نظمته الجمعية الخيرية العمومية الارمنية مع المعهد العربي للمرأة
مؤتمر "نساء يتعاملن مع الوباء في منطقة حرب":
المرأة العربية في حالة طوارئ وانعدام أمان دائمة
نظمت الجمعية الخيرية العمومية الارمنية (AGBU) في لبنان بالتعاون مع المعهد العربي للمرأة (AiW) التابع للجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) مؤتمراً عبر الإنترنت بعنوان "نساء يتعاملن مع الوباء في منطقة حرب"، في مناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وبعد أن رحبت المديرة التنفيذية للجمعية في لبنان أرين غازاريان بالمتحدثين والمشاركين، ألقت مؤسسة ومديرة "نساء في الحرب" الدكتورة كارول مان كلمة الافتتاح وتولت إدارة كل الحلقات النقاشية.
ولاحظت الدكتورة مان في كلمتها أن "الوباء يعمّ العالم باسره، لكنّ المرأة، وخصوصاً إذا كانت أماً ومسؤولة عن عائلة، تعيشه بطريقة مختلفة جذرياً، وخصوصاً في البلدان الفقيرة ومناطق الحروب". وأوضحت أن "الوباء في مناطق الحرب قد لا يمثل سوى عامل خطر ضئيل وسط المآسي الأخرى الكثيرة التي تتفاقم بفعل إجراءات مالية تعسفية لا ينجو من آثارها سوى الأثرياء".
تأثير الجائحة على النساء
تحدثت مديرة المعهد العربي للمرأة ميريام صفير في الجلسة الأولى عن الحقوق الجندرية خلال الوباء في المنطقة العربية. وإذ أقرّت بأن "ما مِن بلد في العالم حقق المساواة الكاملة بين الجنسين"، لاحظت أن "المنطقة العربية لا تزال أسوأ في هذا المجال من غيرها. فمع أن الدول العربية وقعت وصدقت على الاتفاقات العالمية الداعمة لحقوق الإنسان، ولو مع بعض التحفظات، إلا أن هذه الاتفاقات لم تحدث أي تغيير مهم بالنسبة للمرأة ". ولاحظت ميريام أن الوضع تفاقم بسبب الوباء لأن النساء "كنّ محجورات مع مع يسيئون إليهنّ".
وتناولت كبيرة مسؤولي المآوى والمستوطنات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ساندرا دورزو موضوع انعدام المساواة بين الجنسين في ضوء صعوبة عثور المرأة على مأوى آمن وكريم والحفاظ عليه.
أما مديرة مشروع AGBU Women Coders هاشميك هايرابيتيان ورئيسة برنامج AGBU لرائدات الأعمال (AGBU WE) تاتيفيك مانوكيان فركزتا على عدم المساواة بين الجنسين في أرمينيا بشكل عام، مؤكدتين أن النساء الأرمينيات أديّنَ دوراً مهماً خلال الحرب الأخيرة في مساعدة الجنود والجرحى والأشخاص الذين فقدوا منازلهم. وأشارتا إلى أن AGBU WE ساعدت أكثر من 100 امرأة في تحقيق الاستقلال الاقتصادي.
النساء ووسائل التواصل في زمن الجائحة
وفي الجلسة الثانية، تطرقت الناشطة أسماء خليفة إلى قضية عدم المساواة بين الجنسين وانتهاكات حقوق المرأة في ليبيا، مشيرة إلى أن النساء اللواتي يمتلكن أعمالًا صغيرة يدعمن نظراءهن اللواتي يعانين صعوبات. وعرّفت بصفحة "فيسبوك" التي أنشأتها ، موضحة أن عدداً من النساء يعرضن من خلالها تجاربهن من دون الإفصاح عن أسمائهن، مشددة بالتالي على أن "وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بشكل كبير في إسماع الأصوات كان يتم طمسها في السابق".
أما طالبة الدكتوراه في جامعة دوشيشا في اليابان مروة أحمد فتناولت مسألة عدم المساواة بين الجنسين لدى اللاجئين في لبنان. وعرضت النتائج التي توصلت إليها دراستها، ولاحظت على أساسها "تضامناً عائلياً متزايداً في عائلات اللاجئين". وأشارت إلى أن "النساء استطعن التكيف مع الوباء بشكل أسرع من الرجال ، لكن تدابير التأقلم أسفرت عن نتائج سلبية".
وكانت المتحدثة الأخيرة مديرة السياسات العامة في "فيسبوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"
شهد الهندي التي شرحت مختلف الإجراءات التي اتخذها الشبكة الاجتماعية لتعزيز سياسات الخصوصية والأمن بحيث تتيح للنساء تجنب الإساءات والمضايقات على الإنترنت.
فنانات في مواجهة الجائحة
وعرضت مؤسِسة ومخرجة ومنتجة Forward Film Productions كارول منصور في الجلسة الثالثة مقاطع قصيرة من فيلم أخرجته يوضح كيفية تعامُل النساء والناس بشكل عام مع الوباء في لبنان. ويصور الفيلم القصير المشاعر والحياة اليومية لكارول والأشخاص الذين تعرفهم وتواجههم كل يوم.
وتطرقت المتحدثة الثانية المغنية وكاتبة الأغنيات ضيا عودة عن الجهود التي يبذلها فنانون مثلها للتعامل مع الوباء، وخصوصاً من النساء والأمهات. وقالت إن الفنانين لا يزالون، على الرغم من توقف الحفلات الموسيقية ، قادرين على جمع الناس من خلال الموسيقى عبر التعاون في مقاطع الفيديو الموسيقية عبر الإنترنت ونشر رسائل الأمل.
من باكستان وأفغانستان
وتحدثت الباحثة في معهد KU Leuven لعلم الجريمة هوما سعيد عن تجربة أفغانستان مع الوباء في خضمّ استمرار الصراع وتفشي الفساد الحكومي، إذ أدى هذان العاملان إلى الحؤول دون توزيع المساعدات الخارجية والداخلية بفاعلية على المواطنين. وذكّرت سعيد بأن المواطنين الأفغان يعانون إضافة إلى هذا الوضع كل أنواع العنف والجرائم ضد الإنسانية.
أما المتحدثة الأخيرة فكانت منسقة التحالف العالمي لـ"معاهدة كل امرأة" زينب علي خان، فتناولت تجربتها مع الإساءة كامرأة باكستانية متزوجة سابقاً. واعتبرت أن الاتفاقات العالمية التي تتناول حقوق المرأة ليست فاعلة بما يكفي في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء كل يوم، داعية إلى تغيير عالمي في هذا المجال.
الاختتام
واختُتم المؤتمر الافتراضي بكلمة للمديرة التنفيذية للمعهد العربي للمرأة الدكتورة لينا أبي رافع لخصت فيها أبرز ما بحثه المشاركون.
وشددت أبي رافع على أن "حالات الطوارئ لا تنتهي عندما تنتهي الأزمات السياسية. ففي الواقع، بالنسبة للنساء في المنطقة العربية، تستمر حالات الطوارئ وتتخذ أشكالًا جديدة". وأضافت "نحن النساء نشعر بأننا في حالة دائمة من انعدام الأمان".
وختمت "نتعامل باستمرار مع كل الظروف بغض النظر عما يلقي به العالم علينا. فلنواصل التأقلم على أمل أن ننجح".