المفتي سوسان أعلن إعادة فتح مساجد صيدا
ووجه رسالة " الإسراء والمعراج":
للإسراع بتأليف الحكومة لأن بقاء الوطن أهم من الأنانيات
أعلن مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان أنه "بناء على توجيهات من المديرية العامة للاوقاف الاسلامية في بيروت تقرر فتح مساجد مدينة صيدا للصلوات اليومية ضمن الإجراءات الوقائية المعتمدة لتوجيه المصلين في مساجدنا حرصا على سلامتهم من هذا الوباء المنتشر في انحاء البلاد ".
وجاء في بيان صادر عن المفتي سوسان "تعود المساجد ونحن في آخر ايام شهر رجب وعلى ابواب شهر شعبان وشهر رمضان المبارك تعود المساجد في مدينة صيدا الى نشاطها الديني الثقافي التعبدي لتضيء مآذنها مؤكدة على دورها في توجيه الناس لما فيه الخير والفضل والنور والعطاء والمساعدة في مدينتنا . فنسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء من هذا الوباء ونؤكد على دور المساجد في مدينتنا وعلى التكامل الاجتماعي والتكافل بين ابناء هذه المدينة" .
رسالة الإسراء والمعراج
الى ذلك وبمناسة ذكرى الاسراء والمعراج وجه المفتي سوسان كلمة جاء فيها :
"الاسراء والمعراج نعمة من نعم الله تعالى وفضله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخصوصية اختصه الله تعالى بها دون سائر الأنبياء والمرسلين. اختصه بخصائص لم ينلها أحد من البشر، ولن يصل اليها أحد ممن تقدم او تأخر فأكرمه الله تعالى بالرحمة والحياطة والعناية به وبرسالته ، فكانت معجزة الاسراء بالجسد والروح وذلك لان الله تعالى أَسْرَى بِعَبْدِهِ ،والعبد كلمة تُطلق على الروح والجسد معاً، هذا مدلولها، لا يمكن أن تُطلَق على الروح فقط وما دام الظاهر لا دليل يُناقضه من عقل او نقل فانه يجب الاخذ به قال الله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1).
ايها الأخوة و الأبناء :
يقول العلامة أبو الحسن الندوي رحمه الله : «لم يكن الإسراء مجرد حادث فردي بسيط رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا، بل زيادة إلى ذلك, اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ دقيقة كثيرة، وشارات حكيمة بعيدة المدى: منها أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه وفي إسرائه مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته وخلود إمامته وإنسانية تعاليمه، وصلاحيتها واستمراريتها باختلاف المكان والزمان.
أما الحكمة في العروج من المسجد الأقصى دون أن يكون العروج مباشرة من المسجد الحرام، حتى يجمع النبيُ صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة بين رؤية القبلتين، أو لأن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء قبله، فحصل له الرحيل إليه في الجملة ليجمع بين أشتات الفضائل،إن الربط بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى هو سندُ ملكية الهي و وقف خيري، فالأرض لله يورثها لمن يشاء من عباده وهذا نص قرآني بأن هذه الارض للمسلمين وهنا لفظ المسجد جاء لأن المسجد لا يكون الا للمسلمين.
ومن هنا ندرك أهمية و مكانة المسجد الأقصى بصفة خاصة في كيان هذه الأمة، فمنه ابتدأ المعراج ،واليه انتهى ، فمن فرط في المسجد الأقصى يوشك أن يُفرط في البيت الحرام ، فكل تهديد للمسجد الأقصى تهديد للمسجد الحرام، وأنّ النّيل من المسجد الأقصى توطئة للنيل من المسجد الحرام، لأنّ المسجد الأقصى بوّابة الطّريق إلى المسجد الحرام، وزوال المسجد الأقصى من أيدي المسلمين ووقوعه في أيدي اليهود الصهاينة هو في حدّ ذاته تهديد للمسجد الحرام وللبلاد الإسلامية بأسرها. فلكل منهما مكانته وقدسيته في نفوس المسلمين ، ورحلة الإسراء كانت إيذانا بانتقال القيادة والريادة للأمة الإسلامية قيادة تقوم على الرحمة والعدل لا على الغلبة والقهر.
أيها الأخوة والأبناء ،
في ذكرى الإسراء والمعراج تشد الابصار دائماً الى فلسطين المؤمنة المجاهدة العاملة من اجل العودة الى هضابها وتلالها وزيتونها ، واسقاط كل صفقات التآمر على الشعب الفلسطيني .. ستبقى فلسطين رمزا لكل المجاهدين وقضية لكل الاحرار.. انه الاسراء والمعراج انه القرآن الذي ينطق بهذه المناسبة انه رسول الله (ص) الذي صلى إماما بالأنبياء والمرسلين يؤكد على مصدر الأديان وعلى الهداية لله الواحد الاحد ، نسأل الله ان تعود هذه الذكرى بالخير واليمن والعزة والكرامة على لبنان وعلى كل المسلمين اينما كانوا واينما وجدوا .
