صدر عن نقابة المحامين في طرابلس البيان الآتي: “كلماتُنا خرساء، أقلامُنا عمياء، بلاغتُنا جوفاء، أمامَ هذا السيل من الدماء البريئةِ التي تدفَّقَت في شوارعِ بيروت وملأت أرضها وبحرها والفضاء”.
لعلَّ من أبسطِ الواجبات الوطنية والإنسانية والأخلاقية أن تُعرب نقابة المحامين في طرابلس عن الذهول والحزنِ الشديدين إزاءَ هذه المأساة الكارثية التي حصلت غروب أمس الثلاثاء 4/8/2020، في مرفأ بيروت، وحصدت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، وخلَّفَتْ دمارًا مرعبًا وأضرارًا رهيبةً في كثيرٍ من المؤسسات العامة والخاصة والمنازل والمتاجر، ومنها مبنى نقابة المحامين في بيروت، ومنازلُ بعض الزملاء ومكاتبُهم… زلزالٌ حلَّ بالعاصمة والوطن في ظلّ تدهور الاقتصاد، وانهيار النقد، وتردّي المعيشة، وتفشي الوباء.
من أبسط الواجبات أيضًا أن تُطالب النقابة بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة بٍخبراء دوليين لتحقيقٍ جديٍّ علميٍّ شفاف للوقوف على أسباب هذا الانفجار وطبيعته، وتحديد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة بصورةٍ دقيقةٍ صارمةٍ ليُصار الى إحالة ملف هذه القضية الى المجلس العدلي، توصلًا إلى إنزال العقاب العادل بالمرتكبين”.
وشكرت النقابة “جميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإنسانية والبلديات والجمعيات اللبنانية والمستشفيات والطواقم الطبية والمواطنين وجميع الذين بادروا إلى أعمال الإغاثة والإيواء والمساعدة بأي صورة كانت، وتعلن أن مكاتب المحامين في الشمال ومنازلهم على السواء مفتوحةٌ أمام الزملاء المتضررين في بيروت، وتبقى التحيةُ لأرواح الشهداء، والدعاءُ بالشفاء للجرحى”.
هذا وشارك النقيب محمد المراد بالاجتماع الطارئ في نقابة الأطباء في بيروت، لنقباء المهن الحرة في لبنان، تقرر خلاله انشاء خلية ازمة من المنتسبين الى النقابات، تتولى متابعة ومواكبة العمل الصحي والحقوقي والهندسي والمالي.
وكان نقيبا المحامين في بيروت وطرابلس ملحم خلف ومحمد المراد قد تقدما بشكوى جزائية، امام النيابة العامة التمييزية ضد مجهولٍ ومن يظهره التحقيق، بجرائم القتل ومحاولة القتل، والتدمير والتخريب جرّاء الإنفجار في مرفأ بيروت، وكذلك بهدر المال العام.