أقيم بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، حفل منح خلاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الراحل البروفسور باسكال عزام وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، تقديرا لعطاءاته التربوية والعلمية والوطنية، وسلمه الى ارملته السيدة رجينا عزام.
حضر الاحتفال: وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والنائبان نقولا صحناوي وادغار طرابلسي، والوزيران السابقان بيار رفول ومنصور بطيش، ونجل الفقيد الياس باسكال عزام وافراد عائلته، وحشد من الأقارب والأهل والأصدقاء.
في مستهل الاحتفال، القى المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد كلمة شرح فيها اسباب منح الوسام، وقال: “ايها الحضور الكريم، نلتقي اليوم بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتكريم البروفسور الراحل باسكال عزام، هذا الرجل الذي جمع في شخصه صفاتاً كثيرة ميّزته طوال مسيرته التي انتهت في 7 كانون الثاني من العام 2019، بعد 72 سنة من العطاء، طالباً طموحاً، استاذاَ مجلّياً، ومديراً قدوة. عرفته كبرى
جامعاتنا يخرّج طلاباً في العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال، وينشر العديد من الابحاث بمواضيع مختلفة أغنت مكتبات الجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، وجامعة الروح القدس في الكسليك، وجامعة الحكمة، وغيرها من الصروح التربوية اللبنانية التي زرع فيها علمه وثقافته وخبرته منذ ان تخرج من جامعة باريس دوفينDauphine ثم من جامعة القديس يوسف.”
أضاف: “الا ان الوجه الاخر لباسكال عزام هو الوجه الاحب اليه، وهو المناضل الذي آمن بقضية وبقائد، فكان مقاوماً لبنانياً اصيلا ً لم يأبه الاخطار. كرّس حقبة كبيرة من حياته دفاعاً عن سيادة لبنان واستقلاله، مستوحياً تاريخ هذا الوطن الغني بالبطولات، وهو الذي اوصى رفاق دربه بأن الشعوب التي تنسى تاريخها لا مستقبل لها. كان باسكال عزام مؤمناً بالتغيير والاصلاح، تلك المسيرة التي أطلقها الجنرال ميشال عون واستمر بها رئيساً للجمهورية، لان باسكال كان يرى فيها، وعن حق، خلاصاً للبنان وانقاذاً لشعبه، فلم يتردد ولم يتراجع. كان مدرسة لكثيرين ممن يقدّرون عطاءاته ويقتدون بنهجه فيتذكرون دائماً تلك اللحظات الصعبة التي عاشوها معه في بيته، الذي اصبح ملتقى لهم رغم الخطر الذي كان يحيط بلقاءاتهم بعدما ابعد ازلام المحتل قائد المسيرة الى فرنسا. فكانت مجموعات المناضلين من “الحرس القديم” تواصل حمل الشعلة، الى ان عاد القائد من المنفى وكان باسكال من عداد مؤسسي التيار الوطني الحر، فاستمر يعمل بصمت واخلاص ووفاء الى ان غاب على رجاء القيامة.”
زختم بالقول: “ايها الحضور الكريم، تكريما لباسكال عزام، البروفسور والاستاذ الجامعي والمناضل والمقاوم والمحب للبيئة وللانسان، وهو الذي اسس لهذه الغاية جمعية “نادي لبنان الاخضر”، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منح الفقيد بعد الوفاة، وسام الارز الوطني من رتبه كوماندور تقديراً لعطاءاته من اجل وطنه وشعبه. ستبقى ذكرى باسكال عزام حيّة في قلوب من عرفه ومن لم يعرفه، لان من كان مثله يُعرف بأفعاله وبها يُذكر”.
كلمة الياس عزام
بعد ذلك، القى نجل الفقيد الياس باسكال عزام كلمة قال فيها: “إن عائلة المرحوم الدكتور باسكال عزام وأصدقاؤه يشكرون فخامتكم على منحكم إياه وسام الأرز الوطني، تكريما لمسيرته النضالية التي كرّس حياته لأجلها. فهو آمن بفخامتكم، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب سنة 1975، حتى النهاية. وهو كان دائما يصفكم بالمقاوم الأول الذي حمل على اكتافه القضية اللبنانية.”
أضاف: “لقد كان باسكال صلبا يإيمانه وفكره السياسي. وهو كان مربيا جامعيا، وعقلا رؤيويا واستراتيجيا للشباب اللبناني. ويأتي هذا التكريم اليوم لكي يكون قدوة للجيل الجديد في مواجهة صعوبات الحياة وتحدياتها، فيتمثَّل بتعددية المقاومات التي مارسها باسكال والتي كان دائما ينادي بها: من المقاومة بالسلاح، وهو كان مسؤولا عن ثكنة تحرير لبنان، ومن بعدها عضوا في مجلس قيادة التنظيم، الى المقاومة التربوية حيث كان من مؤسسي كلية إدارة الاعمال-الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، الى المقاومة الشعبية من خلال “المكتب المركزي للتنسيق الوطني” حيث كان عضوا مؤسسا فيه، وصولا الى المقاومة التثقيفية والبيئية من خلال مناداته ب”لبنان الأخضر” منذ العام 1995، الى المقاومة السياسية قي صفوف التيار الوطني الحر الذي كان عضوا مؤسِّسا فيه، وأخيرا الى مقاومة المرض بعزم وتواضع وإيمان بالقيامة. ”
وختم بالقول: “إننا نسأل الله ان يمنح فخامتكم الصحة والعمر الطويل لتبقوا شامخين كالجبل تواجهون الصعوبات والعواصف التي تضرب لبنان. ونحن نشكركم.”
واختتم الاحتفال بكلمة للرئيس عون عبّر فيها عن تقديره للراحل باسكال عزام في محتلف المجالات التي برز فيها انسانيا، وتربويا، ونضاليا، دفاعا عن لبنان، إضافة الى شخصيته المميزة التي اتسمت بالطيبة والتواضع وحسن العشرة حتى غدا نموذجا.
والتقطت في نهاية الحفل الصورة التذكارية.