استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم الجمعة 19 شباط 2021، السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي اعتبر ان مواقف غبطته الوطنية تستقطب الاهتمام الداخلي والخارجي واشار بعد اللقاء الى ضرورة حسن تطبيق اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي في لبنان مؤكدًا ان المملكة السعودية تتطلّع الى ان يعود لبنان الى سابق عهده ودوره الريادي، وهي ستبقى دائمًا الصديق الاقرب للشعب اللبناني وللمؤسسات الدستورية اللبنانية. وختم السفير البخاري مشيرًا الى ان الذاكرة السياسية تخبرنا بأن الشعب اللبناني لا يتعب من النضال في سبيل الحفاظ على عيشه الواحد والمشترك.
وكان غبطته قد استقبل قبل الظهر، مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا يرافقه العقيد مروان صافي رئيس فرع جبل لبنان في امن الدول. كما استقبل الوزير السابق الدكتور أحمد فتفت، والنائب السابق الدكتور فارس سعيد. بعد اللقاء، قال فتفت في حديث أمام الاعلاميين: "التقينا مع غبطة البطريرك للثناء على مواقفه الأخيرة وتقديرها وللتحضير للقاء موسّع الأسبوع المقبل يضمّ وفداً من المبادرة الوطنية ولقاء سيدة الجبل، لدعم وتأييد هذه المواقف التي تتخطى حدود الطائفية وتسعى الى تأمين حقوق جميع اللبنانيين الخائفين والمرعوبين من الوضع السياسي والاقتصادي والمالي. وفيما يتعلق بموضوع المؤتمر الدولي الذي دعى اليه صاحب الغبطة، فنحن نرى فيه فرصة لرفع الاستقواء المفروض من الداخل والمحافظة على الميثاق الوطني والدستور اللبناني وقرارات الشرعية الدولية التي بُنيت على أساس وثيقة الطائف، ولكن كل هذه القرارت شُوّهت باستعمال السلاح وترهيب الناس، والردّ الوحيد يكون بالوقوف صفّاً واحداً والمطالبة بمؤتمر دولي ليس للتدخل في شؤون لبنان بل لحماية حقوق اللبنانيين ولتطبيق الدستور ووثيقة الميثاق الوطني".
وأضاف فتفت: "بالأمس تأكدنا أنه من دون تحقيق دولي لن نصل الى أي نتيجة في موضوع تفجير المرفأ الذي أودى بحياة المئات، وبأن الضغوطات السياسية ستمنع الوصول الى الحقيقة، وترهيب الناس والقضاء ومنع التشكيلات القضائية، كل هذه الأمور ستمنع الوصول الى نتيجة في موضوع التحقيق، ولا ننسى الاعتداء الذي حصل من يومين على الاعلام، عبر لجنة الاعلام في المجلس النيابي، ونحن نرفض تخويف وترعيب الاعلام عبر منع بث بعض المحطات في مناطق معيّنة، وهذا دليل على الخوف من الحقيقة ".
وعن سؤاله عن انتخابات نيابية او رئاسية مبكّرة انتخابات رئاسية مبكّرة، أجاب فتفت: "بكل صراحة إن الموضوع يتجاوز الانتخابات النيابية والرئاسية، بحيث ان لن يتغيّر شيء اذا لم تتغيّر المنظمة، والمطالبة باستقالة الرئيس ترمز الى فشل السلطة، فكما كنا نُخطىء في السابق بالقول إن الوجود السوري هو وجود مؤقت، نتجاهل اليوم الاستقواء الذي يقوم به حزب الله، واذا لم يُرفع هذا الأمر فكل الخطوات الأخرى لن تُأتي بنتيجة ".
أما عن احتمال أن تكون الانتخابات النيابية المبكّرة هي طريق الحلّ، قال فتفت: " فلنكن صريحين، لا يمكن أن تُجرى انتخابات نيابية مبكّرة الاّ باستقالة كل النوّاب، لأنو لو استقال 127 نائباً، فلن تحصل هذه الانتخابات، ونحن نعلم أن حزب الله والتيار الوطني الحر لن يستقيلوا ".
وعن سؤاله عن تخوّفه من التمديد للمجلس النيابي قال فتفت إن التمديد يعني دمار البلد، ولكن لا يمكننا أن نذهب الى انتخابات نيابية بأي قانون انتخابات، فالقانون الأخير سمح لحزب الله بالسيطرة على الأكثرية في المجلس النيابي، فيجب أن يكون لدينا قانون انتخابي يسمح بتمثيل المجتمع المدني".
أما عن رأيه بالهجمة التي تعرّض لها صاحب الغبطة بسبب مطالبته بمؤتمر دولي اعتبر فتفت أن هذه الهجمة كان لها مردود معاكس أدّى الى تثبيت مرجعيّة هذا الصرح من الناحية الوطنية، واليوم غبطة البطريرك يخوض معركة وطنية واضحة وصريحة ويجمع من حوله مؤيّدين من مختلف الأطراف السياسية والطوائف، والمُعارض الوحيد هو السيّد نصرالله الذي هدّد بالقيام بحرب أهليّة إذا ما أُقيم المؤتمر الدولي".
وبدوره قال الدكتور سعيد: "تأكيداً على ما قاله الزميل الدكتور فتفت، اليوم جئنا لدعم هذا الصرح الوطني الذي يجمع كل اللبنانيين على اختلافاتهم، وإن أي تباين بيننا وبين أي فريق سنبقى نقوله إنما خارج هذا الصرح وبكل شجاعة، والاجتماع الأسبوع القادم سيكون بين لقاء سيدة الجبل والمبادرة الوطنية ومجموعة وازنة من قادة الرأي السياسيين والمثقفين والاعلاميين ومن كل الطوائف والمناطق للتأكيد على دعم الشعب اللبناني لمواقف غبطته الوطنيّة .