تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة لرحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) وبرعاية العلامة السيد علي فضل الله افتتح مركز التآخي الطبي في بعلبك –مركز الدكتور علي جهجاه– أقساماً جديدة في حضور عدد من الفاعليات الدينية والبلدية والثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية…
في البداية القت بتول الجمال كلمة أشارت فيها ان هذا الصرح الطبي تم افتتاحه في العام الماضي بمبادرة من عائلة المرحوم الدكتور علي جهجاه الجمال، انطلاقا من شعار خدمة الناس قمة العبادة، ثم تم استحداث أقسام جديدة، وفاء من عائلته لروح سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، مؤكدة ان هذا المركز هدفه خدمة المجتمع والتخفيف من آلام إنسانه…
ثم كانت كلمة للعلامة فضل الله اعتبر فيها أن هذا اللقاء يحمل في مضمونه العديد من المعاني والقيم التي لا بد من الإشارة إليها، أولا أنه يتم في الموقع الذي أحبه السيد(رض) ونحن في هذه الأيام نعيش ذكرى رحيله حيث كان حريصا في كل حياته على خدمة الإنسان والمجتمع، وكان يرى ان قيمة الدين تكون عندما تعيش إنسانيتك في إنسانية الآخر.
وتابع سماحته: ما وصل إليه هذا المركز هو نتيجة عطاء عائلة المرحوم الدكتور علي جهجاه الجمال، التي وفت وقدمت هذه المساهمة ليصبح هذا المركز متكاملا ويؤدي دوره في خدمة أبناء كل هذه المنطقة.
ولفت سماحته إلى أن هذه المنطقة لم تول الاهتمام اللازم الذي تستحقه من قبل الدولة، الرغم من أنها قدمت ولا تزال التقدم الكثير لهذا الوطن ويكفي أن ابناءها يخدمون هذا الوطن في القوى الأمنية والجيش أو من الذين عملوا على حفظ هذا الوطن وقوته في المقاومة، فهي خزان دائم ومستمر لكل هؤلاء الذين يسعون من أجل أن يكون وطننا عزيزا حرا، مشيرا إلى المزايا التي تتمتع فيها هذه المنطقة من الحمية، والاباء، والشموخ الانساني والحيوية، معتبرا أن هناك من يسعى لتشويه صورتها من خلال قلة لا يمثلونها ولكن هذه الصورة لا تعبر عن حقيقة واقع هذه المنطقة وتاريخها..
وأشار الى أن قيمة هذه الأعمال تكمن في أنها تتم في ظل الظروف الصعبة التي نعاني منها، كثيرون قد لا يبادرون إلى مثل هذه الاعمال نتيجة الظروف الصعبة، ولكن هناك من الناس من يفكر أنه علينا ان نتحمل تبعات العمل الانساني والصحي والاجتماعي.
وأكد سماحته الحرص على أن يستقبل هذا المركز كل الناس، ونحن مسؤوليتنا أن نكون مع الناس وإلى جانبهم في الوقت الصعب وعندما يحتاجون إلينا…
وأضاف: “نحن في مرحلة صعبة، لكن هذه المرحلة رغم كل ظروفها سوف نتجاوزها عندما نتعاون جميعا. وهذا الوطن لا يبنى إلا من خلال هذا التعاون، كما ان هذه المنطقة لا يمكن أن تتجاوز مشاكلها إلا عندما نتعاون على كل المستويات، على مستوى الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية، وعلى مستوى العشائر والعائلات “.
وختم فضل الله: “مع الأسف لا نستطيع أن نضمن اننا سوف ننتهي من هذه المعاناة في خلال قصيرة، فالمرحلة تحتاج إلى الصبر، ونحن تعلمنا الصبر في الحياة، ولكن هذا الصبر له حدود، وعلى الذين يتولون الواقع السياسي أن يعرفوا أن الأمور قد تصل إلى مرحلة قد لا يستطيع الناس تحمل هذا الصبر، وعلى المسؤولين ان يفكروا جديا بكيفية إخراج البلد من ازماته، وهم قادرون عندما يخرجون من حساباتهم الخاصة وانانياتهم وعصبياتهم، ويخرجون من إدارة الظهر لآلام ومعاناة الناس، فرغم مضي هذا الوقت على الانتخابات النيابية التي اعتقدنا انها ستفتح الأبواب، لم نحصل على حكومة في الوقت الذي بلدنا ينهار ويزداد انهيارا، ويكفي ان نشاهد طوابير الذل للحصول على لقمة خبز وقبل ذلك طوابير الذل على المحروقات وغيرها. نحن قدرنا ان نقلع اشواكنا بأظافرنا، بان نخفف على الأقل من هذه الأزمة من خلال المبادرات الطيبة رغم الإمكانات الضئيلة، وبان نتعاون ونساعد بعضنا بعضا، وسنتابع العمل لنبني ونعطي ونخدم أكثر في سبيل الله”.