عَقَدت هيئة مكتب الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة إجتماعها الدَّوريّ وناقَشَت فيه التطورات السياسيّة والأمنيّة العامّة بعد جريمة اغتيال المناضل والكاتب والباحث لقمان سليم، والانسداد الحاصل على مستوى عمليّة تشكيل الحكومة، وقد أكَّد المجتمعون على ما يلي:
في يوم تشييع لقمان سليم، تجدد الجبهة المدنيّة الوطنيّة التزامها مع كل أحرار لبنان معركة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والحفاظ على الاستقلال والسيادة وصون نموذج لبنان الحضاري في التنوّع، وتدين بشدّة استمرار نهج ترهيب الناشطين وقادة الفكر والإعلاميين، وتؤكّد تمسكها بتحقيق شفّاف يكشف تفاصيل الجريمة الإرهابية وصولاً إلى تحقيق العدالة كاملة لكلّ ضحايا منظومة الفساد والجريمة المنظّمة.
تنوّه الجبهة المدنيّة الوطنيّة بلفتة قداسة البابا فرنسيس للقضيّة اللبنانيّة من باب إدانته تقديم الزعماء اللبنانييّن مصالحهم الشخصيّة على حساب مصلحة الوطن بما يهدد هويته ورسالته، وبمواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الداعية إلى لفتة أمميّة تتمثل بمؤتمر دولي للأزمة اللبنانيّة، وبكل المواقف العربية والدوليّة الملتزمة مساعدة لبنان ووضع حدّ لعذابات الشعب اللبناني بسبب ارتكابات المنظومة السياسيّة في تحالف المافيا والتّرهيب.
تدين الجبهة المدنيّة الوطنيّة استمرار المنظومة الفاسدة المجرمة بعرقلة عمليّة تشكيل حكومة مهمّة تتولى عملية الإصلاح والإنقاذ، وإذ تنوّه بجهود المخلصين من أصدقاء وأشقاء لبنان للمساعدة في الخروج من المأزق الراهن، تعتبر الجبهة المدنيّة الوطنيّة تمسك البعض، زوراً وتضليلاً، بحقوق وصلاحيات لم ترد في الدستور وتكرّس أعراف التعطيل خيانة دستوريّة، فيما البلاد ترزح في جهنّم الوباء والإفلاس والتدمير والعزلة، ما يؤكّد إصراراً خبيثاً على التدمير والارتهان وانتهاج الشعبويات والكيديات.
تستهجن الجبهة المدنيّة الوطنيّة السجالات الحاصلة في موضوع ترسيم الحدود البحريّة، وتبدي خشيتها من مراهنة البعض على احتجاز هذا الملف لاستخدامه ورقة مقايضة تستعمل في صفقات تخدم محاور خارجيّة بعيداً عن المصالح الوطنيّة والأمن القومي اللبناني، وتندرج في إطار تقديم تنازلات في السيادة اللبنانيّة لمحاور مدمّرة مشبوهة مقابل مكاسب سياسيّة داخليّة على قاعدة "أعطيك في البحر مقابل تشريع هيمنتي على لبنان".
ترى الجبهة المدنيّة الوطنيّة أنّ إمعان منظومة الفساد في ممارسة الجريمة المنظّمة، وتوزيع الأدوار ما بين أركانها، يزيد من قناعة قوى ثورة 17 تشرين بقدسيّة معركة تحرير لبنان من خاطفيه، ورصّ صفوف مكوناتها في الرؤية والبرنامج والقيادة حتى تشكيل الائتلاف المدنيّ الوطنيّ المعارض الذي تنطلق أسسه بمنهجيّة متماسكة بما يؤكّد أنّ البديل موجود، وأنّ لبنان الجديد بدأ بناؤه ولا تراجع مع المحافظة على اختباره التاريخي الحضاري في العيش الواحد ضمن دولةٍ مدنيّة عصريّة.