أتهم النظام السوري ولا أزال باستخدام مواد المتفجرة
جنبلاط: باسيل استلم كل البلد.. وللعودة للطائف ومقررات حوار 2006
ذكّر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بما سبق وأعلنه بعد انفجار مرفأ بيروت بأنه "تم الإتيان بهذه المواد "النيترات" الى بيروت لتُستخدم في ضرب المدن والقرى السورية بالبراميل عبر الطائرات بدل السلاح الكيماوي الذي آنذاك في الـ2014 سُحب من السوريين بعد إتفاق باراك أوباما مع فلاديمير بوتين، فكانت النيترات تؤمن كبديل بالتدمير، وأوتي بها من مصدر غير معروف"، وأضاف: "لذلك نطالب بإستمرار التحقيق"، مشيراً إلى ان اعتراض الحزب التقدمي الإشتراكي على قرار محكمة التمييز بكف يد القاضي فادي صوان عن التحقيق بانفجار المرفأ هو موقف سياسي "ولكن هناك قاضٍ، ولا زال هناك قضاة مثل القاضي فادي العريضي، هو الذي إعترض ومشكور على هذا الإعتراض. أمّا وقد تم تعيين قاضٍ جديد فسنرى ماذا سيحدث".
وفي حديث لمحطة "ال بي سي"، قال جنبلاط موضحاً: "أذكر أنه آنذاك كانت معركة حمص في أوجّها، وكانت معركة الشعب السوري مع الجيش السوري الحر بأوجها، لذلك النظام السوري أتى بهذه المواد الى مرفأ بيروت وذلك لأنه أسهل عليه، وسحب من هذه المواد التي تضم 2700 طن ألفي طن، ثم جرى ما جرى. ولا يمكنني أن أتهم شخصاً فأنا أتهم النظام السوري، وهو ما قمت به بعد إغتيال رفيق الحريري، أتهم النظام ولا أزال"، مشيرا الى أنه "عند الدخول بتفاصيل التفجير نضيع، فأنا أريد أن أعلم من أتى بهذه المواد التي تسببت بهذا الدمار الهائل في بيروت وإستشهاد المئات، وعند الدخول بموضوع التفجير عندها ندخل بالنظريات، ويمكن أن يأتي أحد ويقول أن إسرائيل أو غير إسرائيل، فهذه مغامرة، نحن نريد التحقيق بمن أتى بهذه المواد من لبنانيين وحلفاء للنظام السوري".
وتعليقاً على موضوع نزاهة القضاة، قال جنبلاط: "هناك الكثير من القضاة لديهم ضمير، ولكن لا يجوز أيضاً وإحتراماً لما تبقى من الكيان اللبناني ومن مؤسسات الدولة التي ينادون بها كل يوم، فلا يجوز للسيد حسن (نصرالله) – مع كل محبتي له – أن يملي علينا في خطابه الأسبوع الماضي بالإنتقال من التحقيق بالإنفجار إلى التعويض، وكأنه كان يقول تدمرت بيروت وراحوا الضحايا فلننتقل الى التعويض عبر شركات التأمين، وهذا الأمر "مش حلو" لياقةً وأخلاقياً من السيد حسن، فقط نصيحة".
وبشأن اللجوء إلى القضاء الدولي، لفت جنبلاط إلى ان هذا "متاح"، ولكن "بنفس الوقت المطلوب رفع التهديد والوصاية عن القضاء اللبناني أياً كان، ولا يجوز تدمير القضاء اللبناني لمصالح البعض من السياسيين"، وأكد أن السؤال يبقى: "هل يُعترف بعد بالكيان اللبناني أم أصبح مساحة جغرافية فقط للصواريخ لجمهورية إيران الإسلامية، وهذا السؤال الأكبر والأهم؟".
وحول ما إذا كان هناك تزامن بين خطاب نصرالله وكف يد القاضي صوان، قال جنبلاط: "مش بعيدة، يمكن السيد أو غير السيد. ولكن من هو هذا القاضي اليوم الذي عند سماع هذا الكلام أو غير هذا الكلام لديه الجرأة على الإستمرار إلا إذا كان يتمتع بحصانة؟ ولماذا هذا التدخل بالقضاء. فليأخذ القضاء مجراه، وهو نفسه السيد حسن قال فليأخذ القضاء مجراه ثم لاحقا قال لننتقل لشركات التأمين، فأخلاقياً وسياسياً ليس من الجيد كل أسبوعين أن نقوم بنظرية، وأتمنى أن يكون القاضي طارق بيطار مستقلاً".
