اكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في حديث لـ”المركزية” أن “الحشد الشعبي ليس مقياساً للعمل السياسي الناجح، فهو في معظم الاحيان يعبّر عن تعلّق عاطفي مَرَضّي لمجموعات بشرية بشخص معين، وتاليا ظاهرة لا يمكن التوقف عندها”، مشيراً إلى أن “ما عايناه امس مجرد مآساة ملهاة، لقد كانوا يرقصون على جثة الوطن”.
وسأل جعجع كل مواطن لبناني شارك في حشد الامس، قائلاً: “حينما عاد كل واحد منهم الى بيته، هل وجد ماء وكهرباء وفرصة عمل لابنه او اخيه؟ هل استرد وديعته من المصرف؟ هل اوقف هجرة خيرة شباب لبنان؟والاسئلة تكاد لا تنتهي…الا يعيش هؤلاء ظروف القهر والذل والحرمان التي يقبع في ظلها اخوتهم في المواطنة؟ وان افترضنا انهم يؤخذون بشعار التعمية “ما خلونا”، ولو سلمنا جدلا انه واقع وحقيقة، فالمنطق يفترض مقاربة بسيطة تقول بأن حزبا، كالتيار الوطني الحر، اوصل رئيسه الى رئاسة الجمهورية وكانت له اكبر كتلة نيابية في المجلس من 29 نائبا ويمتلك مع حلفائه الاكثرية النيابية ولديه وحده الثلث المعطّل في الحكومات على مدى ست سنوات واكثر، اذا لم يستطع ان يحقق ما يصبو اليه، بكل عناصر القوة السياسية هذه من نفوذ وموقع وسلطة وقرار ، فلماذا يكمل مساره في العمل السياسي، وعلى ماذا يراهن بعد؟ وتبعا لذلك، وان من يتهمهم بالوقوف خلف مقولة الـ “ما خلونا”، “ما خلو عون” هل “لح يخلو باسيل مثلا”؟”.
عن خطاب عون قال جعجع: “لم استغرب ما ورد فيه للحظة، الرجل هو هو، منذ تعرفت اليه عن كثب عام 1986 لم يجرِ اعادة قراءة لمساره السياسي، والانكى انه يتجه انحداريا. المأساة مستمرة معه ، فكلما اقفل مشهدا تراجيديا يفتح البلاد على آخر اكثر مأسوية ، على غرار خطوة توقيع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة حكما، وفي ذلك انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا ينفك يشكو منها عون وباسيل، وهما اكثر من ينتقصان منها ويهشمانها. فعوض ان يختم عهده بخطوة ايجابية قدم سلة من السلبيات لا علاقة لها لا بحقوق المسيحيين ولا باللبنانيين عموما، وانما ليكمل مبارزته الشخصية مع الرئيس نجيب ميقاتي”.
أما عن حقبة ما بعد عون في الرئاسة اعتبر جعجع ان “الاسوأ حصل في عهده، فماذا ابعد من خراب لبنان، الا ان المفارقة الوحيدة انه في الرابية لا يملك سلطة القلم، ما يعني التأثير بدرجة اقل على مجريات الحياة السياسية”. وتوجه بالسؤال إلى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي يفكر بالترشح للرئاسة: “لماذا تترشح ما دمت لم تعد تملك كتلة الـ 29 نائبا ولا الغالبية النيابية وكل النفوذ الذي امتلكه عون للوصول الى الرئاسة و”ما خلوه…فكيف لح يخلوك؟”.
ورداً على سؤال عن دور المعارضة في المرحلة المقبلة؟ قال جعجع: “المعارضة هي الجهة الوحيدة القادرة بعد خروج الرئيس عون من بعبدا ان تغير المشهد السياسي القاتم ولا خلاص الا بتوحدها، ما دام فريق الموالاة ادى قسطه للعلى واوصل البلاد الى حيث هي. رهاننا على وعي كل نائب في المعارضة وتكثيف الاتصالات، وقد بدأت تظهر بوادر تحسّن لجمع المعارضة، على امل ان تثمر وحدة تنتج رئيسا لخلاص لبنان”.
أما بالنسبة لتموضع “حزب الله” ما بين باسيل والرئيس نبيه بري في ظل الحرب الشعواء بينهما، أكّد جعجع أن “الحزب سيبقى في موقع ضبابي. فهو لا يتخلى عن باسيل الذي يمدّه بالغطاء المسيحي والقوة السياسية ويؤمن سبب وجوده واستمراره وقد رهن لاجله لبنان، لكن الاولوية للرئيس بري حكما.”
ورداً على سؤال عن أنه في غياب اي مبادرة او حركة دولية فاعلة على الخط الرئاسي، هل تعتقدون ان قائد الجيش العماد جوزف عون بات رجل “الرئاسة” الوحيد القادر على جمع اللبنانيين بتقاطع القوى السياسية على شخصه؟ أوضح جعجع أن “العماد جوزيف عون من خلال ممارسته في قيادة الجيش كشف عن شخصية وطنية بامتياز وعن كفاءة وجدارة لا مثيل لهما وقلبه على لبنان، بيد ان الرئاسة شيء آخر. فالحياة السياسية يجب ان تستقيم ويرأس البلاد شخص سياسي مدني، هذا ما نفضله. الا ان القوى السياسية، ان اتفقت على العماد عون، فلن نعارضه قطعاً”.