استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت الدكتور فيصل سنو الذي قال بعد اللقاء:
تتعرّض مستشفى المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت الى اضطهاد متعمّد من خلال قطع التيار الكهربائي عنها معظم ساعات الليل والنهار ، الأمر الذي يعطّل إجراء العمليات الجراحية ويعرّض عمل المختبر للشلل ، ويزيد من معاناة المرضى.
وفي الوقت ذاته يكاد التيار الكهربائي لا ينقطع ليلاً نهاراً عن مستشفيات شقيقة أخرى في بيروت مثل أوتيل ديو والزهراء والقديس جاورجيوس والجعيتاوي ومستشفى عين وزين في جبل لبنان وسواها من مستشفيات بيروت وغيرها.
ومن المؤسف ان مراجعاتنا المتكررة والملحّة مع المسؤولين من أجل معاملة مستشفى المقاصد على قدر المساواة مع المستشفيات الأخرى ، لم تلقَ سوى آذاناً صمّاء . ومما يحزّ في النفس ان تبرير قطع الكهرباء المتعمّد عن مستشفى المقاصد استند الى ادّعاء بأن المستشفى يقع في منطقة سكنية مزدحمة في الطريق الجديدة من بيروت ، الأمر الذي يؤدي الى زيادة حجم الاستهلاك . وكأن قطع التيار عن المستشفى هو عقاب له بحكم جغرافية موقعه ، وبحكم الدور الإنساني الذي يقوم به في هذه الجغرافيا البشرية . علما ان البعض من اصدقائنا يتوجهون للسكن حول المستشفيات التي يغذيها التيار الكهربائي للافادة من التغذية المستمرة.
إن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت التي تفتح ذراعيها لأداء واجباتها الإنسانية تجاه كل مواطن لبناني ، تعرب عن استنكارها الشديد لهذا التمييز السلبي و المتمادي الذي تتعرض له، وتدين صمت المسؤولين عن هذا التمييز الذي يكاد يبلغ حدود المشاركة فيه .
إن استمرار قطع التيار الكهربائي المتعمد عن مستشفى المقاصد فيما لا يغيب التيار عن المستشفيات الأخرى، يهدّد المستشفى بالإغلاق القسري ، وهي جريمة إنسانية وأخلاقية ووطنية، يتحمّل مسؤوليتها المتربّعون على السلطة من الذين يقولون بأفواهمم ما ليس في قلوبهم .
لقد تحمّلت جمعية المقاصد في هذه الظروف الصعبة ما لا طاقة لها به ، حرصاً منها على الاستمرار في أداء رسالتها الإنسانية والوطنية ، ولكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحرمان المتعمد الذي تعاني منه، منفردة دون سائر المستشفيات الشقيقة الأخرى.
إن إستمرار هذا الأمر يرسم علامات استفهام كبيرة حول الأهداف والغايات الخبيثة التي تحرم مستشفى المقاصد من الحد الأدنى من حقوقه .
من أجل ذلك فان جمعية المقاصد التي تطلق صرخة الألم والرفض من على منبر دار الفتوى، تأمل في أن تصل هذه الصرخة واضحة ومباشرة الى جميع المسؤولين ، ولا سيما منهم أولئك الذين يتبوأون مراكز المسؤولية ويتظاهرون بالعجز حتى عن معاملة مستشفيات بيروت على قاعدة واحدة من المساواة والعدالة .
إنني كرئيس لجمعية المقاصد الاسلامية في بيروت ، وقد بلغ السيل الزبى من سوء المعاملة التمييزية التي تستهدف المستشفى ، أضع أمام الرأي العام اللبناني بكل طوائفه ومناطقه ، وخاصة في بيروت ، هذه القضية بأبعادها الإنسانية والوطنية، ليعرف الواقع المؤلم والخطير الذي يتجاهله المسؤولون قبل أن تنفجر تداعياته في وجه الجميع .