ويبقى الاقصى الشريف –أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين – ينادي العرب والمسلمين وا عرباه ، وا اسلاماه ، قوموا لمعاونة اخوانكم الفلسطينيين على تعزيز العمل على وحدة الكلمة ورص الصفوف ، ولم الشمل ، وترسيخ ارادة العودة الى فلسطين، فنحن و الشعب الفلسطيني تتوجّه أنظارنا وقلوبنا إلى فلسطين وهضابها، إلى زيتونها وترابها، إلى القدس وكنيسة القيامة وحرمتها ، والأقصى وساحاته ومآذنه ، إلى المعتقلين في السجون الإسرائيلية. بل نتوجّه إلى الأمة ، وإلى شعوبنا بالعمل على إعادة الحق إلى أصحابه ، وعودة الفلسطينيين إلى أرضهم ، ووضع استراتيجية جهادية ينضوي تحت لوائها الجميع لتحرير مقدساتنا ومسجدنا الاقصى وكنيسة القيامة وفلسطين من براثن الاحتلال النازي المجرم وما ذلك على الله بعزيز".
ورسالة الى سياسيي لبنان !
و توجه المفتي سوسان الى السياسيين في لبنان بالقول "أيها السياسيون : لبنان كان درة الشرق والمركز المالي والمصرفي والإستشفائي للشرق الأوسط وهو ما نتج عنه ازدهار اقتصادي وطبي وسياحي وسياسي واجتماعي، انه بلدُ المحبّةِ والجمال بلد الأبجدية و الحضارة و الأدباء والشعراء والعلماء والفلاسفة والمفكرين؛بل درة المنطقة ماذا فعلتم به ايها الساسة، الوطن يحتضر وصراع الأحجام وتناطح الرؤس الحامية مستمر، جائحة كورونا والفقر والتقهقر الذي يعيشه الشعب اللبناني المسكين مستمر، الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية، نتائجها الكارثية معلومة للجميع: بطالة وانهيار للعملة الوطنية وتآكل للقدرة الشرائية، شح الدولار بل سرقته وتهريبه، وحجب المصارف لودائع الناس وتهريبها الى الخارج ، ما أدى إلى ارتفاع أسعارالدولار واختفاء العديد من السلع و تهريبها".
وأضاف" أيها السياسيون إن آلاف الشباب أصبحوا عاطلين عن العمل نتيجة اقفال المصانع والمتاجر والشركات وتدمير المرفأ والأسواق التجارية وتمزيق قلب العاصمة … عمت البطالة المرعبة كل الأطياف اللبنانية وأنتم توقفون شريان حياة البلد لأجل ثلث معطل او لقاء أو أتصال بين زعيم واخر؟.. تنازلوا لأجل لبنان وضعوا مصلحة الوطن اذا بقي وطن فوق كل أعتبار ومصلحة … الوطن يحتضر ، بعض المواطنين ربما باعوا بعض اثاث منازلهم ليشتروا دواء او غذاء. انه الفقر المدقع ايها السياسيون ، ونستطيع ان نقول أنكم اوصلتمونا الى قعر جهنم والعياذ بالله …".
وقال" فمتى ستؤلف الحكومة العتيدة ؟؟؟ لتوقف الإنهيار العام ولتحل مشاكل الشعب اللبناني الصابر الصامد من اقتصادية واجتماعية ومعيشية وصحية ، ومعالجة تفشي البطالة وارتفاع اسعار السلع وغيرها لان المواطن فقد ثقته بكل القيادات،التي دمرت المؤسسات و الكيان فالشعب بكل اطيافه يحتاج الأمن والاستقرار ورغيف الخبز والدواء …ايها الساسة نفذوا اتفاق الطائف لأنه يشكل المرجعية الاولى لاستقرار الوطن، وبناء الدولة الحديثة ، وتثبيت وحدة المواطنين بكل اطيافهم ، فهو الاطار السياسي والقانوني لضمان سيادة لبنان الكاملة واستقلاله وسلامة اراضيه ، ووحدة شعبه ومؤسساته ، وتعزيز القيم الروحية الرفيعة والمثل الاخلاقية العالية… ولتؤلف الحكومة بأسرع وقت .. فبقاء الوطن أهم من الانانيات والحسابات.
وختم المفتي سوسان بالقول " اللهم اعزنا بالاسلام ووحد كلمتنا والف بين قلوبنا واجمع على الحق شملنا وارحم شهداءنا وانصرنا على عدونا وارزقنا صلاة في المسجد الاقصى وهو محرر من نير الاحتلال الصهيوني، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد له أولاً وآخراً "