اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية السيد رمطان لعمامرة ان القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل “تكتسب أهمية كبرى، لا سيما وان الحاجة ملحة لجمع شمل العرب حيال القضايا المصيرية التي تواجه دولنا العربية.”
واعتبر الرئيس عون ان ما يجعل لقاء القمة هذا مهما، “هو حجم الازمات الخطيرة التي تواجه عالمنا اليوم والتحديات الكبرى، إضافة الى ما تعانيه الدول العربية من استهدافات تستوجب توحيد الجهود لمواجهتها، بدءا من القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مرورا بضرورة إيقاف الحروب التي تعصف بالعديد من دولنا، وعدم التهاون في الحرب على الارهاب وقضايا اللجوء او النزوح حيث تشهد منطقتنا أسوأ موجات اللجوء التي شهدها التاريخ الحديث، ولبنان يدفع الثمن الغالي جراء النزوح السوري واللجوء الفلسطيني.”
وشدد الرئيس عون على ان العلاقات بين لبنان والجزائر هي علاقات اخوة عميقة وصلبة، متمنيا على الجزائر المساعدة على تسهيل تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية مثل التفاح، نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، واقفال المعابر البرية والخسائر الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد اللبناني.
وكان الوزير لعمامرة نقل الى الرئيس عون رسالة شفهية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جدد فيها دعوته لزيارة الجزائر، لافتا الى ان بلاده تحتفل في شهر تموز الحالي بالذكرى الستين لاستقلالها، وسيقام للمناسبة اول عرض عسكري منذ 30عاما.
واعرب الوزير الجزائري عن سعادته لوجوده في بيروت للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، مهنئا باسم بلاده على انجاز الاستحقاق الانتخابي في لبنان “الذي يستحق كل اهتمام وتعاون نظرا لما يمثله من دور ريادي في الدول العربية والعالم.”
تصريح لعمامرة
وبعد اللقاء، تحدث الوزير لعمامرة الى الصحافيين، فقال: “تشرفت بمقابلة فخامة العماد ميشال عون رئيس الجمهورية، حيث قدمت له تحيات وتقدير واحترام صديقه وزميله رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عبد المجيد تبون. كما تلقيت من فخامته، التهاني والتبريكات للشعب الجزائري وللرئيس تبون لمناسبة احياء الشعب الجزائري الذكرى الستين لاستعادة الاستقلال الذي سيحتفل فيه يوم 5 تموز المقبل.”
أضاف: “لقد اغتنمنا هذه الفرصة للحديث حول هموم العرب والتحديات المشتركة، الامر الذي سيكون على رأس جدول اعمال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية الذي سينعقد اليوم في عاصمتكم المضيافة بيروت. كما أنه يشكّل مضمون التحضيرات الجارية للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر يومي الأول والثاني من شهر تشرين الثاني المقبل. والجزائر تستعد لهذه القمة وتكثف مشاوراتها الثنائية والجماعية مع الدول العربية الشقيقة الأخرى. ولقد عبر فخامة الرئيس عن تمنياته الخالصة للجزائر ولكافة الامة العربية بالتوفيق والنجاح لهذه القمة المصيرية التي هي قمة جمع الشمل ورفع التحديات بصفة جماعية ومتضامنة.”
وردا على سؤال حول ما اذا كانت سوريا ستشارك في قمة الجزائر، أجاب: “مثلما اسلفت، نحن في مشاورات مع كافة الأطراف العربية. وفي ما يتعلق بموقف الجزائر، فنحن كبلد عربي موقفنا معروف منذ زمن بأننا لم نساند تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ولا تعليق مشاركتها في الجامعة لأن سوريا عضو مؤسس للجامعة. اما موقفنا كبلد مضيف، فهذا مرتبط بطبيعة الحال بمشاورات، لأن الهدف هو التوافق في كل القرارات، كبيرة او صغيرة. لكن سوريا هي بالتأكيد في قلب اهتماماتنا. واخي وزميلي وزير خارجية سوريا سوف يزور الجزائر وسنتناول هذه النقطة بالتحليل بكل روح المسؤولية.”