اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الاحداث الراهنة في لبنان لم تأت من باب الصدفة، بل نتيجة واقع سبّب عقماً في عمل المؤسسات السياسية في البلاد، والفساد الذي نخر المؤسسات والادارات الرسمية، وامتناع المسؤولين على مرّ السنوات الماضية عن معالجته، ما زاد الامور تعقيداً.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفد مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان برئاسة السفير السابق اد غبريال Ed Gabriel، وعضوية السيد نجاد فارس والسيد جاي غزال، في حضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا.
وعرض رئيس الجمهورية امام الوفد الاوضاع الراهنة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، والاسباب التي اوصلت لبنان الى الوضع الذي يعاني منه حالياً على مختلف الاصعدة وفي كل القطاعات، مشيراً الى انه لم يوفر جهداً الا وبذله من اجل تحقيق الاصلاح المنشود، لكنه كان يصطدم في كل مرة بمعوقات داخلية تركت آثارها السلبية على تطور الاوضاع، لافتاً الى ان المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وصلت الى نتائج محددة لا بد من استكمالها، ومشدداً في هذا الاطار على ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمتابعة هذا الملف الاساسي والحيوي بالنسبة الى مستقبل النهوض الاقتصادي.
واكد الرئيس عون رداً على سؤال اعضاء الوفد، عدم جواز تأخير عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مركزاً على ضرورة تفعيل الوساطة الاميركية التي يقوم بها السفير آموس هوكشتاين للوصول الى خواتيم سريعة، وتمكين لبنان من
استثمار حقوقه من النفط والغاز في مياهه من جهة، مع المحافظة على استقرار الحدود من جهة اخرى، مركّزاً على اهمية عامل الوقت في هذا المجال.
بدوره، نقل السفير غبريال الى الرئيس عون وقوف المجموعة الى جانب لبنان واللبنانيين، وبذلها الجهود المطلوبة مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ومع الكونغرس الاميركي، من اجل ملاقاة مطالب الشعب اللبناني خصوصاً في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يعاني منها، وشدد على اهمية الاسراع في احداث التغييرات والاصلاحات اللازمة لان الوقت لم يعد عاملاً مساعداً.
وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني: الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.
تصريح السفير غبريال
وبعد اللقاء تحدث السفير غبريال الى الصحافيين فقال: “اود ان اشكر فخامة الرئيس على الوقت الذي خصصه لمجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان، لمناقشة مسائل تواجه هذا البلد والعلاقة مع الولايات المتحدة. لقد اجرينا محادثات جيدة للغاية وتطرقنا الى اهمية لبنان ومساندته للجهود الاميركية بالنسبة الى روسيا والعلاقات الثنائية الاخرى التي كان لبنان فيها مسانداً للولايات المتحدة.
والاهم، بحثنا الواقع المقلق الذي يواجهه لبنان واهمية التحرك بسرعة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي قبل فوات الاوان، وهذا الوقت يقترب بسرعة، كما بحثنا اهمية اتخاذ الحكومة خطوات سريعة تجاه البرنامج الاصلاحي لصندوق النقد الدولي والبرامج والسياسات الاخرى التي تتعلق بحاجة اللبنانيين، والوقت في هذا المجال اساسي. وآمل انه خلال هذا الاسبوع الذي سنمكث فيه لقاء مسؤولين آخرين في الحكومة واعضاء من المعارضة البرلمانية ومؤثرين في صناعة القرار، وسنحمل هذه الرسالة المهمة للغاية ليتخذ لبنان الخطوة ويعمد الى التغيير السياسي قبل فوات الاوان، فالوقت يقترب واردنا ان يعلموا ان المجتمع اللبناني- الاميركي يقف خلف الشعب اللبناني بحزم لمحاولة تحقيق تقدم في هذا المجال، وهذا هو هدفنا هذا الاسبوع.”
واضاف: “ان مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان تهتم كثيراً بالشعب اللبناني وبلبنان، وسنعود الى اميركا ونعمل بجهد لتلبية حاجات اللبنانيين، ونأمل ان تصبح الحكومة شريكة مع الولايات المتحدة لحل مشاكلها.”
سئل: كيف تقيّمون زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة وتأثيرها على لبنان؟
اجاب: لم ينس الرئيس بايدن لبنان، وقد اثار خلال لقاءاته مسائل عديدة تؤثر على هذا البلد، وشدد على اهمية سلامة وسيادة الاراضي اللبناني، واود ان اشير الى انه خلال العالم الفائت قدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة اكثر من700 مليون دولار الى الشعب اللبناني، وهذا الامر يظهر التزاماً كبيراً بهذا البلد، ولكن هناك حاجة الى شريك ويجب ان يكون
هذا الشريك هو الحكومة اللبنانية التي عليها ان تتحرك بسرعة لان الوقت ينفذ. وفي هذا السياق، فإن الرئيس الاميركي والحكومة والكونغرس يقدرون تماماً اهمية لبنان، ويأملون في اتخاذه الخطوة الاولى والاهم.