قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزيارته الرسمية الأولى منذ توليته على الأبرشية الى بلدة صغبين حيث ازدانت طرقاتها بلافتات الترحيب وأقيم لسيادته استقبال على مدخل البلدة شارك فيه الشبيبة والجوقة وعدد من ابناء البلدة.
وترأس المطران ابراهيم الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة الإنتقال بمشاركة كاهن الرعية الأب زاكي التن والأب شربل راشد وحضور رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية الأباتي بيار نجم، النائب شربل مارون وعقيلته، الأب الياس الخوري كاهن رعية القديس جاورجيوس المارونية في صغبين، رؤساء بلديات عين زبدة وباب مارع، اعضاء من المجلس البلدي في صغبين، المخاتير، الراهبات وحشد من ابناء البلدة.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة شكر فيها الأهالي على حفاوة الإستقبال ودعاهم الى عدم الخوف والتمسك بالأمل والرجاء وقال :
” بداية اسمحوا لي بأن أرحب بالأباتي بيار نجم ابن هذه البلدة صغبين التي أعطت ليس فقط رجالات عظام لهذا الوطن الذي يحتاج لأمثال هؤلاء من القادة المستقيمين في كلامهم وأعمالهم، كما أرحب بسعادة النائب شربل مارون وبالحضور جميعاً.
اليوم جميل لأن يسوع يقدم لنا ذاته من جديد في سر الإفخارستيا، يعطينا جسده ودمه. نحن نتقبل هدايا كثيرة في حياتنا، نتقبل كلاماً جميلاً واشياء جميلة لكن لا أحد يستطيع ان يعطينا جسده ودمه في سر الهي كما يعطينا اياه يسوع ابن الله الحي. فإذا كان صاحب هذه العطية العظيم يسوع المسيح واحد لا مثيل له، هل ممكن ان نحب احداً أكثر منه؟ او نقدّر احداً اكثر منه؟ وهو العاطي الحياة، هو الألف والياء.”
وأضاف ” نحن نعيش في زمن صعب كما كان يعيش قائد المئة الذي سمعنا عنه في انجيل اليوم وابنه مقعد معذّب يتألم كل يوم اكثر من الآخر، وهذا الشيء يشعرنا وكأن وطننا هو ايضاً مقعد والآمه تزداد يوماً بعد يوم. قائد المئة يعرض مشكلته بحضور يسوع ويسوع يبادر بدون أي دعوة ويقول ” أنا آتي وأشفيه ” وهذا ما ننتظره نحن أن يكون لدينا ايمان كإيمان قائد المئة بأن يسوع قادر دون ان يزورنا في بيوتنا ان يشفينا، فكما قال قائد المئة ” قل كلمة واحدة فيشفى ابني ” . هذا الإيمان الذي ينقصنا في لبنان، في قلوبنا وافكارنا لكي نصرخ بصوت واحد ” يا رب نحن نؤمن فأعن قلة ايماننا ” زرنا بكلمتك وحضورك الإلهي، بجسدك ودمك لكي نشفى اولاً من المنا وعذابنا الداخلي. كل الأزمات الخارجية تبقى خارج نفوسنا اذا تحصّنا بالإيمان ومحبة الرب. وعدو الإيمان هو الخوف، فاذا استسلمنا للخوف نقضي على الإيمان الذي فينا ونحن اليوم في وضع لا يجب ان نستسلم للخوف. بلدان كثيرة تعرّضت لأزمات اقتصادية وأزمات فساد مشابهة وربما اقوى من الأزمة التي يمر بها لبنان، لكن بالرغم من ذلك استطاعوا تجاوزها وأكملوا ولم يمّحوا عن خريطة العالم لأنه بقي في قلوبهم ايمان، فاذا استسلمنا للخوف واليأس نفقد لبنان، لبنان يبنى اليوم كما الأمس وكما غداً على ثباتنا وايماننا وعلى قوتنا الروحية. ونحن اليوم يجب ان يكون لدينا التواضع أن نقوا انه أحياناً الملحدين لديهم انسانية وايمان في اوطانهم وبالإنسان اكثر منا كمؤمنين نركع ونطوّل صلواتنا ونكثر من تراتيلنا لكن محبتنا قليلة وايماننا قليل ولا نعرف ان نقيم هذا التوازن. اذا كنا نريد ان نستمر كمسيحيين في هذا الشرق وفي هذا الوطن العظيم الذي لا يوجد أغنى منه في العالم، فهو غني بشعبه، بإيمانه، بتاريخه وحضارته. منذ ايام قليلة احتفلت بالقداس الإلهي في بلدة تل دنوب وأخبروني انه يوجد فيها بئر نفط وبئر غاز مختومين بالشمع الأحمر منذ اكثر من ستين عاماً. نحن عائمين على خيرات ممنوع علينا لمسها او استعمالها او الإستفادة منها. لبنان ليس فقيراً لكن الدول التي تسيطر عليه افقرته. وبالرغم من ذلك لا يستطيعون محونا او تغيير اتجاهنا في التاريخ، سنبقى مستمرين الى الأمام مهما نقص عددنا لأن الأهم هو الإيمان والثبات والعلم وبالمحبة الكبيرة . واذا استغل لبنان خيراته يصبح أغنى دولة في العالم. واليوم ونحن في طريقنا الى صغبين شاهدنا طوابير الناس امام الأفران تنتظر ربطة الخبز ليس لأن لبنان لا يملك القمح بل لأنه هناك لصوصاً ومحتكرين ومهربين يأخذون خيراتنا ويحققون ارباحاً طائلة من خلالها ويجوعون الناس، كذلك الأمر في الدواء والكهرباء والمحروقات. نحنبحاجة الى صلاة وايمان وان يقول يسوع كلمته لنشفى.”
وختم المطران ابراهيم عظته قائلاً ” اشكركم اليوم على استقبالكم العفوي الجميل والمميز، دعونا جميعاً نمجد اسم يسوع في هذه البلدة صغبين وفي هذه المنطقة العزيزة البقاع الغربي الغالية جداً على قلبي والتي اتمنى ان اراها تزدهر وتتقدم وان يكون ابناؤها حاضرين فيها بالرغم من كل الصعاب، على امل ان يعود ابناء البقاع الغربي وصغبين الى وطنهم بشكل نهائي.”
في نهاية القداس كانت كلمة للأب زاكي التن شكر فيها المطران ابراهيم على زيارته ومحبته الأبوية وقدّم له بإسم مجلس الرعية هدية تذكارية عربون محبة واحترام.
وانتقل الحضور الى قاعة الكنيسة وناقشوا مع سيادته اموراً تهم الرعية والبلدة ومنطقة البقاع الغربي.