بيروت، في 12 شباط 2021. بعد مرور أكثر من ستة أشهر على انفجار مرفأ بيروت، تتواصل الجهود المبذولة لتخفيف الأثر المباشر للانفجار. ولهذه الغاية، وقّع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) والهيئة الخيرية الإسلامية الدولية (IICO) اتفاقية لإعادة تأهيل 100 وحدة سكنية متضررة في برج حمود، يستفيد منها 500 شخص بشكل مباشر.
وحول الموضوع، قالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان تاينا كريستيانسن: "سيضمن هذا الدعم الأساسي إصلاح المنازل وترميمها لضمان توفير الحد الأدنى من الظروف المعيشية، مما يساهم في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة."
من أجل سد الفجوة في الاحتياجات المتبقية التي لم تغطيها الاستجابة الفورية في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الانفجار، أجرى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مسحًا اجتماعيًا واقتصاديًا سريعًا في نهاية العام 2020، لتحديد الأسر في برج حمود التي لا تزال منازلها بحاجة إلى إصلاحات. من خلال هذا المسح، يضمن البرنامج ترميم المنازل الأكثر تضرّرًا من خلال التمويل الذي سيتلقاه من الهيئة الخيرية الإسلامية الدولية.
بدوره، قال المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية الدولية بدر السميط: "تأتي الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في إطار استجابة المنظمة للاحتياجات الإنسانية الناتجة عن انفجار مرفأ بيروت، وقد خصصت الهيئة مبلغ 130.000 دولار أميركي لهذا المشروع وحده. وبالإضافة لترميم المنازل المتضرّرة، وزّعت الهيئة آلاف الحصص الغذائية على المتضررين."
يعتبر السكن اللائق حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان. وسيضمن المشروع هذا الحق من خلال ترميم المنازل وتوفير مساحات معيشية مناسبة وضمان السلامة الجسدية. كما أن الدعم المقدم من الهيئة سيخفف من الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي تواجهها الأسر الأكثر فقرًا، والتي تفاقمت حاليًا بسبب الإغلاق الكامل للبلد منذ بداية العام.
من جهتها، قالت الناشطة الاجتماعية في برج حمود حياة فخر الدين: "نحن ممتنون جدًا لهذه المبادرة، خصوصًا أنه تم اختيار هذا الحي بعناية بعد مسح شامل. كانت المنازل في حالة سيئة قبل الإنفجار؛ وبعد الانفجار أصبحت غير صالحة للعيش. ستساعد هذه الشراكة العائلات الأكثر حاجة، حيث لا تستطيع بعضها حتى توفير الطعام للأطفال."
هذه الشراكة هي جزء من سلسلة المبادرات التي أطلقها أو دعمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت. ويجدد البرنامج، من خلال اعتماد مقاربة "إعادة البناء بشكل أفضل"، التزامه بدعم الناس المتضررين وغير المتضررين من الانفجار حتى، ضمن الاستجابة الأوسع من المجتمع الإنساني والتنموي والجهود المتضافرة والمنسقة لعائلة الأمم المتحدة في لبنان.