وفي ملف عرقلة تشكيل الحكومة، قال جنبلاط: "في الأسبوع الماضي، قالها السيد حسن بصراحة "نحن لا نريد الثلث المعطل"، وسمعتُها من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنهم يعترضون على الثلث المعطل، وكان هو قد فهم أيضاً من وزير الشؤون الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه ضد الثلث المعطل، فإذاً مَن مع الثلث المعطل؟ كان كلام السيد واضحاً وقال آنذاك للوزير جبران باسيل إنه سيحمي مصالحهم عند الضرورة، بالأمس صعّد جبران هو وكل الثلث المعطل، فهل تريدني أن أصدق أنه هو يعطل كل شيء، يعطل روسيا وإيران؟ لا أصدق"، مستطرداً: "يكفي مزاحاً وكفى إستخفافاً بعقولنا. إلا إذا كان الإيراني ينتظر أن يفتح المجال للمفاوضات التي بدأت بين إيران وأميركا وأن ينتج هذا الأمر حلاً، لأنه بالنهاية وبالعودة الى موضوع الحياد، فهل تعترف الجمهورية الإسلامية بهذا الكيان أم أصبحنا مساحة جغرافية مثل العراق وكل سوريا أو قسم منها، أو منصة صواريخ؟ هذا هو السؤال، ويحق لي أن أسأله".
ورداً عى إمكانية تشكيل حلف مثل 14 آذار، قال جنبلاط: "لن نشكل حلفاً لأن ظروف 14 آذار شيء وظروف اليوم شيء آخر. وأريد أن أذكر أنه أيام الوصاية السورية، كان يقول النظام السوري وحافظ الأسد شعب واحد في دولتين فعندما تسمع هذا الكلام من السيد خامنئي أو من جواد ظريف أنهم يحترمون الكيان اللبناني على الأقل أن يعترفوا بلبنان فنحن لسنا مساحة جغرافية أو منصة صواريخ من اليمن الى العراق".
وحول مطالبه الحكومية قال جنبلاط: "لم أطالب بشيء وطرحت بمقابلة لي توزير الأستاذ عباس الحلبي، لكن الشيخ سعد قال أنه هو من يسمي وفقاً للمبادرة الفرنسية بأنها حكومة أخصائيين، وهذا ما حصل، لكننا سمعنا باسيل أمس، فهل يستطيع أن يكون القوّة الإعتراضية لوحده؟ لا أعتقد".
وأضاف: "سعد الحريري لا يزال شئنا أم أبينا زعيم السنّة، وإذا كنا نملك القرار السيادي يمكننا الخروج من ما نحن عليه، ولكننا لا نملك شيئا، وعلى جدول الأعمال بعد الإنفجار الهائل وتدمير مرفأ بيروت كان موضوع الإصلاح وكان يدور حول نقطة واحدة هي وزارة الطاقة، ولا زلنا مكاننا منذ ثلاثة سنوات حتى اليوم. وأتى بعدها الرئيس ايمانويل ماكرون وطرح إعادة هيكلة المصارف لكننا لا زلنا مكاننا. ليس مطروح اليوم إصلاح النظام السياسي بهذه اللحظة، بل المطلوب حكومة تستطيع الخروج بالحد الأدنى من الإصلاح".
وتعليقاً على نصيحته السابقة للرئيس الحريري بالإعتذار قال جنبلاط: "لا أنصحه بشيء، هو يقرر".
وعاد ولفت جنبلاط إلى أن "الأستاذ جبران إستلم كل البلد، بالقضاء إستلم كل شيء وكذلك بالأمن وبالخارجية، وليحاكموني، لكن أنا أريد جهةً مستقلةً لتحاكمني وقضاءً مستقلاً، وهل صار جبران باسيل بريئا؟ ليس بريئا، كلنا متهمون، لا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر، لكن نريد شيئا مستقلاً، لكنه هو غير مستقل، بل جهة سياسية إلغائية تريد إلغاء نبيه بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع وكل الناس".
وطالب جنبلاط بـ"دولة وسيادة لكي أستطيع أن أسير باللعبة الديمقراطية، لديّ برامج (إصلاحية)، لكن أعطني دولة، أشعر أنني لست حراً، البلد مُسيطَر عليه، إعطني الحد الأدنى من الإستقلال، وهنا نعود إلى الكيان اللبناني وإتفاق الطائف، لأن هناك صوتٌ يطالب اليوم بمؤتمر تأسيسي، ما يعني أنهينا ما تبقّى من الطائف وما تبقى من سيادة، وهذا أكبر خطأ وأكبر جريمة".
