أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن “الاوراق البيضاء الـ63 ليست جميعها لفريق السلطة بل من بينها اوراق تعود لمستقلين او معارضين وبالامكان ان يصوتوا في المرة القادمة لمرشح المعارضة”، مضيفاً: “بالتالي ما شهدناه اليوم هو دلالة على امكانية انتخاب رئيس ديمقراطياً من قبل القوى الرافضة للسلطة الحاكمة ونهجها”.
وفي مقابلة عبر “لبنان الحر”، أشار الى ان “الخوف وضغط الفراغ عام 2016 أوصلا إلى ما نحن عليه ولا يجوز ان نخاف مجدداً اليوم من ضغط الفراغ الآتي”. كما رأى أن “الرئيس المنتخب في مشهدية ساحة النجمة اليوم هو “السيدة ورقة بيضاء” أي ورقة فارغة والصوت كان للفراغ”.
غير أن حاصباني شدّد على أن “هناك املاً إن توحدت قوى المعارضة” وإستطرد: “لذا لاحظنا استعجال “حزب الله” و”امل” وحلفائهما بتطيير النصاب لأن اي انتخاب يتطلب نصاب الثلثين. لقد لجأوا الى الورقة البيضاء كي لا يظهر حجم الخلاف ضمن فريقهم”.
كما تساءل: “ما هذا الاستعجال لتشكيل حكومة قبل بضعة اسابيع من نهاية العهد وأي دور تستطيع ان تلعبه؟”، مضيفاً: “إن كانوا جديين بإنتخاب رئيس فما الجدوى من التفاوض على تشكيل حكومة الا إذا كانوا يَسُوقون البلد الى فراغ ويفاوضون على مواقع حكومية لتكرار تجربة حكومة الفراغ عام 2015-2016 حيث كان كل وزير رئيساً و”مرقلي حتى مرقلك”.
حاصباني الذي أكد “رفض العودة إلى الفراغ أو تعويم الحكومة لتعبئة الفراغ لأن هذا الامر خطير جداً كونه مهّد سابقاً لانهيار وعلى وقعه تم ايصال رئيس جمهورية لإدارة الانهيار”، حذّر من أن فريق السلطة يعمل على الذهاب نحو الفراغ على الرغم من أن الوضع لم يعد يحتمل الفراغ إطلاقاً.
من جهة أخرى، دعا حاصباني التغييريين والمستقلين الى ان يتذكروا ان الناس منحتهم ثقتها لأنها تريد تغييراً حقيقياً وتريد رئيساً قادراً على الحفاظ على الدستور، رئيساً إنقاذياً لإخراج لبنان من الازمة، رئيساً منفتحاً على العالم لا يقود لبنان الى مزيد من العزلة ورئيساً يرعى الحلول المالية والاقتصادية والسياسية والسيادية.
كما شدّد على أنه “لا ينفع وصول رئيس “تدوير زوايا” ومساومات ليرضي الجميع،لأن أي رئيس فارغ من المضمون والقدرات ولا يستطيع ان يفرض سيادة الدولة واحترام الدستور وتطبيق القوانين وإحترام إستقلالية القضاء هو شبيه بالفراغ”.
كذلك توجّه الى من يتحدثون عن رفض رئيس من ضمن الاصطفافات قائلاً: “مِن المعيب عليهم الوقوف بوجه من هو مصطف مع سيادة لبنان ودستوره وإنفتاحه على العالم ومع كرامة المواطن. إنهم بطرحهم هذا يسعون للتوفيق بين الدولة واللا دولة وهذا هروب من الالتزام بمنطق الدولة”.
رداً على سؤال بشأن ظاهرة قوارب الموت، أسف حاصباني لمستوى اليأس الذي يدفع لبنانيين الى هكذا خيرٍ قد يكون قاتلاً، مضيفاً: “عاش لبنان مراحل شبيهة لمراكب الموت في أواخر الثمانينات وإن بشكل اخف مما يحصل اليوم. أنا كنت من الشباب الذين تركوا لبنان في البحر لمتابعة دراستي وأعرف ما يعني أن يكون الشخص في قارب صغير، حيث انتقلنا عبره بسبب الحصار يومها للوصول إلى الباخرة التي تذهب إلى قبرص”.
ختم قائلاً: “المفارقة في تجربة زوارق الموت انها كانت في حقبة عهد في نهاية الثمانينات وها هو الامر يتكرر في نهاية العهد عينه. كنا نتأمل ألا تتكرر هذه التجارب وان يتعظ من عاش خراب البلد مرة فيعمل بطريقة افضل حين اعطيت له الفرصة عام 2016 على وقع مطالبة المسيحيين خصوصاً بوحدة الصف”.