إلى ظهور جملة قراءات إسرائيلية حول السياسة المثلى تجاه القطاع في ظلّ حالة الاستنزاف القائمة منذ 2008، وأن عدداً من كبار الكتّاب والجنرالات الصهاينة وضعوا سيناريوهات محتملة قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية القادمة.
تركزت أولى السيناريوهات الإسرائيلية في الحسم العسكري الكامل مع القطاع من خلال الاجتياح الشامل له، على الرغم مما فيه من كلفة بشرية وسياسية باهظة، وثانيها خطة سياسية تشمل التوصل إلى تفاهمات مع حماس، المسيطرة على غزة، بالتوصل إلى هدنة طويلة المدى، مع تحسينات اقتصادية ومعيشية، وثالثها الاستمرار في حالة الاستنزاف و”جز العشب” من جولة إلى أخرى، ورابعها الجمع بين السيناريوهين الثاني والثالث.
واستعرض التقدير كلاً من هذه الخيارات، وتطرق إلى فرص ومخاطر نجاح كل واحد منها، وأدوار الأطراف الفاعلة في إنجاح أي منها أو إفشاله. واعتبر التقدير أن هذه الخيارات الأربعة تعد الأهم، إلا أنها ليست الوحيدة المتاحة بين يدي صناع القرار الإسرائيلي تجاه غزة، فقد تكون هناك سيناريوهات واحتمالات أخرى.
وأكّد التقدير إلى أن “إسرائيل” لم تعد صاحبة اليد الطليقة في غزة، فالمقاومة باتت لها يد طولى في تطور الأوضاع فيها، والإسرائيليون يدركون أن أي خيار من الواردة أعلاه سيكون له تأثيراته المباشرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو أمر يأخذونه بعين الاعتبار، بعد أن تحولت هذه الجبهة إلى نقطة ضعف مصيرية في أي استعدادات يتحضر لها جيش الاحتلال لشنّ أي عدوان على غزة.
وخلص التقدير إلى أن قادم الأيام قد لا يحمل في طياته خياراً واحداً مباشراً وفورياً لتطبيقه على غزة، لكن ربما يجمع أو يراوح الاحتلال بين بعض هذه الخيارات، ريثما تتوفر الظروف الميدانية في غزة ولدى الاحتلال للشروع في خيار أساسي محدد، مع أن ما تعيشه دولة الاحتلال من حملة انتخابية حامية الوطيس ربما تنتهي أو لا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، يجعلها تدير الأوضاع في غزة مؤقتاً بصيغة “المياومة” بدلاً من الذهاب إلى خيارات استراتيجية حاسمة.