وقال جنبلاط: "بما أنني متهم، تحت شعار لا أوافق عليه، "كلن يعني كلن"، أعطني قضاءً مستقلاً عن السياسة، فليسمح ويفرج ميشال عون عن التشكيلات القضائية، التي تم تعطيلها وعطبها منذ سنوات. نشرّع قوانين مع الرئيس بري لكنها لا تُطبق، لا يمكن تطبيقها، لا يوجد الحد الأدنى من السيادة لا على الحدود ولا المرفأ ولا المصنع ولا أي شيء".
وإستذكر جنبلاط أيام الوصاية السورية، فذكر أن "أيام الدولة السورية، كنا دولة ملحقة صحيح لكن كنا دولة، اليوم ليس من دولة، لم يعد هناك إلّا بقايا دولة، هناك قوّة مهيمنة موجودة، وهي حزب الله، هناك قوّة تابعة لإمبراطورية كبيرة إسمها إيران، هذه القوّة لزّمت البلد إلى فئة معيّنة تضمر أحقاد إلغائية، وأطلب من هذه القوّة:- مكررا السؤال للسيد حسن، هل تعترفون بالكيان اللبناني؟ أم ليس من كيانٍ لبناني بل من شيء ملحق بإمبراطروية إيران؟ هذا السؤال، هل نحن حوثيون هنا في لبنان؟ هل نحن عصائب أهل الحق في العراق؟ أعطونا جواباً".
ولفت جنبلاط إلى أن "14 آذار وُلدت بعد مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصار التجمّع الوطني الكبير، ثم وصلنا إلى أفقٍ مسدود، المعاهدات الدولية لم تثبّت هوية الكيان او إستقلاله، أين كنا في 14 وأين أصبحنا؟ أتكلّم في ظل وجود إدارة أميركية جديدة، لو تكلمت هذا الكلام أثناء تولي السلف غير الصالح ترامب كانوا إعتبروا الكلام متآمرا وصهيونيا، لكن هناك اليوم الإدارة الأميركية الجديدة وهي بدأت بالحوار مع إيران. روسيا موجودة في لبنان إلى حدٍ ما، أميركا موجودة وإيران وأيضا (يفوّض الخير)، فرنسا موجودة أيضا، ألاقي الكلام البطريرك الراعي بنقطة واحدة، بأنه يجب إيجاد نوع من التلاقي الدولي للحفاظ على الكيان اللبناني، لكنني لست مع من يحلمون بالعودة إلى ما يُسمى القرارات الدولية ومنها الـ1559 وغيرها. أنا أطلب من هذه الدول الموجودة، نزيد عليها السعودية وقطر، إذ كان هناك إجتماعٌ مهم بالماضي في الدوحة، هل هناك لبنان بعد أو إنتهى؟".
وقال جنبلاط "عشت أزمات أكبر بكثير، فالدول الكبرى رغم أنها تصارعت على الأراضي اللبنانية وكلٌ منا كان فريق، حافظت على الكيان، اليوم أشعر أن الكيان على مشارف الإنتهاء". كما ذكّر جنبلاط أن "كمال جنبلاط حاول، على مدى 30 عاما، سلمياً تغيير النظام، لكن حينها فوّضت أميركا سوريا بلبنان، وكان هناك إجماعٌ عربي دولي على عدم تغيير النظام، دخل السوري وقتل كمال جنبلاط لأنه كان رمز التغيير الديمقراطي، لأن حينها كان ممنوع التغيير، هل يعني نفقد الأمل؟ الثورة العربية قُمعت، لكنها إنطلقت من بيروت في 14 آذار، لست فاقدا للأمل، لا يمكن الإستمرار هكذا".
وعن الانتخابات قال: "لا أتصور أنها ستؤجل، وليس لدي معطيات، فكل فريق سيحاول تحسين شروطه، وهناك فرقاء لهم وزن سياسي يفرض، نحن كان لنا وزن وكانوا يسموننا "بيضة القبان" وبعض الناس يكرهون هذه الكلمة، ورغم كل شيء لنا وزن".
وردا على سؤال حول تخوفّه من عودة الاغتيالات على نطاق واسع في لبنان مع اغتيال لقمان سليم، اجاب: "سؤال مضحك، لا تنسى الوزير شطح اغتيل 2013، الاغتيالات على الطلب، مثل في بعض الأحيان "داعش" على الطلب".
وعن التدويل الذي يمكن أن يكون عنوان المرحلة القادمة، قال: "بما أن إيران موجودة وروسيا موجودة وتركيا موجودة وأميركا موجودة وفرنسا موجودة، نضيف السعودية وقطر، فقط سؤال واحد هل ما زال الكيان اللبناني قابل للحياة ام أصبح من الماضي بعد مرور مئة سنة على إنشائه من قبل لبنان الكبير يحق لنا أن نسأل".
