استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب طوني فرنجية ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري والمحامي زياد الخازن وبعد اللقاء قال فرنجية: قمنا بزيارة هذه الدار التي هي دار كل إنسان لبناني ووطني، ولها دور كبير في تاريخ لبنان القديم والحديث، ونحن نعتبرها بيتنا، لأنَّ كلَّ مَن يشغل موقعًا يهتمّ بالشأن العام، ويتعاطى السياسة من واجباته أن يمر على كل المرجعيات الدينية والروحية. وقد تناولنا في هذا اللقاء أمورًا عدّة، أبرزها مواضيع الساعة التي تحدث في البلد، والتطورات الأخيرة على صعيد الحدود البحرية، إلى موضوع تشكيل الحكومة الذي هو متعثر قليلاً كما يبدو. وكان لقاء تعارف أيضًا، ولم نتطرق إلى أيّ موضوع معين ولا محدد، ولم نتكلم على أي شيء آخر، أكثر من هذا، كان اللقاء جولة أفق على المواضيع العامة في لبنان.
سئل: ما هدف هذه الزيارة اليوم، وهل تندرج في إطار الانتخابات الرئاسية المرتقبة؟ وهل تمهد لزيارة والدك إلى هذا الصرح؟
أجاب: هذه الزيارة زيارة روتينية، أعتبر أنني تأخرت في القدوم إلى هذه الدار، وكان يجب أن أزور سماحته منذ أن انتُخبت نائباً، وأدعو كل المرجعيات السياسية وكل الأشخاص الذين يحملون المسؤولية في لبنان إلى أن يقوموا بزيارة كل المرجعيات الروحية، كما يحصل اليوم مع سيدنا البطرك الراعي، الذي يأتي إليه كل المرجعيات السياسية. وكل المرجعيات الروحية يجب أن يكون لها هذا الموقع من الاحترام والتشاور، لذلك نحن أتينا إليه؛ وقد يقول البعض: إنّ الزيارة سبقت الانتخابات الرئاسية، أو جاءت قبل انتهاء عهد الرئيس عون بشهرين ونصف أو ثلاثة أشهر، وأنا أقول: إنَّ هذه الزيارة لم تأتِ في هذا الإطار على الإطلاق، بل تطرقنا إلى عمومياته، ولم ندخل أبدًا في عمق الموضوع، وأعود لأقول: إن تاريخ هذه الزيارة قد يفتح الأعين، أو يمكن أن يضعه الناس في إطار غير إطاره، أنا أقول لك أبداً، هذه الزيارة بروتوكولية، وزيارة تعارف، المبادر إلى هذا الموضوع كان الوزير الأخ الصديق الوزير زياد مكاري، وهو كان طرح موضوع الزيارة منذ بضعة أشهر، والتأخير كان بسبب دخولنا في فترة أعياد، وفترة انتخابات، من أجل ذلك تأخرت الزيارة لغاية اليوم، وإذا فسَّره أحدهم على أنها تأتي في إطار الانتخابات الرئاسية فأنا أعتبر أنه مخطئ، وإذا تلتها زيارة لسليمان فرنجية إلى هذه الدار، فمن المؤكد أنها ستكون لهذه الدار التي تستقبل إنسان لبناني، ولن تكون مرتبطة بزيارتنا اليوم.
سئل: هل لديكم أمل بتشكيل حكومة قبل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية؟
أجاب: لا، لا، لا.
ما في أمل؟ لا.
ما في تشكيل حكومة؟ لا.
يعني سنقع في الفراغ الرئاسي؟
ليس مئة في المئة، بس دعني أقول لك 99 %
لا أظن أنَّ الأولوية اليوم باتت للأشهر، بل للقوانين الإصلاحية الضرورية المفروض أن نبت بها ونقرَّها، كما أنّ الأولويّة ليست في تشكيل الحكومة، الحكومة، هناك قوانين إصلاحية ضرورية سواء أكانت مرتبطة بصندوق النقد الدولي أم لا، علينا أن نبادر نحن اللبنانيين وكمسؤولين في هذا البلد، وكرجال دولة – إذا بقي هناك رجال دولة – علينا أن نبادر إلى طرحها والبت فيها، والأشهر المتبقية من عهد الرئيس عون إذا استطعنا أن ننهي فيها هذه القوانين، وأن نتفق على ترسيم الحدود البحرية، يكون هذا بحد ذاته إنجازًا، لأنه أهم من تشكيل الحكومة، فأكثر سؤالٍ يُطرح علينا نحن المسؤولين السياسيين منذ عشر سنوات، هل ستتتشكل الحكومة ؟ لأننا للأسف عشنا معظم الأوقات بدون حكومة، حتى عندما تتشكل الحكومات كنا نقول يا ريتها لم تتشكل .
المواضيع الأساسية المطروحة اليوم أمام مجلس النواب، هي القوانين الأربعة التي إذا أنجزناها يكون أهم من تشكيل الحكومة، ثم إذا أنجزنا تشكيل الحكومة يكون أفضل.
أعود وأكرر إذا أنهينا قضية ترسيم الحدود، وبدأنا بعمليات التنقيب في البلوك 9 نكون قد توصلنا إلى إنجاز مهم، وختمنا هذا العهد بأفضل مما بدأناه.
س: نفهم من كلامك أنه سيختتم العهد بدون تشكيل الحكومة؟
كلامي واضح، أنا غير متفائل بتشكيل الحكومة، وأتصور الجهود السياسية التي تبذل اليوم ولا تصب أصلاً في خانة تشكيل الحكومة.
واستقبل مفتي الجمهورية وفداً من اللجنة التأسيسية لتجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت برئاسة إبراهيم حطيط، وجرى البحث بآخر المستجدات في قضية انفجار مرفأ بيروت، وأطلع الوفد سماحته على معاناة الجرحى لغاية اليوم وذوي الشهداء. وأبدى المفتي دريان تضامنه ودعمه لهذه القضية المحقة، وللسير قدماً في التحقيقات للوصول إلى جلاء الحقيقة كاملة.