تحلّ مناسبة الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، فيما بلدنا الحبيب يمرّ في واحدة من أكثر اللحظات التاريخية صعوبة منذ الاستقلال. وإننا إذ نقف بصمت لنتذكر الرئيس الشهيد في الرابع عشر من شباط، نتوجّه بالتحية والحب إلى روحه الطاهرة.
رفيق الحريري، كان رجل دولة، يعرف كيف يجنّب لبنان المخاطر، وكيف يقرّب كل اللبنانيين من بعضهم، من أجل مستقبل الوطن والأجيال. وصفه بالرجل الاستثنائي والتاريخي قد لا يوفيه حقه، فهو انتشل وطنا من الرماد وأطلقه إلى العالم، وحوّله إلى مساحة وفاق عربية وعالمية، وضمّد جروح الحرب الأهلية. ولم ينسى عندما تطلّع إلى ثراء الغرب الفكري والثقافي والإنساني والاقتصادي، جذوره في الشرق. لقد كان عروبيا أصيلا، ومشرقيا فريدا من نوعه.
اليوم، وبينما نتذكر الشهيد الحريري، نفتقده بيننا قامة عالمية، ورسولا للوفاق أينما حلّ. خصوصا وأننا اليوم بأمس الحاجة إلى مبادئ وقناعات وإيمان رفيق الحريري بوطننا لبنان.
لقد كانت يده مفتوحة للخير، شجاعا، وناجحا، وصلبا ومؤمنا، لا يتردد في اقتحام المخاطر من أجل بلده، ولطالما حيّد لبنان عن كوارث الإقليم والعالم.
ولا ننسى مبادراته الساعية لتعليم طلاب لبنان من كل الطوائف والمناطق، إذ نجح بتخريج أجيال متعلمة، ساهمت في بناء مجتمعها ورفع لواء التنوير والعلم والثقافة. ومنح الطلاب فرصة تغيير واقعهم والمساهمة في تطوير وطنهم والبلدان التي هاجروا إليها أيضا.
وعندما قرّر بناء اقتصاد، تدفّقت على لبنان الخبرات والمهارات العالمية، ورؤوس الأموال، وتحوّل بلدنا إلى منارة سياحية واقتصادية وثقافية.
لم يتردد رفيق الحريري في إطلاق مشاريع التنمية في كل لبنان، لأنه كان أكبر من الإصطفافات وزواريب السياسة. ولا زلنا حتى اليوم ننعم بالمرافق الحيوية التي بُنيت على عهده، واستمرّ بتطويرها حتى آخر يوم من عمره.
رحم الله رفيق الحريري، رجل الدولة والوفاق والوحدة الوطنية والازدهار والعيش المشترك، وحمى الله لبنان وأهله.
رئيس مجموعة أماكو الصناعية
علي محمود العبدالله