وأضاف جنبلاط: "السيد حسن رأى أن الأساطيل ستنهار علينا، ليس هناك أسطولا سينزل ليس هناك قرار دولي. نتحدث عن أهمية الكيان، هل هناك كيان لبناني ام أصبحنا تجمع معين، أو حلف اقليات".
وعما إذا كان متخوفا من أن يكون لبنان ضحية الحماس الأميركي لفتح صفحة جديدة مع ايران، قال: "تعرفت على جو بايدن عندما أتى إلى لبنان في العام 2005 واثناء الانتخابات عام 2009، وقد ساعد جو بايدن وغيره آنذاك اللبنانيين بالعدالة الدولية وتحققت المحكمة الدولية، صحيح لم يتحقق ما كنا نأمل به، لكن اصبح هناك محكمة".
وتابع جنبلاط في رده على سؤال: "كأنني من المختارة استطيع ان أحرك ولاية فرجينيا، كل ما حصل اني صادفت أنني أعرفه، وعلى مشارف الإنفتاح الذي بدأ "ما نروح بالغلط"، خصوصاً وأن البعض من فريق عمله يرى الصورة الكبرى في المنطقة، كما الدول الكبرى، الدول والكيانات الصغرى تُمحى، أو تزول أو تُنتسى، وهنا نسأل، هل هناك إتفاق بين أميركا مع الدول المحيطة بأن يبقى الكيان أم راح الكيان بعد مئة سنة؟".
وأشار جنبلاط إلى أن "ترامب فرض على بعض العرب العلاقة مع إسرائيل، تاريخي عربي، لكن هل تريدني أن أتدخّل بشأن الإمارات وغيرها؟ ليس شأني. لكن في الوقت نفسه أقول للإمارات والمملكة العربية وقطر ومصر وغيرها، موضوع الكيان يجب أن نحترمه، ولا تنسونا، لسنا جميعنا في أحضان الجمهورية الإسلامية، هناك لبنانيون وهناك لبنان، يجب أن نقولها للإيرانيين، لكن طريق الشام كانت أقرب، أما التوجه نحو إيران والعودة وتعرف هناك بالمغارة، من يقرر؟".
وذكّر جنبلاط أن "البطريرك قال الحياد من أجل الكيان اللبناني، لم يقل الحياد من أجل المسيحيين، ثم نحن نلاقي البطريرك على مسافة تقريبا متساوية، نحن مع الكيان، كما أن البطريرك الحويك آنذاك في فرنسا، على أيام كليمنصو، أثناء تقرير مصير لبنان، عرضوا عليه خارطة تتضمن أراضي سوريا، فرفض وقال أنه يريد لبنان ضمن الحدود المُتفق عليها، يعمل جاهدا البطريرك، واحييه على المحافطة على الكيان، الحياد قصة أخرى، لكن لا نريد أن نكون سلعة للمفاوضات على طاولة الدول العظمى، إيران أميركا وغيرها".
كما إعتبر جنبلاط أن "الفريق الآخر المهيمن، أو الدولة المهيمنة، لا تمتلك نفس الأسباب التاريخية كتلك التي إمتكلتها فرنسا وغير فرنسا، حتى جمال عبد الناصر في أوجّه، كان يحترم الكيان اللبناني، التعددية، الصحافة اللبنانية، التنوّع، الجامعة الأميركية واليسوعية، خرّجتا أجيالاً من القادة والمثقفين والاطباء العرب، أما الفريق الآخر فهو بغير نظرية وغير فلسفة، وهنا يكمن خوفي، خوفي على الجامعة اللبنانية والأميركية والمستشفى، كنا مستشفى العالم العربي، أما اليوم فقد راح وهو يذهب".
كما أكّد جنبلاط أنه "مستعد وقابل لأي محاكمة لكن ليس من قبل فريق سياسي، وأنا قمت بمراجعة ذاتية وأنا مستعد أن أقوم بمراجعة علنية لكن هل يقوم غيري بمراجعة؟ مراجعة حرب التحرير والإلغاء؟ فلنعود إلى مقررات حوار العام 2006 مع السيد حسن برئاسة الأستاذ نبيه بري بوجود سعد الحريري وسمير جعجع والغير، هل نستطيع تنفيذ مقررات الحوار آنذاك؟ منها تحديد أو ترسيم الحدود مع وسوريا من أجل أن نعترف ما إذا كان هناك إعتراف بالكيان أم لا، راحت حينها بعد الهجمة البربرية الإسرائيلية ونسينا كل شيء، فلنعود إلى الماضي، إتفاق الطائف، ترسيم الحدود، ثم الإستراتيجية الدفاعية، من حقنا كدولة وكمواطن أن يكون السلاح واحد".