قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزيارته الرسمية الأولى الى بلدة خربة قنافار عشية عيد النبي ايليا، واحتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسة مار الياس بمشاركة كاهن الرعية الأب نقولا صليبا والأب شربل راشد بحضور نائب رئيس البلدية جورج مسعود كرم والمختار جميل نعيم وحشد من ابناء البلدة .
بعد الإنجيل المقدس كانت لسيادته عظة هنأ فيها المحتفلين بعيد النبي ايليا وقال :
” كل عيد وانتم بألف خير . الى كل الذين يحملون اسم النبي ايليا او يتشفعون به نسأل الله ان يباركهم ليكونوا على مثال هذا النبي العظيم الذي اشتهر بمحبته الصادقة التي ترجمت اعمالاً وحماساً وقوّة ايمان لا يوصف بالله الحيّ . بالنسبة الى ايليا الله كان كل شيء ، والدفاع عنه اهم من الحياة . وأحياناً عندما نضع سلّم الأولويات في حياتنا ، كثر من بيننا يضعون الله على رأس هذا السلّم الذي يعطينا الثقة بأن الله ليس فقط خالقنا انما هو ايضاً مخلّصنا.
امام من وقف ايليا؟ أمام المسؤولين الذين يملكون سُلطة زمنية او عسكرية او روحية، وعبّر بقوة وجرأة مليئة بالحماس ” غيرة بيتك اكلتني ” ، وبقدر ما كان يملك غيرة على بيته بقدر ما كان جريئاً في الدفاع عن الحق الذي هو ايمانه بالله الحيّ.”
واضاف ” هذا ايليا الذي نحتاج الى الكثير من أمثاله في وطننا ومجتمعنا . كثيرون اليوم يسيرون حسب مجرى المياه. قسّمونا الى مجموعات صغيرة كل مجموعة تتبع زعيمها ، لكن السؤال يبقى : كم نملك من الحرية لكي نختار الأفضل لوطننا وشعبنا؟ هذا السؤال لا نجد له جواباً. لا نجد ايليا يقف ويصرخ كما فعل يوحنا المعمدان . وهنا تأكيد على ان يوحنا النعمدان وايليا يتشابهان كثيراً . ايليا كان السابق الثاني لمجيء المسيح ويوحنا كان السابق الأول، نحن بحاجة اليوم الى الكثير من ايليا لأن وطننا فيه ظلمة وبعد عن الله خصوصاً من الذين اعطوا مسؤوليات في بلدنا اخذوا الشعب الى اتجاه آخر الى سجن من نوع آخر، وكان ايليا المدافع الوحيد عن شعبه، المدافع الوحيد عن الله ليس لأن الله بحاجة لمن يدافع عنه لكن الشعب بحاجة الى من يعطيه الحرية بأن يعبد الله ، اي ان يتبع الحقيقة والنور والخير، وهذا ما قدمه ايليا الى شعبه بالدفاع عن الله الحيّ.”
وتابع سيادته ” وخربة قنافار هذه البلدة الجميلة قدمت للوطن اناساً كثيرون اعطوا دون حساب. والمواطن الشريف اليوم المؤمن بأرضه وبلاده هو افضل بكثير من المسؤول الذي باع ضميره وباع شعبه بأبخس الأثمان . وتعلمون ان عملية البيع مع الأسف هي من صلب اختبار الإنسان. يُباع ويُشترى احياناً من قبل اشخاص ليس لديهم اي محبة. واشهر من عاش هذا الإختبار الصعب هو يسوع المسيح اذ بيع بثلاثين من الفضة، اعطي الى رؤساء الكهنة والجنود لكي يصلبوه بثلاثين من الفضة وهو مبلغ زهيد جداً . نحن اليوم شعبنا يباع لكن ما هو الثمن الذي تقاضوه ليوصلونا الى الظلمة والحاجة والجوع حتى. الإختبار الذي عاشه ايليا يتكرر اليوم وعلى كل واحد منا ان يكون ايليا.
خربة قنافار عاشت هذا الإختبار منذ زمن بعيد. اوائل المهاجرون اللبنانيون في المغتربات كانوا من خربة قنافار. وعندما عينت كاهناً في مدينة كليفلاند أوهايو، كانت الكنيسة على اسم مار الياس وعندما سألت عن سبب التسمية أجابني الجميع بأن الذين اسسوا الكنيسة كانوا من زحلة وخربة قنافار واتفقوا ان يسموا الكنيسة على اسم مار الياس لأن في زحلة الكثير من الكنائس على اسمه وفي خربة قنافار ايضاً، وأول كاهن خدم الكنيسة في عام 1901 احتفل بالقداس الإلهي ليلة عيد الميلاد كان اسمه باسيليوس مرشا من زحلة، بعده استلم خدمة الرعية كاهن من خربة قنافار اسمه ملاتيوس مفلح خدم الرعية حوالي اربعين سنة . هذه البلدة هي مشتلاً للوطن والإغتراب بأشخاص عرفتهم ورأيت كم لديهم طاقة وكرم ومحبة وكان لديهم دوراً مهماً في بناء المغتربات في بلدان الإنتشار.”
وختم المطران ابراهيم ” أشكر الرب على الوقت الذي امضيه معكم الآن في عيد مار الياس، واتمنى ان تبقى هذه البلدة مليئة بالناس وبخاصة الأطفال والشباب الموجودين معنا في القداس، وانا دائماً اقول وأردد ان املنا هو بالشباب والأطفال الذين هم المستقبل.”
وفي نهاية القداس كانت كلمة للأب نقولا صليبا شكر فيها المطران ابراهيم على محبته واهتمامه ورعايته الأبوية وقدّم بإسم الرعية ايقونة الختن للمطران ابراهيم عربون محبة وتقدير.
بعد القداس انتقل الحضور الى قاعة الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد وتعرّفوا اكثر الى المطران ابراهيم.